تعاني الآثار بمحافظة الشرقية من الإهمال الشديد فبعد أن كانت منطقة تل بسطة من أهم المناطق الأثرية. أصبحت تعانى من إهمال المسئولين في الحكومات المتعاقبة وبالرغم من إنشاء متحف بلغت تكلفته حوالي 20 مليون جنيه إلا أنه مغلق وما زالت بعض الآثار فى المخازن الأمر الذى يترتب عليه حرمان أبناء المحافظة من المنافع المادية والأدبية التى كانت ستعود عليهم من عرض هذه الآثار بمتاحف خاصة. أما الآثار الثابتة أو الثقيلة التى يصعب نقلها للمخازن لأن أوزانها تتجاوز الأطنان فملقاة على الرمال وتدهورت حالتها كثيرًا بسبب عوامل الجو والتعرية والمياه الجوفية أمام تعنت المسئولين عن الآثار بمحافظة الشرقية. فى البداية يقول أحد موظفي الآثار -رفض ذكر اسمه- والذي عبر عن استيائه الشديد من الإهمال الذي تعاني منه منطقة آثار تل بسطة ويدلل علي ذلك بتمثال رمسيس الثانى الضخم الذى تم اكتشافه منذ أكثر من 8 سنوات حيث إنه ملقي علي الأرض وتدهورت حالته كثيرًا بسبب عوامل الجو والتعرية وقال إنه تم الانتهاء من بناء متحف لمنطقة تل بسطة الأثرية بتكلفة تتعدي 20 مليون جنيه ولكنه مغلق ولم يتم وضع أى آثار به نظرًا لصغر حجمه وسوء تصميمه. وأضاف أنه تم تخزين الآثار في مخزن لعدم وجود مكان لعرضها أما معظم القطع الأثرية التى تم اكتشافها متروكة فى العراء عرضها للسلب والنهب ولظروف الجو السيئة من أمطار وغيرها فضلاً عن مشكلة الرطوبة والمياه الجوفية الناتجة عن انفجار خطوط الصرف الصحى التى تمر من منطقة الآثار ما أدى إلى تآكل الآثار وضياع معالمها. وأوضح أحد الأثريين رفض ذكر اسمه أن الأمر لم يقتصر على مجرد الإهمال بل إن هناك جهات حكومية تعدت على أرض تابعة لمنطقة آثار تل بسطة وقامت بتشييد سور حول المنطقة ما يترتب عليه الإضرار بالآثار المدفونة فى باطن الأرض بفعل استخدام المعدات الثقيلة فى الحفر والبناء مثل الكراكات واللوادر فضلا عن استياء الزوار من دوي الطلقات داخل المعسكر المخصص للرماية والواقع بجوار منطقة الآثار. فيما أكد أبو العلا محمد من مدينة الزقازيق أن أعمال التنقيب عن الآثار لم تتوقف وزادت هذه الأيام فى ظل انشغال الأمن بالأحداث التى تمر بها البلاد وقام البعض بالتنقيب داخل منازلهم وفى الأراضى الزراعية القريبة من المناطق الأثرية وذلك بعد عمل أحواش حتى لا يراهم أحد ولا سبيل سوى مداهمة هذه الأماكن واتخاذ الإجراءات القانونية لحماية كنوز مصر. وأضاف السيد غالي مدرس ومقيم بكفر أبو حين بالزقازيق أن المواقع الأثرية في الشرقية خاصة مزار تل بسطة تحتاج نظرة من الدولة خاصة أنها كانت مزارًا للسياح لكنها خربت وهو ما أعطى فرصة لتجار الآثار للتنقيب بجوار هذه المناطق وأصبح الغالبية مصابون بهوس الآثار وراحوا يبحثون عن الدجالين والمشعوذين الذين يستنزفونهم ماديا بعد الحفر على أعماق كبيرة بمنازلهم وأراضيهم الزراعية وسبق أن دفع بعضهم حياته نتيجة انهيار الحفر عليه كما انتشرت تجارة الآثار المضروبة عن طريق عمل تماثيل فخار وعرضها على التجار بوصفها عينة. شاهد الصور: