رئيس مصر القادم هو الآن في علم الغيب.. لا أحد يستطيع التكهن بمن يفوز بالمنصب لتتجدد معه دماء الشعب المصري. بعد أن تجمدت هذه الدماء في عروقنا ثلاثين عاما. وكدنا لا نري مستقبلا لنا إلا مع الرئيس السابق أو نجله. أرثي لحال الرئيس القادم أيا كان اسمه.. لأنه سيمشي علي الشوك. وسوف تظل أعناق أكثر من 80 مليون مصري تشرئب نحوه لتري كيف يحكم وماذا يصنع.. ستكون كل خطوة وكل حركة لهذا الرئيس تحت المجهر. وسيحاسبه الشعب أولا بأول. المرشحون الحاليون للرئاسة الآن كثيرون. حتي لا نكاد نحصي عددهم.. بعضهم بدأ يتحرك ويمشي بين الناس.. وبعضهم مازال ساكنا منتظرا ما ستأتي به الأيام القادمة حتي يبدأ أول خطوة علي الطريق. الفضائيات تستضيف البعض.. والصحف تجري حوارات مع البعض.. وكل يدلي بدلوه حول مستقبل مصر.. وماذا سيفعل لمحو آثار النظام السابق.. كيف سيقضي علي الفساد.. وكيف سيدير أمور الشعب بأسلوب ديمقراطي.. وكيف سيوفر للمواطنين أبسط مستلزمات الحياة. كيف سيواجه الفقر.. وكيف يقضي علي البطالة.. وهل سيستطيع تغيير نظام التعليم.. الصحة والامراض التي تكاد تفتك بالناس.. أزمات الخبز.. والبوتاجاز والبنزين.. مشاكل الفلاحين.. وأجور العمال.. وسلسلة طويلة من المطالب التي لا تنتهي. الرئيس القادم لن يكون في يده عصا سحرية يشير بها فتتحقق المطالب.. لكنه يحتاج إلي تعاون الجميع.. البرلمان بشقيه.. والنقابات العمالية والمهنية والاتحادات.. وكل فرد يستطيع أن يضع لبنة في إعادة بناء مصر. الظاهرة اللافتة للنظر حاليا أن هناك هجوما من هنا أو هناك علي المرشحين البارزين للرئاسة.. لا أحد يعجبه أحد.. عمرو موسي من رجال النظام السابق كما يقولون عمرو موسي سيتحول إلي دكتاتور!! البرادعي عاش حياته خارج مصر لا يعرف عنها شيئا وليس متصلا بالطبقات الدنيا.. البرادعي كلامه "بلاستيك" لا يدخل القلب. العوا.. وأبو الفتوح.. وأبو اسماعيل سيعودون بمصر للخلف باعتبارهم ينتمون للتيارات الدينية.. وسيحولون مصر الي سجن كبير.. لا سياحة.. ولا استثمارات.. ولا.. ولا إلي آخر هذه الادعاءات. السؤال: من إذن يصلح لحكم مصر؟!.. هل ندعو الله ان ينزل علينا ملكا من السماء يأتي به جبريل عليه السلام ويقول: هذا رئيسكم!! لا يوجد إنسان دون عيوب.. الكمال لله وحده.. والشعب هو الذي سيقول كلمته.. وعلينا أن نخضع لارادة الشعب.. بل علينا ان نضع يدنا بحب مع من سنختاره أيا كان. ونعينه علي تحمل مسئولياته. فإن أطاع الله فينا فلنحمد الله ونسانده ونعاضده وإن لم يطع فعلينا أن نقومه.. واعتقد أنه لن يأتي الينا رئيس ديكتاتور بعد ذلك.. فميدان التحرير موجود والشعب يعرف طريقه اليه.