اختتمت أمس فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب بثلاثة أرقام قياسية.. الأول تمثل في تحطيم رقم الدورة السابقة من حيث عدد الحضور والذي تجاوز المليون زائر والثاني في عدد دور النشر وبلغ 1502 من 64 دولة بينما الرقم الثالث فتمثل في عدد العناوين المشاركة وبلغت مليوناً ونصف المليون. "المساء" التقت برئيس هيئة الشارقة للكتاب ومدير المعرض أحمد بن ركاض العامري الذي تحدث عن عوامل نجاح المعرض وأهم ملامح الدورة القادمة التي يجري الإعداد لها من الآن معلناً استضافة عشرة من ألمع وأهم الكتاب علي مستوي العالم ستكون أسماؤهم بمثابة مفاجأة للجمهور علي حد وصفه. قال العامري إن هذه الدورة شهدت المشاركة الأكبر لدور النشر بمليون ونصف المليون عنوان وأكثر من فعالية ثقافية متنوعة. مشيراً إلي أن المشاركة هذا العام كانت من المحيط إلي المحيط أي من كل أرجاء المعمورة. أوضح أن اليوم الختام يشهد إقبالاً كبيراً وخلال ساعات قليلة زاره أكثر من مائة ألف شخص من مختلف الجنسيات لدرجة أن المكيفات لم تكن قادرة علي التبريد بالصورة المطلوبة في ظل هذا الحضور غير المسبوق والذي لم نره بمعارض الكتاب لأنه لا يوجد إقبال بهذه الكثافة إلا في الأسواق التجارية. أضاف أن الثقافة لم تعد حكراً علي المثقف فهناك الكثير من الوسائل التي تنقل ودور معرض الشارقة يتمثل في توظيف الفنانين والمبدعين والشعراء وأيضا المشاهير بمواقع التواصل الاجتماعي لتفعيل دورهم الفكري والثقافي من خلال وجودهم في المعرض في ظل استضافة معظم جنسيات العالم ولم يعد معرضاً للثقافة العربية فحسب بل للعالم كله. أشار إلي أنه من خلال المعرض وخلال عامين فقط تم ترجمة أكثر من سبعة وسبعين عنواناً من العربية إلي لغات أخري كما تم تصوير كل محاضرة أقيمت ووضعها علي موقع المعرض لتكون مرجعاً لأي باحث فيما بعد. وعن دعوته لتكريم الأديب الكبير الراحل جمال الغيطاني.. قال: كنت في القاهرة نهاية أبريل الماضي والتقيت بالأديب الراحل علي عشاء نظمته وزارة الثقافة وطلبت منه الحضور إلي معرض الكتاب ليتم تكريمه وألححت عليه بضرورة الحضور لكن القدر كان أسرع فقمنا بتكريم اسمه. تذكر "العامري" الدورة الأولي للمعرض حيث حضرت عشر دور نشر فقط ولم يتم بيع أي كتاب وقام سمو الحاكم بشراء كل الكتب لدرجة أن بعض المستشارين والناصحين أشاروا علي سموه بإلغاء الفكرة وأن المعرض لن يأتي بثمار ولن تكون له قائمة في المستقبل وليس من المناسب إقامته لكنه قال لهم إني أري ما لم ترون واليوم هذا المعرض من أهم المعارض في العالم. ولو رصدنا ما قدمه المعرض للثقافة والمثقفين علي مدار الدورات الماضية لاحتجنا إلي مجلدات. مشيراً إلي بيع أول نسخة مترجمة للقرآن الكريم بعشرة آلاف يورو وهو رقم كبير للغاية. وحول دور الثقافة في مواجهة الفكر الظلامي اتساقاً مع دعوة سمو حاكم الشارقة لإقامة مؤتمر للمثقفين العرب للوقوف أمام الظاهرة.. قال رئيس هيئة الشارقة للكتاب إن حظر كتب المثقفين ليس حلاً فالتجربة أثبتت أن هذا الأمر يعطيها شهرة مبالغ فيها. مضيفاً ان أحد المثقفين الأجانب قال: أنتم من صنعتم كاتباً شهيراً وجعلتموه عالمياً عندما أهدرتم دمه بينما أسلوب كتابته ضعيف بل من أسوأ الأساليب في الكتابة. وتذكر "العامري" واقعة قيام أحد الأشخاص بتصوير كتاب ووضعه علي إحدي وسائل التواصل الاجتماعي وتساءل: كيف يسمح بتداول مثل هذا الكتاب؟.. ويضيف أنه خلال دقائق معدودة تم بيع كل النسخ من هذا الكتاب نتيجة لهذا الترويج من شخص لا يعرف قيمة ما يقول. أوضح أنه من هذا المنطلق لا نحظر أي كتاب في معرض الشارقة وكل الأفكار مطروحة بحرية كاملة لأن مهمتنا الارتقاء بالفكر وبذائقة الإنسان ونفتح المجالات أمامه للفكر والتواصل بحرية دون أي قيود. مشيراً إلي أن جائزة الترجمة التي أعلن عنها سمو الحاكم وتعد أكبر جائزة للترجمة علي مستوي العالم بقيمة تصل إلي مليوني درهم تذهب سبعون في المائة للناشر الأجنبي وثلاثون فقط للمحلي وأن هدفها إبراز الجانب المشرق للإسلام الوسطي والحضارة الإسلامية. وعن مفاجآت الدورة الخامسة والثلاثين التي تم الإعداد لها من الآن قال إن هناك عشرة أسماء ستشارك من كبار الكتاب علي مستوي العالم أحدهم فقط أتوقع أن يأتي بمائة ألف زائر للمعرض.. وعندما سألته عن الأسماء قال سنعلن عنها في يناير القادم وأن الدورة القادمة ستنطلق في الثاني من نوفمبر وتستمر حتي الثاني عشر من نوفمبر 2016م.