رغم انتهاء موسم حصاد الأرز إلا أن أزمة عدم توافره في الأسواق لاتزال قائمة وارتفعت أسعاره بشكل غير مسبوق ويري المزارعون ضرورة الاستفادة من التجربة حتي لا تتكرر الأزمة ويتهمون ما وصفوه ب "خطايا الحكومة" التي لم تتعلم من درس الماضي ومارست العناد مع المزارعين وحددت سعراً بخساً لطن الأرز وتركت الفرصة سانحة أمام مافيا السوق السوداء الذين اقتنصوها واستحوذوا علي معظم المحصول وعرضوا أسعاراً تفوق سعر الحكومة ب 900 جنيه علي الأقل. وبالطبع كان قرار المزارعين هو البيع بالسعر الأعلي وهو ما سبب الأزمة بعدما تحكم التجار في سعر الأرز وأصبحت الحكومة عاجزة عن مواجهة الأزمة واضطرت لاستيراد الأرز بالعملة الصعبة في نفس الوقت الذي تعاني فيه من توفير الدولار. أرجح الخبراء أسباب الأزمة إلي تجاهل الحكومة شراء محصول الأرز من الفلاحين الموسم الماضي وجد أن تركت الساحة للتجار من مافيا ومحتكري السلع الغذائية لشراء محصول الأرز وبأسعار أزيد من أسعار الحكومة ثم بعد ذلك أصبحوا هم المتحكمون في الأسعار لتحقيق أرباح ومكاسب طائلة والتي دفع ثمنها في النهاية المواطن البسيط. ورغم أن الحكومة اعترفت بخطأها أمام تصاعد أزمة الأرز وأكد مسئولوها أنهم استوعبوا الدرس من العام الماضي إلا أن هذا لم يحدث هذا العام وفشلوا في مناقشة التجار في شراء محصول الأرز من المزارعين أيضاً لتظل الأزمة مستمرة بعد أن استحوذ كبار التجار علي نصيب الأسد من محصول الأرز هذا العام بعد أن رفعوا سعر شراء الطن عن الحكومة بفارق يتراوح بين 800 و900 جنيه للطن الواحد فالحكومة حددت 2300 جنيه لشراء طن الأرز من الفلاح بينما رفع التجار السعر إلي أسعار تتراوح من 3100 إلي 3200 قيمة سعر الطن وكان طبيعياً أن يفضل الفلاح بيع محصوله من الأرز إلي التجار للاستفادة بفارق السعر لصالحه بالطبع وأكدوا أن هذا من حقهم البيع لأعلي سعر وفي نفس الوقت اعترض التجار الذين نجحوا في شراء معظم محصول الأرز هذا العام من مزارعي محافظة الغربية علي ما تفعله الدوولة معهم وتعرضهم لمداهمات شبه يومية من خلال الحملات التموينية لمصادرة كميات الأرز التي اشتروها من المزارعين وقاموا بتخزينها داخل مخازنهم لحين بيعها. في البداية أكد خالد عبدالله عماشة مزارع بمركز المحلة الكبري أن التجار كسبوا الجولة والمنافسة هذا العام أيضاً كالعادة بسبب تراجع الحكومة عن شراء محصول الأرز من المزارعين بعد أن حددوا أسعاراً أقل من أسعار التجار رغم وجود أزمة في الأرز بعدم ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات والتقاوي وعملية حصاد المحصول وأشار إلي أن الفدان الواحد ينتج من 3.5 إلي 4 أطنان من الأرز وفي نفس الوقت تبلغ تكاليف زراعة الفدان حتي يتم حصاد المحصول حوالي خمسة آلاف جنيه. عبر المزارع عن دهشته من تصرفات الحكومة التي ترفض شراء محصول الأرز من المزارعين بسعر مناسب وفي نفس الوقت تتجه لاستيراد 500 ألف طن من الأرز الهندي من الهند بالعملة الصعبة ورغم ارتفاع سعر الدولار الجنوني وحاجة الدولة الشديدة لكل دولار. هيثم مزروع مزارع من مركز قطور بمحافظة الغربية من حقنا أن نبيع محصول الأرز للأعلي سعراً حتي يستطيع الفلاح تعويض تكاليف الزراعة والحصاد فالفدان يتكلف زراعته حتي يتم حصاده حوالي خمسة آلاف جنيه ويتراوح إنتاج من 3.5 إلي 4 أطنان خاصة بعد ارتفاع أسعار التقاوي هذا العام بسبب ارتفاع أسعار الدولار الجنونية وزادت أسعار التقاوي من 150 جنيهاً إلي 300 جنيه وشيكارة النترات إلي 150 جنيهاً ورغم ذلك لم تراع الحكومة هذه الزيادات المضاعفة وتتمسك بأسعار أقل من التجار.