تواجه أمتنا العربية والإسلامية الكثير من التحديات التي تتطلب العزيمة والإرادة والصبر لمواجهتها.. ونحن نحتفل بذكري انتصارات السادس من أكتوبر 73 دعا العلماء شباب الأمة باستحضار روح الحرب المجيدة للتغلب علي التحديات التي تحدق بنا من كل جانب والاستفادة مما تتضمنه من دروس كالتخطيط السليم والاعتماد علي الله مع الأخذ بالأسباب والوحدة وغيرها حتي يتحقق لهم النصر علي الأعداء. حول ملحمة نصر السادس من أكتوبر والدروس المستفادة منها أكد د. إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية أن جهود پالعلماء في الإعداد لمعركة أكتوبر المجيدة كانت بتحفيز جنودنا البواسل علي خوض معركة النصر التي كانت محورية في ملحمة السادس من أكتوبر لتؤكد هذه الجهود علي أهمية البعد العقائدي الذي أسس للروح المعنوية المرتفعة للأبطال أثناء العبور.. فقد كان العلماء هم الذين يمنحون الجنود پالزاد الروحي لحب القتال في سبيل الله ويورد تاريخ ملحمة نصر أكتوبر أسماء لمشايخ وعلماء مثل الشيوخ حسن مأمون ومحمد الفحام وعبد الحليم محمود والمقرئين الشيخ محمود البنا وعبد الباسط عبد الصمد وغيرهم حتي أن أغلبية المشايخ والعلماء الوعاظ قد زاروا الجبهة أثناء حرب أكتوبر المجيدة. أشار إلي أن عظمة هذه الحرب أنها وقعت في شهر رمضان المعظم وهذا الشهر شهد الكثير من المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي مثل غزوة بدر وفتح مكة وهي أحداث ذاق فيها المسلمون طعم النصر لذلك فقد استشعر جنودنا البواسل الروح الإيمانية أثناء الصيام فزادت عزيمتهم في تحقيق النصر الذي هو دائما حليف الصائمين. أضاف د. نجم أن هذه الملحمة جاءت لتؤكد رسالة حقيقية وخالدة وهي أن سبيل النصر هو التلاحم بين الجيش والعلماء وأن العلماء يمثلون الزاد المعنوي لجيشهم وهو ما تطور في إنشاء إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة ليكون البناء والإعداد النفسي والروحي والمادي متكاملا. الالتزام الديني الشيخ صبري عبادة مستشار وزارة الأوقاف يقول: لقد أثبت جنود مصر الأبرار في حرب الكرامة أن الالتزام الديني المعتدل والإيمان بقضية الوطن جزء من الإيمان بالذات العلية فدافعوا عن أرض الوطن بهذه العقيدة التي أرساها فيهم علماء الأمة وأساتذة الأزهر الذين انتشروا وسط الجنود علي الجبهة لحثهم علي أن معركتهم لا تقل أهمية عن دفاع وعمل الصحابة الأجلاء في العصور الأولي للأمة الإسلامية فكانت الروح المعنوية المبنية علي العقيدة الدينية إحدي الأسباب الرئيسية في انتصار 73. أضاف أننا نعيد هذه الذكري بمعانيها السامية في روح شباب هذه الأيام وإذا كان العدو في 73 متمثلا في دولة إسرائيل فنحن الآن بصدد أعداء كثر وآلات ضرب أفظع وأقوي من الدبابات والطائرات مثل تثبيط الهمم وخلق روح اليأس وعدم الانتماء للوطن وعدم احترام القيادة وفقدان الأمل في المستقبل فيجب عليهم أن يتذكروا أن النصرة والانتصار لبناء الوطن لا يقل قيمة عن عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف حيث بناء الإنسان مقدم علي بناء المساجد وهذه مقولة أحد العلماء ¢بناء الساجد خير من بناء المساجد. أكد الشيخ عبادة