" أين يقع الغزو القادم .. لأمريكا" هذا هو عنوان آخر أفلام المخرج الأمريكي المثير للجدل مايكل مور "مواليد 1954". الفيلم شهد عرضه الأول في تورنتو وتم عرضه التجاري في أكثر من ثلاثمائة صالة داخل الولاياتالمتحدة في بدايات 2016 ولم يحقق النجاح الكبير المتوقع لا في الخارج ولا في الداخل الأمريكي واعتبره بعض النقاد من أفشل أفلام المخرج الذي حظي بجماهيرية ونجاحا كبيرا مع فيلمه "فهرنهايت 11/9" الذي تم عرضه في مهرجان كان "2004" وحصل علي جائزة السعفة الذهبية وطاف العالم واعتبره كثيرون وثيقة دامغة تسجيلية ضد الإدارة الأمريكية وضد إدارة جورج دبليو بوش وعلاقته بأحداث سبتمبر ثم الحرب علي الارهاب وقد تناول مايكل مور في هذا الفيلم الوثيقة قضايا عديدة منها تزوير انتخابات عام 2000 في ولاية فلوريدا أثناء انتخابات الرئاسة الأمريكية وفشل بوش الابن كمنظم ورئيس حقيقي للبلاد في الأشهر الأولي لولايته وقضائه وقتا طويلا في العطلات والاجازات وتصويره مشاهد من أحداث 11 سبتمبر وكيف تلقي الرئيس الأمريكي خبر الهجوم علي برجي التجارة أثناء زيارته لإحدي المدارس الابتدائية في ولاية فلوريدا حيث فضل استمرار الزيارة والبقاء في المدرسة عن متابعة الحدث. ويتناول ذلك الفيلم الذي أثار صخبا وتعليقات كبيرة ونجح في كل البلاد التي عرض فيها قصة خروج وسفر 142 سعوديا بينهم 24 من أسرة بن لادن من الأراضي الأمريكية بالرغم من فرض حظر صارم علي الطيران الأمريكي. باختصار قام مايكل مور في ذلك الفيلم بإزاحة النقاب عن كثير من الحقائق الصادمة التي تعري الإدارة الأمريكية عسكريا وسياسيا واجتماعيا. وفي فيلمه الجديد "أين يكون غزو أمريكا القادم؟" يحاول استنباط مكان الحرب القادمة التي سوف تشنها الولاياتالمتحدة. يواجه المخرج أكبر فشل في مسيرته الفنية حسب ما جاء في صحيفة الجارديان البريطانية وحسب الأرقام المنشورة عن الايرادات التي مني بها الفيلم عند عرضه الأول داخل أمريكا. الفيلم يأتي بعد ست سنوات من التوقف بعد فيلم "الرأسمالية: قصة حب" "2009" وقد شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي وكان المتوقع أن يرشح للأوسكار. الفيلم من النوع التسجيلي الذي من أجل انجازه يسافر المخرج عبر الكرة الأرضية بحثاً عن الإلهام الذي يوفر لأمريكا غطاء شرعي يمكن أن تتبناه أمريكا يبرر الغزو القادم. عرض الفيلم أيضاً في مهرجان برلين السينمائي الدولي "2016" بعد عرض تجاري محدود في المانيا ثم في لوكسمبورج واليونان والسويد وهولندا ولم يتأكد عرضه في بريطانيا بعد بل ان بريطانيا كانت غائبة في الجولات الواسعة التي قام بها المخرج الأمريكي وقد علق علي ذلك بقوله: "كنت أرغب في قطف الزهور وليس الحشائش" ويضيف في تصريحه لصحيفة الجارديان "رغبت في الذهاب إلي أماكن يمكنني أن أتعلم منها ولست أعتقد ان لدينا شيئاً يمكن أن نتعلمه من المملكة المتحدة الآن وأنا آسف أن أقول ذلك". الفيلم يعرض حالياً وسط ضجة معتادة يثيرها مايكل مور الذي يدلي بدلوه إعلامياً حول حملة دونالد ترامب الانتخابية من خلال تصريحاته المثيرة في الصحف حيث يري ان المرشح الجمهوري "ترامب" يفسد حملته عمداً لأنه في حقيقة الأمر لم يرغب أبداً في هذه المكانة. ومرة ثانية يعود المخرج الحاصل علي الأوسكار إلي مقدمة المشهد بفيلمه الأخير الذي يندرج تحت نوعية العمل الكوميدي الوثائقي الذي يقم الدنيا ولا يقعدها بكم القضايا الساخنة الذي يواجه بها أمريكا طارحا الحلول مسلطا الأضواء علي أماكن من العالم غزتها أمريكا.. وكما يوحي عنوان الفيلم فنحن أمام وثيقة جديدة تضاف إلي أفلام "فهرنهايت 11/9" و"بولنج فور كولمباين" لا تقل إثارة علي كل المستويات السياسية والعسكرية والعالمية. * هذا الأسبوع شاع خبر عن وفاة مايكل مور وانتشر كالنار في الهشيم علي امتداد العالم.. وبعد الفحص والتمحيص اتضح انه خبر كاذب ويدخل ضمن الأخبار الملفقة عن وفاة المشاهير والتقارير المفبركة عن هذه الوفيات. وقد انجذب للخبر ما يزيد علي المليون علي وسائل التواصل الاجتماعية "فيسبوك" ولكن الحمد لله ان المخرج المشاكس والجسور مازال حياً يقاتل ويشتبك فوق ميدان السينما ومن خلال الصحافة المرئية والمقروءة