1⁄4 تسأل فريدة. أ من القاهرة: سافر زوجي للعمل في بلد عربي. ولكن منذ ما يزيد علي خمس سنوات وهو يقول سأعود إلي مصر بعد شهر وإلي الآن وهو يماطل في الرجوع تاركاً زوجته وأولاده. فما رأي الدين في ترك الزوج لبيته وأولاده لهذه المدة؟ 1⁄4 1⁄4 يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: اختلف الفقهاء في المدة التي يجوز للزوج أن يترك زوجته فيها وذلك علي عدة أقوال. وهذه المدة تتراوح بين أربعة أشهر وثلاث سنوات. علي تفصيل معروف بين الفقهاء. "ولئن كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه جعل أمد البعد أربعة أشهر في بعض الروايات فلعل ذلك كان مناسباً للبيئة والظروف التي ينفذ فيها هذا القرار. والبيئات الظروف مختلفة. والشعور بالبعد يختلف بين الشباب والكبار. ويختلف من زوجة فيها دين وخلق قوي. إلي من ليس عندها ذلك. والزوج هو الذي يعرف ذلك ويقدره. وإذا كنت أنصح بتحمل بعض الآلام لمصلحة الأسرة مادياً. فإنني أنصح الزوج أيضاً بألا يتمادي في البعد". هذا في المسألة علي العموم. أما في المسألة الأخت السائلة. فالظاهر ان بقاء الزوج بعيداً سببه ظرف قهري. لا سيما وهو يقول: سأعود الشهر القادم. ولذلك فهو لا يأثم بسبب بعده إذا كان هذا البعد ضرورة. ولكن نرجو أن يحاول قدر المستطاع العودة لأهله أو استقدامهم اليه ولو لفترة بسيطة. حتي لا تطول المدة وتبعد الشُقة. 1⁄4 يسأل حسام علي من الجيزة: قدمت والدة زوجتي كزائرة لقريتنا لتقيم معنا لمدة شهر. ومنذ ذلك الحين انقلبت حياتنا رأساً علي عقب. ولم تعد زوجتي تسمع كلامي بل تميل لأمها في معظم الأحوال. لدرجة انني أفكر بترك البيت لمدة شهر حتي ترحل والدة زوجتي أو أقوم بردها. فما رأي الدين في ذلك؟ 1⁄4 1⁄4 يجيب: هذه قضية متشعبة حيث تعارضت فيها المصالح والاتجاهات بعضها مع بعض. فهذا الزوج أراد أن يحتفظ بأسرته هادئة مستقرة فسيتعرض لنقمة حماته. وإذا أراد أن يخرج حماته من داره ويردها إلي بلدها فسيغضب زوجته. فهو حريص علي بقاء الأسرة متماسكة. والذي أنصحه به أن يحاول الصبر ما استطاع علي نكد هذه الحماة وتدخلها في حياتهما. ولا شك انها مخطئة في ذلك. فالمرأة بعد أن تتزوج يصبح حق الطاعة لزوجها لا لأمها ولا لأبيها. ولو كانت هذه الأم عاقلة وتدرك مصلحة ابنتها علي المدي البعيد وتحرص علي سعادتها واستقرار حياتها لعاشت في حدودها كضيفة علي زوج ابنتها وليس للضيف أن يتدخل في شئون مضيفيه. وإذا كانت هذه الحماة مصرة علي موقفها وطريقتها وتكدير عيش زوج ابنتها فالأولي له أن يطلب منها العودة إلي بلدها معززة مكرمة ومعها بعض الهدايا منه حرصاً علي ما هو أهم من ذلك وهو بقاء عش الزوجية سليماً دون أن يصيبه الدمار والخراب. وإذا كانت هذه الأم تحب ابنتها حقاً فعليها أحد أمرين: إما أن تلتزم الصمت والبعد عن اثارة المشاكل ويبدو من طبيعتها انها لن تستجيب لذلك. وإما أن ترحل وهذا هو الأفضل والأصلح لها ولابنتها ولزوجها ولهذه الأسرة التي يرجي لها الهدوء والهناء.