شهدت فعاليات الدورة الخامسة والثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب رقما قياسيا في عدد الحضور مع ختام المعرض أول أمس السبت حيث تجاوز عدد الحضور مليونين وثلاثمائة وعشرة آلاف زائر من مختلف المراحل العمرية والثقافية وتنوعت الندوات بين ثقافية وفنية فضلاً عن الأمسيات المخصصة للمرأة والطفل . ¢المساء¢ التقت رئيس هيئة الشارقة للكتاب ومدير المعرض أحمد بن ركاض العامري الذي أكد ان اهم مميزات المعرض التي تجذب الجمهور عاما بعد عام تنوع الفعاليات التي تلبي متطلبات الأسرة بالكامل الأب والأم والأطفال.. معلناً أن هناك جائزة للترجمة العام المقبل وسيتم تشكيل لجنة لتلقي الأعمال ويشترط أن تكون كتباً تنقل حضارتنا ولامجال لمشاركة الروايات أو الأعمال الأدبية الأخري . أوضح أن الثقافة لم تعد حكراً علي المثقف فهناك الكثير من الوسائل التي تنقل ودور معرض الشارقة يتمثل في توظيف الفنانين والمبدعين والشعراء وأيضا المشاهير بمواقع التواصل الاجتماعي لتفعيل دورهم الفكري والثقافي من خلال وجودهم في المعرض في ظل استضافة معظم جنسيات العالم . * سألته.. بمناسبة مرور خمسة وثلاثين عاما علي انطلاقة معرض الشارقة الدولي للكتاب.. ماهي تطلعاتكم خلال السنوات القادمة ليستمر هذا التوهج والحراك الثقافي الذي تشهده الفعاليات؟ هذا المعرض بدأ بداية صغيرة برؤية كبيرة من صاحبه ورئيسه الفعلي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلي حاكم الشارقة الذي أراد له أن يكون منبراً للثقافة وتعزيز المجتمع القاريء بالامارات. أشار الي أن الدورة الأولي للمعرض لم يحضر خلالها سوي إحدي عشرة دار نشر فقط ولم تكن هناك أي دار نشر اماراتية كما لم يتم بيع أي كتاب وقام صاحب السمو حاكم الشارقة بشراء كل الكتب . ويسترسل ¢العامري¢ قائلا ان بعض المستشارين والناصحين أشاروا علي سموه بإلغاء الفكرة وأن المعرض لن يؤتي ثماره ولن تقوم له قائمة في المستقبل لكنه قال لهم إني أري ما لم ترون. وهو مايؤكد بصيرة الحاكم وبعد نظره فقد أصبح المعرض رهان الثقافة الرابح وتجاوز العديد من المعارض التي سبقته حتي أصبح أحد أهم ثلاثة معارض علي مستوي العالم وحقق نقلة نوعية للثقافة بالامارات العربية المتحدة . يضيف: اليوم لدينا مائتان وخمس عشرة دار نشر اماراتية رسمية وحكومية كما أصبح المعرض سفيرا للثقافة العربية من خلال مشاركاته الخارجية .. كما أن هناك الكثير من الأسماء العالمية التي تأتي لتشارك في المعرض بعد أن أصبح منارة للثقافة والحوار الفكري وبوابة التقاء بين الشرق والغرب وهو ما أدي الي وجود منافسة كبري بين دور النشر . ومنذ عامين عندما قللنا المساحات قامت الكثير من دور النشر المصرية بالتظلم عبر النشر بالصحف الي صاحب السمو حاكم الشارقة وهذا أكبر مثال علي نجاح المعرض.. ونسعي ان شاء الله خلال فترة بسيطة لنكون الأول علي مستوي العالم . * بمناسبة الحديث عن تسابق دور النشر للمشاركة في المعرض.. ماهي الأسس التي يتم من خلالها اختيار دور النشر.. وأيضاً الأسس التي من خلالها يشارك المعرض في المعارض الخارجية؟ نشترط أن تكون العناوين جديدة فالدار التي ليست لديها اصدارات جديدة تشارك ونطلب منهم عينات لمعاينة الكتب المشاركة ونري ماتقدمه من مضمون وهدف.. وبالنسبة للمشاركة الخارجية فنحن نختار معارض معينة لأسواق معينة نحاول من خلالها زيادة دور النشر المشاركة في معرض الشارقة وايضا من اجل تفعيل التبادل الثقافي بيننا وبينهم . * وهل تشعر أن مثل هذه الجولات قد غيرت الصورة النمطية والسلبية عن العرب؟ ساهمنا في تغيير الكثير من الأفكار. فعندما يتعرف الآخر علي وسطية الاسلام عبر الحوارالثقافي يكون الأمر مؤثرا للغاية فالثقافة نقطة لقاء وليس اختلاف. ولا يأتي الخلاف الا عندما تكون العقول متحجرة. ونحن في جولاتنا الخارجية نكون سفراء لديننا وللثقافة العربية ونقدم صورة مغايرة لما تنقله وسائل الاعلام الغربية . وتمكنا من تغيير الصورة النمطية لدي الكثيرين عن العرب والمسلمين . وهذا أيضا يتحقق خلال المشاركة في معرض الشارقة فالكثير من الضيوف الأجانب يأتون في البداية متحفظين ثم يتغير كل هذا مع مرور الوقت. ولدينا مقولة نوجهها لهم ¢تأتون كضيوف وتخرجون كأصدقاء¢. * للثقافة دور محوري في مواجهة الفكر الظلامي. فهل تتبعون سياسة المنع مثلما تفعل بعض المعارض للحد من الكتب التي تروج لمثل هذه الأفكار؟ لاتوجد رقابة علي المحتوي.. فقط توجد رقابة علي الأسعار. فلدينا لجنة لتقييم الكتب من ناحية الجودة بحيث لانقبل كتبا مستنسخة أو رديئة الطباعة فنحن هنا نتحدث عن الجودة وليس المحتوي . أشار الي أن حظر كتب أصحاب الفكر المغلوط ليس حلاً فالتجربة أثبتت أن هذا الأمر يعطيها شهرة أكبر مضيفاً ان أحد المثقفين الأجانب قال: أنتم من صنعتم كاتباً شهيراً وجعلتموه عالمياً عندما أهدرتم دمه بينما أسلوب كتابته ضعيف بل من أسوأ الأساليب في الكتابة.پ أوضح أنه من هذا المنطلق لا نحظر أي كتاب في معرض الشارقة وكل الأفكار مطروحة بحرية كاملة لأن مهمتنا الارتقاء بالفكر وبذائقة الإنسان ونفتح المجالات أمامه للفكر والتواصل بحرية دون أي قيود.