انتشرت ظاهرة تهاني الأعياد والمناسبات الدينية عن طريق رسائل المحمول والانترنت والاتصالات الهاتفية وبقية وسائل التهنئة التكنولوجية الحديثة دون تبادل الزيارات المباشرة خاصة مع الأهل والأقارب. أكد علماء الدين أن صلة الأرحام الإلكترونية لا تكفي وحدها لتقوية صلة الرحم التي حث الله سبحانه وتعالي عليها وأمر بوصلها ومعاقبة كل من يقطعها حيث ان تبادل الزيارات المباشرة أفضل لتآلف القلوب وتوحيد مشاعر. يقول د. حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر ان صلة الأرحام فرض علي المجتمع الاسلامي ككل.. ولذلك أمر الله سبحانه وتعالي بها وحذر من قطعها والتقطيع هنا يعني عدم الزيارات وانعدام الألفة بين الناس.. فصلة الأرحام سبب في رحمة الله سبحانه وتعالي وسعة الرزق وإزالة الهم والغم عن الانسان ولذلك كان النبي صلي الله عليه وسلم حريصا علي أن يصل رحمه وأمر الصحابة بأن يكونوا علي ماهو عليه في صلة الأرحام وعندما أقبلت عليه مرضعته حليمة السعدية أكرمها وأكرم زوجها في المدينة وأجزل لهما العطاء وعندما كانت تأتي امرأة كانت صديقة للسيدة خديجة كان يكرمها النبي عليه الصلاة والسلام اكراما لخديجة رضي الله عنها وإرضاءً لها بعد وفاتها. أما اتصال الناس بالمحمول أو الرسائل القصيرة فإن ذلك من قمة الجفاء فليست صلة الرحم عن طريق الرسائل وانما الرؤية بالعين تشفي الصدور وتغني النفوس وتعلي من قدر الضعيف والمسكين وذي الحاجة فيجب علي الأمة الاسلامية أن تتخلص مما هي فيه لأن صلة الرحم تؤدي إلي الوحدة وإلي التعاون والتعاضد وهي القرب من الله لقوله تعالي "الأقربون أولي بالمعروف". أضاف الدكتور محمد الشحات الجندي أمين عام المجلس الأعلي للشئون الإسلامية السابق أن الأمر بصلة الرحم واجبة بصفة عامة وأوجب بصفة خاصة في عيدي الفطر والأضحي ونحن الآن في مناسبة عيد الفطر التي لا يجوز بأي حال من الاحوال أن يتزاور المسلم مع اخوانه ولا يتزاور مع أقرب الناس إليه من صلة الأرحام رغم أن الله سبحانه قال "وأولو الأرحام بعضهم أولي ببعض في كتاب الله" الامر الذي يفرض علي كل مسلم أن يستثمر هذا العيد ويبادر علي الفور لمد جسور العلاقات الطيبة . أشار إلي أنه يجب علي المسلم ان يغتنم هذه الأيام المباركة ويذهب لزيارة أهله وأقاربه بدلا من الاكتفاء برسائل المحمول والانترنت أو إجراء المكالمات التليفونية.