ربما لا يعرف الكثيرون أن إحدي أكبر خمس شركات في العالم في تصنيع وتوريد الأجهزة المتطورة لمراقبة وتأمين الحدود بين الدول.. إسرائيلية. وأن هذه الشركة هي التي جهزت السياج الأمني علي الحدود الإسرائيلية مع مصر بمعدات المراقبة الإلكترونية عام 2013 بعد تزايد أعداد المهاجرين الأفارقة الذين يتسللون إلي داخل إسرائيل عبر هذه الحدود. مما ساهم في تقليل أعدادهم وضبط الحركة علي الحدود. وهي التي سبق لها أيضاً. تزويد الحواجز الأمنية التي أقامتها إسرائيل في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وعلي الحدود مع قطاع غزة بكاميرات المراقبة. وأجهزة الإنذار المبكر. والرصد. وقياس الحركة للسيطرة علي الحركة من وإلي إسرائيل عبر المنافذ المختلفة. كما تولت تنفيذ نظام مراقبة بالفيديو في مطار ميونيخ بألمانيا. وتنافس الآن للفوز بعقد لبناء حائط علي حدود كينيا مع الصومال. بطلب من كينيا. لتفادي تسلل إرهابيين من منظمات صومالية. للقيام بتفجيرات داخل كينيا. ما هي مناسبة إثارة هذا الموضوع؟! المناسبة. هي إعلان دونالد ترامب. الرئيس القادم لأمريكا. خلال حملته الانتخابية اعتزامه إقامة جدار أمني علي حدود الولاياتالمتحدة الجنوبية مع المكسيك لمنع تدفق مهربي المخدرات والعصابات الإجرامية من المكسيك إلي الولاياتالمتحدة. فعقب إعلان ترامب عن نيته إقامة هذا الحائط. ارتفع سعر سهم الشركة الإسرائيلية في البورصات الأمريكية بنسبة 20%. وبمجرد فوز ترامب في الانتخابات سجل الطلب علي منتجات الشركة الإسرائيلية ارتفاعاً قياسياً في الولاياتالمتحدة. وتوقعت الشركة أن يزيد ترامب فور توليه الرئاسة الميزانيات الخاصة بالأمن الداخلي وأمن الحدود. وأن ينفذ وعده بإعلان الحرب ضد تنظيم داعش وأية تنظيمات إرهابية أخري وبدأت في الاستعداد للحصول علي نصيبها من الكعكة. وسارعت الشركة لانتهاز هذه الفرصة. وتقديم نفسها للإدارة الجديدة باعتبار أن معداتها وأجهزتها تساعد في محاربة الإرهاب. وأثبتت بالتجربة كفاءتها وفعاليتها في ذلك. وأقامت الشركة معرضاً لأجهزتها. زاره 1600 شخص من 60 دولة. بينهم وفود من تركيا. وإيطاليا وألمانيا للتفاوض علي شراء أجهزة ومعدات خاصة لتأمين المطارات. وقد أشاد العاملون بحملة ترامب بالتجربة الإسرائيلية مع الحدود كنموذج يمكن تكراره بالنسبة لأمريكا. ولذلك تتوقع الشركة الإسرائيلية أن يزيد نصيبها من السوق العالمي لمعدات تأمين الحدود علي معدله الحالي وهو 10% أو ما يساوي 500 مليون دولار سنوياً. إذا ما فازت بعقد تأمين الحدود الأمريكية مع المكسيك. وهذا مجرد نموذج أو مثال لأسلوب إسرائيل من خلال شركاتها وأذرعها في انتهاز الفرص. وطريقتها في تقديم نفسها كشريك لا غني عنه لأي إدارة أمريكية جديدة. عسي أن نتعلم نحن العرب.