* يسأل علي عبدالصبور بأولاد صقر شرقية: ما رأي الدين في إنسان يهين أباه ويعتدي عليه ويكتفي بأن أمه راضية عنه وتدعو له؟ ** يجيب الشيخ إسماعيل نور الدين من علماء الأزهر الشريف: يجب المعاملة الحسنة للآباء والأمهات والتساوي في الإحسان إليهما فقد قرن القرآن الإحسان بالأبوين: فقال تعالي: "وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا". وقال سبحانه "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا". ونهي القرآن الإيذاء إلي الوالدين الأب والأم حتي ولو بكلمة "أُف".. فقال سبحانه: "ولا تقل لهما أُف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما". فكما يطلب الطاعة لهما يطلب عدم إيذائهما بأي أسلوب من أساليب الإيذاء كما يطلب الطاعة لهما في كل أمر يرضي الله تبارك وتعالي فقد أوصي الإسلام الأولاد بالمعاملة الكريمة للآباء والأمهات والإنسان الذي يؤذي أباه أو يعقه يرتكب كبيرة من الكبائر. فقد ورد في الأثر: "ألا أدلكم علي أكبر الكبائر قلنا بلي يا رسول الله فقال "صلي الله عليه وسلم" الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئًا فجلس وقال: وقول الزور وشهادة الزور". نقول للأخ المسيء إلي أبيه احذر من عقاب الله فكما تدين تدان وكما تفعل بأبيك سيُفعل معك فالشر بالشر والبادي أظلم. * يسأل: خالد السيد شعبان من شبرا مصر بالقاهرة: رأيت شابا يصر علي صيام الدهر كله عدا يوم الفطر والأضحي وهو منعزل عن الحياة وعن اختلاطه بالناس فما حكم هذا؟! ** يجيب: الإسلام دين الوسطية والإسلام يبغض التشديد حتي ولو كانت عبادة مصداقا لقول الرسول صلي الله عليه وسلم "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فيسروا وقاربوا". ولقد روي الإمام البخاري ومسلم وغيرهما أن ثلاثة رهط جاءوا إلي النبي صلي الله عليه وسلم يسألون عن عبادته فلما أخبروا بها كأنهم تقالوها اعتبروها قليلة فقال أحدهم إني أصوم الدهر كله ولا أفطر وقال الآخر وأنا أصلي ولا أرقد وقال الثالث وأنا لا أتزوج النساء فخرج عليهم رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال لهم أنتم القوم الذين قلتم كذا وكذا فقالوا نعم فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إني لأخشاكم لله وأتقاكم لله ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني" فالحديث دعوة إلي الوسطية حتي ولو في العبادة وهو دعوة إلي الاعتدال في الصوم ليستطيع الإنسان أن يؤدي رسالته مع مجتمعه ولو كان الصوم يجب أن يكون الدهر كله لصامه رسول الله صلي الله عليه وسلم ومن السنة التأسي برسول الله في الأقوال والأفعال ولا يبتدع المسلم شيئا لم يفعله رسول الله وقد قيل اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ويكفي السائل أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر فإنها تعدل صيام الشهر كله هذا هو الإسلام.. دين الاعتدال دين الوسطية في تشريعاته.