يتعرض أكثر من 15 ألف نسمة من سكان عزبة عزيز التابعة لبهتيم بحي شرق شبرا الخيمة لكارثة بيئية محققة بعد أن طفحت جميع شوارعها بمياه المجاري نتيجة وقوع انفجارات بالخزانات وشبكة الصرف المتهالكة الخاصة بالأهالي والتي أنشئت بالجهود الذاتية مما حولها إلي برك تفوح منها الروائح الكريهة وتهاجم الحشرات من خلالها المنازل ليلاً. لم تتوقف معاناة الأهالي عند هذا الحد بل امتدت إلي انتشار أعمال البلطجة وحوادث السرقة بسبب ضعف التيار الكهربائي وانقطاعه بصفة مستمرة مما هيأ للجناة مناخاً امظلماً لارتكاب الجريمة بالاضافة إلي غياب المواصلات واقتصارها علي وسيلة التوك توك التي تربط عزبة عزيز بالمرجوشي وعزبة أنور ثم إبراهيم بك مما يضطر السكان إلي المشي علي الأقدام في الظلام وتعرضهم لخطر السرقة والبلطجة. انتقلت "المساء" إلي عزبة عزيز ورصدت بالكلمة والصورة حجم المعاناة التي يعيشها الأهالي. أكد صفوت صبحي "مهندس زراعي" أن العزبة تقع علي مصرف لاظ الذي تم ردمه وهي تابعة لبهتيم بحي شرق شبرا الخيمة وتتوسط المرجوشي وعزبة أنور مروراً بابراهيم بك ويبلغ تعداد سكانها 15 ألف نسمة تقريباً وهي محرومة منذ نشأتها من مشروع الصرف الصحي الحكومي علي الرغم من وقوعها علي خط الصرف الرئيسي مباشرة والذي يبدأ من بهتيم مروراً بالمرجوشي وينتهي بعزبة أنور وهذه المناطق الثلاثة دخل بها الصرف الصحي فيما عدا عزبتنا المشئومة التي تتوسطها بما يظهر حجم المعاناة التي يعيشها الأهالي ومدي التفرقة في تقديم الخدمات بين أبناء الوطن الواحد وهي السياسة التي كان يتبعها المسئولون في النظام السابق. أضاف سعيد ابراهيم ومحمد رمضان بعد فترة من اليأس قام ابناء العزبة بعمل شبكة للصرف الصحي بالشوارع من خلال المشاركة الشعبية والجهود الذاتية. حيث كان يتم الصرف في البداية علي مصرف لاظ وبعد "تغطيته تحول الصرف اليه باعتباره خط المجاري الرئيسي بقطر 25 بوصة والمار من أمام العزبة مباشرة.. لكن نتيجة لانسداد الشبكة وعدم خبرة الأهالي في أعمال التطهير والصيانة انفجرت المواسير وأغرقت الشوارع والمنازل بالمياه القذرة التي تحولت إلي بؤر للتلوث تجلب الناموس والحشرات. أشار حسين هاشم "بالمعاش" إلي أنهم يعانون الأمرين يوميا بعد أن اصبحت مياه المجاري تحاصرهم من كل اتجاه لدرجة أنهم يصبحون بها ويمسون عليها مما شكل خطورة كبيرة عليهم وبخاصة الاطفال الذين اصيبوا بالامراض بسبب العبث في المياه الملوثة غير مدركين خطورتها مؤكدا أنهم كرهوا المعيشة بالعزبة وفي طريقهم للسكن بالايجار بالمرجوشي وبهتيم نظرا لاهمال المسئولين وعدم تلبية مطالبهم بادخال الصرف الصحي. رفاعي يونس: المشكلة لم تقتصر علي مياه المجاري بل يوجد تسريب لمياه الشرب النقية في باطن الأرض نتيجة لتهالك الشبكة بالاضافة إلي ارتفاع منسوب المياه الجوفية مما أغرق بدروم منزلي ومنازل الجيران. فضلاً عن تأثر أساسات المنازل وردم أدوار كاملة من المباني. وناشد يونس د. عادل زايد محافظ القليوبية بسرعة ادخال الصرف لعزبة عزيز أسوة بعزبة أنور والمرجوشي.. مشيرا إلي أنهم مستعدون للمشاركة الشعبية وبالجهود الذاتية في المشروع. أكد شريف عواد أن العزبة تعاني من ضعف الكهرباء وعدم انارة شوارعها بالاضافة إلي الخط الرئيسي المار من المرجوشي إلي ابراهيم بك فهو مظلم مما يعرض السكان لحوادث السرقة كما تتسبب زيادة الاحمال المتزايدة علي الشبكة في احتراق الأجهزة المنزلية والكابلات. أضاف عصام غالي "محام" أنه لا توجد وسيلة مواصلات آدمية تنقل أهالي عزبة عزيز إلي عزبة أنور وكذلك المرجوشي وابرهيم بك سوي مواصلة التوك توك مما يعرضهم للخطر والابتزاز وبلطجة السائقين. وأوضح أنه بصدد طرح مشكلة الصرف الصحي بالعزبة علي رجال الأعمال وجمعيات المجتمع المدني للمساهمة في حلها إلي جانب أهلها المقيمين فيها ووضع حلول مؤقتة لحين بدء الحي في تنفيذ مشروع الصرف الحكومي بها أسوة بعزبة أنور والمرجوشي.