تجربة جديدة قدمتها مكتبة الإسكندرية لحث الشباب علي العودة من جديد إلي العمل الحرفي والصناعات اليدوية من خلال تقديم نماذج ناجحة تمثل الصناعات الحرفية بمصر والدول الاجنبية والإفريقية وتنظيم ورش عمل لتلاميذ المدارس التي نظمت رحلات لحضور المعرض وتعلم الحرف ومشاهدة صناع الحرف خلال مراحل تصنيع المنتجات حيث حرص شباب الدول المشاركة علي العمل اليدوي وتسويقه محققين نسبة كبيرة من الارباح دون الانتظار للوظيفة. بالرغم من قدوم راوية عبدالقادر من الفيوم للمشاركة بالمعرض في صناعة الفخار وبيعه الا انها أكدت أن سيدة فرنسية تدعي إيفلين هي اول من علمتها صناعة الفخار منذ ان كان عمرها 12 عاما فقط حيث قامت هذه السيدة بتعليم أهالي القرية التي تعيش بها وشراء ما يصنعونه ثم بدأت في تسويق منتجاتي أنا وزوجي الذي يعمل في نفس المهنة من خلال الجمعيات الأهلية والمحلات التجارية وقمنا بتعليم أبنائنا الثلاثة صناعة الفخار. وأضافت راوية بان المادة الخام لصناعة الفخار هي الطين الأسواني والجليز والماكينة التي يتضم تصنيع وتشكيل الطين عليها وهي عبارة عن قرص معدني يدور بواسطة موتور ويتم تصنيعه يدويا ويتكلف قرابة ال 500 جنيه تقريبا مشيرة إلي أنها تقوم بشراء الطين بالطن حيث يصل سعر الطن الواحد لما يقرب من 1500 جنيه تقريبا ويتراوح اسعار المصنوعات الفخارية من 20 إلي 300 جنيه علي حسب الحجم والشكل. يقول شقيقها اشرف عبدالقادر بأنهم قاموا باضافة بعض المواد الخام والالوان لتطوير أشكال الفخار عن الأشكال التقليدية والمتعارف عليها وذلك لجذب الزبائن للشراء لافتا أن سوق الفخار خلال شهور الصيف يكون أفضل بكثير من الشتاء وذلك لكثرة السياح الذين يقبلون علي شراء الأواني الفخارية من مصر لكوننا نتميز بصناعتها وتعتبر من احدي الصناعات التراثية لدينا حيث كان القدماء المصريين يستخدمونها في الطهي. يقول الشيف رومان ليمان من سويسرا انني اشارك بالمهرجان الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية بعد طلب السفارة بالقاهرة لمشاركتي بكوني اتميز في صناعة الشوكولاتة والتي امتهنها منذ 22 سنة تقريبا بعد تخرجي في مدرسة تعليم صناعة الشوكولاتة وحصولي علي شهادة تسمح لي بالعمل في هذه الصناعة مشيرا إلي أنه سافر اكثر من دولة مختلفة حول العالم ويكتسب من كل دولة مذاق أو شيء مختلف يمكن اضافته للشوكولاتة لتقديمها بنكهات مختلفة. وأضاف بأن هذه الزيارة هي الأولي له في مصر ولكن أكثر ما لفت انتباه كثرة وتنوع الفواكهة التي يمكن اضافتها للشكولاتة لتنوع مذاقها مضيفا بأن الشعب المصري ذواق ولذلك فإن يحب التجربة لكل ما هو جديد لكي يصل إلي أفضل النكهات فضلا عن ترحيبهم لي واستضافتي بكل ود في كل مكان أذهب إليه. وأشار ليمان إنه تناول بالإسكندرية الأسماك الطازجة للمرة الأولي لكونه يعتاد علي أن الاسماك تأتي مثلجة ومبردة من دول أخري غير سويسرا. يقول أحمد محمد عبدالرازق 20 سنة إنه جاء من محافظة القاهرة للمشاركة في المهرجان بناء علي دعوة من منظمة فيري تريد ايجيبت التي تقوم بتسويق منتجاتنا اليدوية لافتا إلي أنه يجمع ما بين الدراسة بالصف الثالث الثانوي والعمل بإحدي ورش تصنيع وتشكيل النحاس حيث تعلم الصنعة منذ 12 عاماً مؤكداً ان الصنعة ستكون داعماً له بعد التخرج أو العمل لزيادة دخله لافتا لأن راتبه يحصل عليه بعدد القطع التي يقوم بانتاجها علي مدار اليوم وليس لديه راتب ثابت لكونه ينظم وقته ما بين المدرسة والمذاكرة والعمل والورشة. ويضيف محمود الخطيب 63 سنة جاء من مركز فوة بمحافظة كفر الشيخ لصناعة سجاد النول اليدوي المغزول مشيرا إلي أن هذه المهنة بدأت في الانقراض لندرة صناعها وتكلفتها العالية وعدم جلبها لأي عائد مادي يذكر مشيرا إلي أنه يقوم ببيع السجادة مقاس 180* 90 بمبلغ 250 جنيها وتتكلف خامات بما يقرب من 100 جنيه وتحتاج قرابة الاسبوعين لتصنيعها أي ان يوم العمل لا يصل إلي 10 جنيهات فضلا عن الزيادة المستمرة للخامات وقلة الطلب علي الشراء ولذلك فإنني لم أقم بتعليم أحد من ابنائي هذه الضائعة التي ورثتها عن والدي وقمت بتعليم أبنائي لتسليحهم بالشهادة. وأضاف الخطيب إن ماكينة صناعة النول تتكلف ما يقرب من 500 جنيه تقريبا ويتم صناعتها يدويا وتتكون من أخشاب عمود حديدي ومجموعة من الحبال التي يتم الغزل عليها لصناعة السجاد وانتاج الأشكال المختلفة. ويقول اسحاق فهيم 44 سنة من القاهرة إنني أمتهن المصنوعات الجلدية منذ أكثر من 30 عاما وأقوم حاليا بتصدير المنتجات إلي إيطاليا وألمانيا والهند وأمريكا للسمعة الطيبة التي تتميز بها صناعة الجلود المصرية مشيرا أن المنتجات الصيني لم تؤثر علي السوق لفارق الجودة بينها وبين ما نقوم بتصنيعه لافتا إلي الشنطة الحريمي تستغرق ما يقرب من يوم واحد لتصنيعها وتباع باسعار تتراوح ما بين 250 إلي 400 جنيه للشنطة الواحدة مضيفا بأنه قام بتعليم ابنته الوحيدة لمساعدته بعد تناقص أعداد الشباب الذي يرغب في تعلم الصانعة. كما يشهد المعرض بيع بعض المنتجات اليدوية من الزينات والسجاد والحلي فضلا عن مشاركة وفد من دولة الكوت ديفوار الذين وقفوا أمام المدخل الرئيسي للمعرض ويقومون بتحضير وصناعة البن والكاكاو والذي اقبل علي تناوله زوار المعرض لتقديمه مجانا.