أن من أهم عوامل النصر الثبات علي الموقف والشعور بالآخر ولذلك قدم الجنود والقادة نماذج طيبة رغم أن الحرب كانت في رمضان وكانوا صائمين والعوامل المادية والبشرية قليلة ولكن بالروح المعنوية والعقيدة حققوا النصر. الثقة بنصر الله يؤكد د. حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر أن نصر أكتوبر اجتمعت فيه عدة عوامل قويت بها نفوس الجند والقادة أولها هو الإيمان بالله والوثوق بنصره والصبر علي المكاره والتدريب الجيد وحسن التخطيط والوقوف علي ما عليه العدو ودراسة هذه الأشياء جميعا تضافرت فيها جهود علماء الدين في بث الثقة والإيمان بالله وكذلك التخطيط المحكم من القادة الذين وقفوا علي أسرار العدو وتسليحه فأعدوا له العدة التي أقحمته في المهالك امتثالا لقوله تعالي "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" وكان من وراء ذللك الشعب كله بدعائه لله بالنصر الذي رزق الله به عباده المجاهدين. قال إن هذه الحرب تجسدت فيها الوحدة بكل معانيها حيث اجتمع المصريون علي اختلاف دياناتهم وأحزابهم وتياراتهم ووقف بجوارهم أشقاؤهم العرب فتوحد الهدف والرؤية وأصبحوا يدا واحدة هدفها استعادة كرامة الأمة ورددوا جميعا "الله أكبر" حتي نصرهم الله فهو عز من قال "يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم". فما أحوجنا في تلك الأيام التي تمر بها البلاد بأن نعد العدة بالثقة بالله لنزيح عن بلادنا تلك الأزمة الاقتصادية التي تآمر فيها الشرق والغرب لينالوا من مصر.. وما أحوجنا إلي روح أكتوبر لنعيد لمصر مكانتها الاقتصادية والسياسية أمام العالم ونسد بها منافذ الفتن التي تحدث في البلاد التي حولنا ويكون الشعب يدا واحدة ولا يسمح لأحد أن يفرق بينهم حتي يأتي الخير من الله. تحفيز الهمم يقول اللواء نبيل أبو النجا من أبطال الصاعقة في حرب أكتوبر إن دور رجال الدين في الحرب المجيدة لم يقل عن دور الجنود المقاتلين.. فقد كانت محاضراتهم الدينية ومواقفهم الحماسية تلهب مشاعر كل من علي الجبهة وتحفز هممهم وتزيدهم رغبة في تحقيق النصر. أضاف أن علماء الدين ورجال الأزهر رافقوا الجنود في الخنادق وأماكن التحصينات وكانت دروسهم الدينية كالسهام في تثبيتهم معنويا.. كما كانوا يلقنون المصابين الشهادة ويبصرونهم بأهمية الدفاع عن وطنهم ودينهم وإعلاء شأن أمتهم ويسوقون نماذج من تاريخ الصحابة في الصبر والإيمان بالله والثقة في نصره. معارك العزة والكرامة أكد الشيخ خالد الهاشمي القيادي الدعوي والنقابي بالصعيد أنه حقا علينا أن نذكر في هذه المناسبة شهداء مصر الأبرار الذين خاضوا معارك العزة والكرامة وبذلوا الغالي والنفيس بل بذلوا أرواحهم دفاعا عن أرضهم وعرضهم ووطنهم وسطروا أسمي معاني البطولة والفداء والتضحية بكل ما يملكون فنالوا شرف الدنيا وكرامة الآخرة.. فهنيئا لرجال قواتنا المسلحة الأوفياء وشهدائنا الأبرار خاصة الذين أحيوا في شعب مصر روح الكرامة والمروءة والعزة واستطاعوا أن يحفظوا لمصر مكانتها وهيبتها بين الأمم والبلاد والذين ما زالوا يبذلون أنفسهم في سبيل هذا الوطن لمواجهة الإرهاب الأسود الغاشم والجماعات التكفيرية الضالة والمضلة.