غادر الرئيس عبدالفتاح السيسي العاصمة البرتغاليةلشبونة بعد ظهر أمس مختتماً "زيارة دولة" استمرت لمدة ثلاثة أيام متوجهاً إلي مالابو للمشاركة في القمة الأفريقية- العربية التي تعقد اليوم في غينيا الاستوائية. أجري الرئيس السيسي محادثات مهمة مع الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا ورئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا أنطونيو كوستا وعمدة لشبونة تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية وتطورات القضايا الدولية. وفي مقدمتها سبل مكافحة الإرهاب وتطورات قضايا منطقة الشرق الأوسط. كما أجري الرئيس السيسي مباحثات مع رئيس البرلمان البرتغالي بمقر البرلمان البرتغالي تناولت سبل تعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات. خاصة البرلمانية. شارك الرئيس في اجتماع مع مجتمع الأعمال البرتغالي تناول سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمارات المشتركة. علاوة علي الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر. كما ألقي الرئيس السيسي محاضرة مهمة بمقر الأكاديمية العسكرية البرتغالية تناولت سبل مواجهة تحديات الارهاب والهجرة غير الشرعية. مشدداً علي ضرورة الحفاظ علي الدولة الوطنية وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة خطر الإرهاب والتطرف. تعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي أول زيارة دولة تستضيفها البرتغال منذ تنصيب الرئيس مارسيلو مارسيلو ريبيلو دي سوزا في مارس .2016 ومن المقرر أن يشارك الرئيس السيسي في القمة الأفريقية- العربية التي ستستضيفها غينيا الاستوائية اليوم وغداً. كان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد استهل ثاني أيام زيارته الرسمية للبرتغال أمس بعقد لقاء مع مجموعة من ممثلي مجتمع الأعمال البرتغالي ضمت قيادات كبري الشركات البرتغالية العاملة في قطاعات الهندسة والتشييد وتكنولوجيا الاتصالات والكيماويات والطاقة المتجددة والزراعة والأغذية والخدمات المالية والمصرفية والصناعات الدفاعية. وقد حضر اللقاء وزير الدولة البرتغالي فضلاً عن وزراء الخارجية والتجارة والصناعة والاستثمار. صرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن وزير الدولة البرتغالي تحدث في بداية الاجتماع عن الأهمية التي توليها بلاده لزيادة التواصل بين مجتمعي الأعمال في مصر والبرتغال بهدف تنمية التبادل التجاري واستكشاف مزيد من مجالات التعاون وفرص الاستثمار. أكد الوزير البرتغالي أهمية زيادة وتيرة تبادل الزيارات بين الجانبين وتنظيم مزيد من اللقاءات وورش العمل لبحث فرص الاستثمار المتاحة والعمل علي تحقيق نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية والتجارية. أضاف السفير علاء يوسف أن الرئيس السيسي رحب برجال الأعمال البرتغاليين.. مؤكداً حرصه علي أن يتضمن برنامج زيارته إلي لشبونة هذا اللقاء في ضوء ما يساهم به في استكشاف فرص التعاون الاقتصادي والاستثماري الواعدة بين الجانبين المصري والبرتغالي. وأشار الرئيس السيسي إلي ما يربط بين مصر والبرتغال من علاقات تاريخية متميزة علي جميع الأصعدة. مؤكداً ضرورة العمل علي زيادة التبادل التجاري بين البلدين الذي لم يتعد 200 مليون يورو. حيث لا يتناسب مع الامكانات الكبيرة التي يتمتع بها البلدان أو ما يربطهما من علاقات سياسية متميزة. أكد الرئيس السيسي عزم مصر علي تعزيز علاقاتها مع شركائها من الدول الأوروبية. وفي مقدمتها البرتغال.. منوهاً إلي ما يربط مصر بالاتحاد الأوروبي من اتفاقيات تجارية وبما يؤهلها لتكون بوابة العبور إلي أسواق المنطقتين العربية والأفريقية التي ترتبط مصر معها أيضا باتفاقيات تجارية خاصة. استعرض الرئيس السيسي مزايا الاستثمار في مصر التي تمتلك واحدة من أهم الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. لافتاً إلي قرارات الاصلاح الاقتصادي الأخيرة في مصر التي تؤكد عزم الحكومة علي اتخاذ خطوات شجاعة وجريئة من أجل تحقيق اصلاح حقيقي ومستديم للاقتصاد المصري. بالإضافة إلي القرارات التي اتخذها المجلس الأعلي للاستثمار في بداية شهر نوفمبر الحالي التي شملت منح حوافز عديدة للاستثمار تضمنت اعفاءات ضريبية وتسهيلات للحصول علي الأراضي الصناعية في عددا من المناطق. بالإضافة إلي إجراء تعديلات تشريعية تساهم في تذليل العقبات أمام المستثمرين وتيسير الاجراءات أمامهم وتوفير مناخ جاذب للاستثمارات. كما استعرض الرئيس السيسي المشروعات القومية الجاري تنفيذها التي تشمل استصلاح مليون ونصف المليون فدان. بالإضافة إلي بناء عدة مدن جديدة ومن بينها بناء عاصمة إدارية جديدة ومناطق صناعية وقري ذكية. وذلك في اطار مخطط قومي تتبناه مصر حالياً للتنمية العمرانية والزراعية والصناعية. تطرق إلي المشروعات الخاصة بإنشاء ممر للتنمية المتكاملة بمنطقة قناة السويس في اطار منطقة اقتصادية خاصة. تتضمن موانئ ومطارات ومناطق صناعية ومراكز لوجيستية. معرباً عن تطلعه لمساهمة الشركات البرتغالية في هذه المشروعات بالنظر إلي ما تقدمه من فرص استثمارية متنوعة. أضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أجري حواراً مع ممثلي مجتمع الأعمال البرتغالي شارك فيه وزير التجارة والصناعة ووزيرة الاستثمار حول سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين وشرح الوضع الراهن للاقتصاد المصري. خاصة في ضوء القرارات الاقتصادية الأخيرة التي اتخذتها الحكومة والتي بدأت في تحقيق نتائج إيجابية تمثلت في زيادة نشاط البورصة المصرية وقيام المؤسسات الدولية للتصنيف الائتماني برفع تصنيف مصر من حيث تحسين النظرة المستقبلية للاقتصاد لتصبح "مستقرة" بدلاً من "سلبية" وهو ما يعكس ثقة المجتمع الدولي في استعادة الاقتصاد المصري للاستقرار. تحدث عدد من ممثلي مجتمع الأعمال البرتغالي خلال اللقاء.. حيث أبدوا رغبتهم في التوسع في أنشطتهم بمصر واعتبارها مركزاً لنشاطهم بمنطقة الشرق الأوسط في ضوء الامكانات الهائلة التي تتمتع بها.