كشف الجهاز المركزي للاحصاء مؤخرا عن أن نسب الطلاق في مصر تزايد بشكل خطير حتي أنها زادت خلال عام 2010 بنسبة 79% عن عام ..2009 وذلك في الوقت الحالي لا تتحرك فيه الجمعيات والمنظمات النسائية في مصر لمواجهة هذه الظاهرة المخيفة.. وكأن الأمر لا يعنيها في شيء!! أو أنها سعيدة بزيادة نسب الطلاق!! وقد كشف المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في أحدث دراسة له عن ان القنوات الفضائية تدمر العلاقات الزوجية من خلال إثارة الغرائز والضغوط النفسية وانفلات المعايير الأخلاقية. أشارت الدراسة الي أنه من الأسباب التي تؤدي الي زيادة نسبة الطلاق عدم مقدرة الزوج علي أداء واجباته تجاه زوجته وأولاده بالاضافة الي الكذب والخيانة من الطرف الآخر ومعايرة الزوج لزوجته بأصلها ونسبها أو ضعفها الاجتماعي أو الاقتصادي أو الثقافي أو بسبب تأخر الانجاب أو عدم وجوده وسلوك الزوج من حيث علاقاته بالأخريات مما يؤذي مشاعر الزوجة ويدفعها الي طلب الطلاق. تقول د. عزة كريم الباحثة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ان ما تقوم به فتيات الفيديو كليب وموديلات الاعلانات والأفلام الخليعة والراقصات العارية تسببن في ارتفاع معدلات الطلاق الي 70 ألف مطلقة في مصر وحدها خلال العام الماضي. بينت الدراسة التي أجرتها ان 90% من الإعلانات يستخدم فيها جسد المرأة لترويج السلع مقابل 8% من نسبة الاهتمام بشخصية المرأة. كما أشارت الدراسة الي تأثر العلاقات الزوجية بما يبث في الفضائيات من فن هابط مما يدفع العديد من الأزواج الي تغيير واقعه العقلي ونمط سلوكه وعلاقاته الزوجية بفعل ما يشاهده من أفكار وعروض فنية ودرامية وغنائية هابطة علي شاشات القنوات الفضائية. أوضحت د. عزة كريم ان التسطيح الفني والمشاهد التافهة تؤدي الي حدوث نوع من الخلل في تحديد الأدوار بين الزوجين داخل وخارج المنزل فكل منهما يوجه أصابع الاتهام الي الآخر يحمله مسئولية اخطائه. كما بينت د. عزة ان الفضائيات أدت الي حدوث انقلاب حاد داخل أفكار ومشاعر الجماهير وحدوث بلبلة فكرية وساعدت علي الخلط بين الحلال والحرام والصواب والخطأ والأخلاق الرذيلة والحميدة وهو ما يتطلب مراجعة ووقفة من قبل مسئولي القنوات الفضائية حتي لا ينهار البناء الاجتماعي والأخلاقي للأسرة المصرية. الإيذاء المعنوي وتكشف الدكتورة نهاد أبوالقمصان رئيس المركز المصري لحقوق المرأة: ان نسب الطلاق فعلا تزايد في مصر لأسباب عديدة علي رأسها الايذاء المعنوي والمادي والظلم البين من قبل بعض الأزواج لزوجاتهم.. مشيرة الي ان قانون الخلع رغم انه كان يستهدف مصلحة المرأة الا أنه سهل أيضا عملية الانفصال. وفي جامعة عين شمس توصلت مجموعة من الباحثين الي أن لعبة كرة القدم لها دور أيضا في ارتفاع نسب ومعدلات الطلاق داخل مصر. كما تقول د. اجلال حلمي أستاذ علم الاجتماع الأسري بآداب عين شمس: هذا يرجع نتيجة اكتشاف الزوجة عدم اهتمام زوجها بها لمتابعة بمشاهدات أحداث واخبار الرياضة الأكثر مشاهدة وهي كرة القدم.. واهتمام الزوج بمتابعة أخبار المباريات مما ينتج عنه اهمال الزوجة وعدم احساسها بوجودها في حياتها اليومية.. مشيرة الي ان الطلاق ينتج عن العراك والجدال اليومي الذي يحدث بين الزوجين بسبب كرة القدم.