يقول د.سعيد سليمان أستاذ الوراثة بكلية الزراعة جامعة الزقازيق: إنه لا بديل عن استنباط أصناف جديدة من المحاصيل الزراعية قادرة علي تحمل الجفاف والمقاومة للملوحة وعالية الانتاجية مثل مشروع أرز الجفاف وقمح الجفاف في الطريق. خاصة في ظل ندرة المياه.. لافتاً إلي أنه يتعرض لهجوم غير مبرر من مركز البحوث وأنه أرسل جميع أبحاثه إلي الرئاسة. قال د.سليمان الملقب ب "عاشق الأرز" في ندوة "أرز الجفاف من الحلم إلي العلم" بكلية الزراعة والاحتفال بمناسبة انتاج أربعة أصناف من الأرز مقاومة للجفاف والملوحة: إن مصر لديها الكثير من الباحثين من أساتذة الجامعات ويجب أن تخرج أبحاثهم إلي النور والتطبيق للاستفادة منها بدلاً من تركها بالأدراج لتحقيق الاكتفاء الذاتي من جميع المحاصيل الاستراتيجية والتصدير وذلك في ظل المؤامرات التي يتعرض لها الوطن. وأن زراعة الأرز الجاف يستهلك كمية بسيطة من المياه. حيث يزرع بالصحراء ويروي كل 15 يوماً. كما آخر ما توصل إليه استهلاك مليوني فدان من الأرز العادي 7 مليارات متر مكعب مياه بعد أن كان يستهلكه مليون فدان فقط. أشار "سليمان" إلي زراعة دول مثل الجزائر الأرز وسط البحار وتحصد بالمراكب وفي أمريكا وافريقيا يزرع علي الجبال. خاصة أن الأرز يتحمل العطش حتي 35 يوماً. لافتاً إلي أننا نستخدم 10% من حصتنا من المياه في الشرب و90% في الزراعة. ولكن مع عام 2025 ستختلف النسبة. حيث سنستهلك 40% في الشرب و60% في الزراعة. ما يستوجب اعتمادنا علي زراعة المحاصيل الجديدة مثل الأرز الجاف وهو الحل الوحيد لاستمرار زراعته. كما أن نصيب الفرد من المياه عام 1992 ألف لتر مكعب. أما مع عام 2025 سيصبح نصيب الفرد 15 ألف لتر مكعب. كما أنه يمكن الاستفادة من مياه الصرف الصحي بعد معالجتها في الزراعة بدلاً من استخدامها السييء في الزراعة. لافتاً إلي أنه مع دخول مصر عصر الطاقة النووية من خلال انشاء محطة الضبعة سيتم تحلية مياه البحر. أوضح د.سليمان أن انتاجية فدان الأرز الجاف خمسة أطنان وربع الطن بالمقارنة بالأرز العادي الذي لا يتعدي الثلاثة أطنان ونسبة البروتين بالجاف 4.10 بالمقارنة بالعادي 2.6. كما أنه يمكن استخدامه للرجيم والأطفال الذين يعانون سوء التغذية. كما نمتلك أصنافاً تعد الأفضل علي مستوي العالم المقاومة للجفاف عرابي 1 و2. كما نمتلك أبحاثاً لزراعة القمح الجاف عرابي 53 وعرابي 73 وتزيد انتاجية الفدان عشرة أطنان عن العادي.. ولكن أين الدولة من الباحثين؟! أشار "سليمان" إلي نجاح تجربة زراعة الأرز الجاف بالتحميل بزراعات المانجو وعباد الشمس والذرة. وأن المسئولين المعنيين بالدولة غير متعاونين معنا بالمرة لتعميم زراعة الأرز بالمحافظات رغم نجاح زراعته في عدد من المحافظات وتوشكي أيضا. وأتوقع ارتفاع سعر طن الأرز إلي 5 آلاف جنيه لارتفاع أسعاره عالمياً والحل إنشاء هيئة قومية لحماية وتسجيل الأصناف الزراعية وتطبيقها للاستفادة منها. قال د.سليمان إن مساحة الأرض الزراعية محدودة وفي تناقص مستمر في ظل التعديات الزراعية المسكوت عنها وأيضا المياه محدودة وحصتنا في النيل 5.55 مليار متر مكعب ثابتة من أيام ما كان عددنا 20 مليوناً ووصلنا خط الفقر المائي بخلاف أزمة سد النهضة ومن الممكن زراعة نفس المساحة بمياه أقل وانتاجية أعلي وليست خيالاً وذلك عن طريق تحسين السلالات بالتهجين أو بالتقنية الأكثر تطوراً الهندسة الوراثية. أضاف د.سليمان أنه في عام 2010 في عهد الرئيس المعزول مبارك سلم نتائج أبحاثه للدكتور مجدي راضي المتحدث باسم مجلس الوزراء وقتها ووعده خيراً ولكن لم يحدث أي شيء ولم يكلمه أحد. وفي عام 2011 تم الاعتراف بالحماية لصنف عرابي 2 وفي عام 2012 حصل علي الحماية للأصناف عرابي 1 وعرابي 3 وعرابي .4 أوضح د.سليمان أن الأرز الجاف يوفر 50% من مياه الري عن الأصناف الأخري ومقاوم للجفاف والملوحة حتي 7000 جزء في المليون ومقاوم للفحة والثقابات ويزرع بالأراضي الطينية المستصلحة وعروة بعد محصول الذرة الصيفي وبطريقة الشتل اليدوي أو البدار أو التسطير وعمره 120 يوماً في الأرض. وتمت زراعة 100 ألف فدان منه علي مستوي الجمهورية هذا العام. قال عبدالله الحاوي إنه يزرع الأرز الجاف منذ عدة سنوات ومتمسك بزراعته لزيادة إنتاجيته وأنه يبعيه تقاوي وعليه إقبال وهو المطلوب في المستقبل.