مازال الإهمال يضرب المناطق الأثرية بالشرقية ويعبث بعبق الماضي فهناك أياد خفية تخصصت في سرقة الكنوز.. والغريب أنه مع تكرار زيارات المسئولين والوزراء للمحافظة ترص الوعود والخطط لكن لا تري النور ليظل الواقع مؤلماً وحضارتنا في خطر.. ومحافظة الشرقية هي أرض الأديان فعلي أرضها أقام النبي يوسف بن يعقوب عليهما السلام وعلي أرضها ولد النبي موسي عليه السلام وأوحي الله إلي أمه أن تضعه في التابوت وتلقيه في اليم "بحر مويس حالياً" كما حظيت بإقامة العائلة المقدسة علي أرضها في كل من تل بسطة وبلبيس عندما هربت السيدة مريم العذراء مع وليدها المسيح "عليهما السلام". ومع ذلك فالمناطق الأثرية يضربها الإهمال فمنطقة آثار تل بسطة تعاني من شدة الإهمال رغم احتوائها علي عديد من القطع والتماثيل الأثرية ومازالت تبة ضرب النار بها رغم وعود بنقلها خاصة أنها تشكل مصدر خوف وازعاج للسائحين ونفس الحال منطقة آثار صان الحجر الأثرية تشهد إهمالاً مشهوداً وارتفاع منسوب المياه الجوفية يهدد القطع الأثرية والتي تتعرض للتآكل بفعل عوامل التعرية والجوية ولا تحظي بأي اهتمام من المسئولين رغم زيارة وزير الآثار والمحافظ مؤخراً. بالإضافة إلي ضعف الرقابة والحراسة مما يجعلها صيداً سهلاً للصوص الآثار والتنقيب في جنح الظلام. ومنطقة قنتير بمركز فاقوس يوجد بها آثار من عصر سيتي ورمسيس الثاني شيد فيها الملك سيتي الأول من الأسرة التاسعة عشر قصراً له ثم تبعه ولده رمسيس الثاني الذي أمر بتشييد مدينة له هناك واتخذها مقراً لحكم مصر ليشرف منها علي الأراضي التي فتحتها الجيوش المصرية في بلاد الشام ويوجد بها العديد من القطع الأثرية المهمة المصنوعة من الفخار مختلفة الأحجام والأشكال ومع ذلك لا تتوقف أعمال التنقيب من جانب الأهالي للحصول علي التحف الأثرية المدفونة تحت منازلهم علي أمل تحقيق أحلامهم في الثراء السريع. تل الجماجم الأثري بقرية جميمية علي مساحة 43 فدانا ونصف الفدان يضم كنوزاً أثرية مهمة بالمليارات ويعاني الإهمال وتحول إلي مقلب للقمامة وتشوين "التبن والسباخ" به وقيام البعض بالتعدي بالبناء المخالف علي مساحات منه.