قامت "المساء" بزيارة سدود حجز السيول بمحافظة البحر الأحمر التي تعمل علي حمايتها من مخاطر الغرق وقضت يوماً كاملاً مع الجنود المجهولين العاملين بإدارة المياه الجوفية بالمحافظة الذين أعلنوا حالة طوارئ منذ شهر اكتوبر الماضي لمتابعة ورصد سقوط الأمطار لإطلاق التحذيرات لسكان المحافظة البالغ عددهم نصف مليون نسمة أثناء مرورهم علي عشرة سدود سيول بالمحافظة للوقوف علي مدي فعالياتها واستيعابها لكمية الأمطار المتوقع سقوطها علي الوديان وتتحرك لتجرف كل ما يقابلها وأنفقت وزارة الري 2 مليار جنيه علي أعمال حماية المدن من أخطار السيول. أكد د.صلاح محمد شحاتة وكيل إدارة المياه الجوفية بالبحر الأحمر أن مهمة إدارة المياه الجوفية بالبحر الأحمر هي تأمين 1080 كيلو مترا من الطرق ابتداء من جنوبالسويس وانتهاء بحلايب وشلاتين مروراً بسلاسل جبال البحر الأحمر والعين السخنة والزعفرانة والكريمات وقنا والشيخ فضل بالمنيا. أضاف شحاتة أن الاهتمام بسدود السيول أصبح من أولويات الدولة نظراً للتغيرات المناخية التي طرأت علي العالم وتوفر لمصر ملياراً و300 مليون متر مكعب من المياه وأصبح من الصعب التنبؤ بمكان سقوط تلك الأمطار التي تتحول إلي قوي كبيرة تهدم كل ما يقابلها سواء منازل أو سيارات وتصبح مثل علبة الكبريت وتقذف بها حيث تستقر تلك المياه وتسمي تلك الظاهرة بالفلاش فلات. أشار وكيل المياه الجوفية إلي أن زيادة عدد السكان هي التي أظهرت حجم هذه السيول. حيث كاتن تسقط من آلاف السنين وكانت تسلك طريقها عبر الدروب والوديان الجبلية ونظراً لقيام المواطنين بالبناء في المسارات التي تمر بها السيول فظهرت الكوارث نظراً للخسائر التي تخلفها السيول سواء كانت بشرية أو في العقارات والمنشآت. أضاف أن العشرة سدود التي تم إنشاؤها في البحر الأحمر ساهمت في حماية استثمارات وأرواح السكان في حين أن منطقة رأس غارب قد لحقت بها أضرار.. مؤكداً أن المهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء قد أصدر قراراً بالبدء فوراً في إنشاء سد حماية بالوادي الخطير والانتهاء منه قبل موسم الأمطار القادم لحماية المدينة من أخطار السيل. قال إن مركز التنبؤ التابع لوزارة الري يستطيع أن يحدد ميعاد سقوط الأمطار قبل سقوطها ب 72 ساعة ومن هنا يبدأ دور العاملين في الري بالتنسيق مع السلطات المختصة سواء محليات أو الطرق وأجهزة الأمن وفي حال وجود سيول شديدة يتم منع المرور علي الطرق التي يمر منها السيول لكن تواجهنا مشكلة وهي عدم تعاون المواطنين الذين يصرون علي مخالفة التعليمات والمرور من هذه الطرق لدرجة أنهم يشتبكون مع رجال الأمن عند منعهم. أضاف "شحاتة" أن العاملين بإدارة المياه الجوفية بالبحر الأحمر في حالة طوارئ لمدة ستة أشهر في العام. حيث ان السيول تسقط مرتين في العام تبدأ من شهر اكتوبر وتنتهي شهر ابريل من كل عام. وخلال الجولة تم تفقد سدود "أبومايا" و"وادي البارود الأبيض" و"وادي سفاجا" و"وادي جاسوس" و"وادي البارود الأبيض 2" في نطاق سفاجا. وسدود مدينة القصير إضافة إلي بحيرة صناعية. فضلاً عن عملية إنشاء سد "وادي أم سمرة" جنوبالبحر الأحمر لحماية مدينة مرسي علم من مخاطر السيول وتبلغ قدرته الاستيعابية 400 ألف متر مكعب من مياه السيول خلال الموسم الشتوي. وقد امتلأت البحيرات أمام السدود بالمياه. الأمر الذي أدي إلي تخزين نحو مليوني متر مكعب من مياه الأمطار والسيول. الخمسة سدود المقامة في أودية جبال البحر الأحمر امتلأت بمياه الأمطار التي سقطت الخميس والجمعة الماضيين وحمت مدينة وميناء سفاجا من دمار محقق. المثير للدهشة أن محافظة البحر الأحمر محافظة لا تعتمد علي الزراعة رغم كميات مياه الأمطار التي تسقط عليها وأن مساحة الأرض التي تتم زراعتها لا تتعدي 800 فدان. رصدت "المساء" معاناة العاملين في السدود من عدم وجود سيارات دفع رباعي تساعدهم في التنقل بين الجبال والدروب. وأن إدارة المياه الجوفية لا يوجد بها إلا سيارتين متهالكتين. زارت "المساء" سد وادي البارود الأبيض "1" الذي قرر د.محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري تغيير اسمه إلي سد الشهيدين المهندسين عادل حسانين وأشرف جويدة تخليداً لذكراهما بعد استشهادهما علي بعد أمتار من السد أثناء تنفيذ العملية بعد أن أطلق عليهما المقاول الرصاص بسبب رفضهما التهاون في المواصفات الفنية وإصرارهما علي ضرورة قيام المقاول بتنفيذ العملية حسب المواصفات المتفق عليها مع أجهزة الوزارة. ويحمي هذا السد مدينة سفاجا ومنشآتها ومرافقها الحيوية.