توالت الليلة الماضية ردود الأفعال العالمية الرافضة لإقرار الكونجرس الأمريكي لقانون ما يسمي ب"العدالة ضد رعاة الأعمال الإرهابية" والمعروف اختصارا ب"جاستا". فيما أجمع العديد من ردود الأفعال علي وصف "جاستا" بالمخالف لمبدأ المساواة بين الدول أكد آخرون أنه سيتسبب في ثورة قانونية في القانون الدولي. الرئيس الأمريكي باراك أوباما نفسه أبدي اعتراضه للقانون وقال: أتفهم لماذا حدث ذلك "إلغاء الفيتو الرئاسي". من الواضح أننا جميعاً لا نزال نحمل جروحاً وصدمة لما حدث في 11 سبتمبر لا أحد أكثر من جيل ال11 من سبتمبر أقدم علي القتال بالنيابة عنا بعد تلك الأحداث مضيفاً: "أعتقد أن ما حدث خطأ." وعلق المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست علي تصويت مجلس الشيوخ ضد فيتو أوباما بقوله إنه "الشيء الأكثر إحراجاً الذي فعله مجلس الشيوخ منذ عام 1983م". رد مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية جون برينان علي تجاوز الفيتو الرئاسي قائلا: "كل مسئولي الأمن القومي في هذه الحكومة يقدرون مدي خطورة هذا التشريع علي مصالح أمننا القومي ويعرفون كيف سيؤثر عليها سلبياً". أكد رئيس مجلس النواب الأمريكي بول ريان أن "هناك طريقة يمكننا بها إصلاح القانون حتي لا تواجه قواتنا مشاكل قانونية في الخارج ونحافظ في الوقت نفسه علي حقوق ضحايا هجمات 11 سبتمبر". رفض الاتحاد الأوروبي القانون واعتبره تعدياً واضحاً علي سيادة الدول ومخالفاً لكل ما جاء في ميثاق الأممالمتحدة بخصوص حرية سيادة الدول ومبدأ المساواة بين الدول. كتب البرلمان الهولندي لأعضاء مجلس النواب الأمريكي محذراً من أنه يعتقد أن "جاستا" يعد انتهاكًا صارخاً وغير مبرر للسيادة الهولندية قد تنجم عنه أضرار هائلة. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال إن كل دول الاتحاد الأوروبي تعتبر أن هذا القانون مخالف لمبدأ الحصانة السيادية للدول التي تؤكد أهميتها محكمة العدل الدولية. وشدد علي ضرورة أن تتفق المعركة ضد الإرهاب مع القوانين المحلية والدولية. كما حذر البرلمان الفرنسي من أن جاستا سيتسبب في ثورة قانونية في القانون الدولي بعواقب سياسية كبري مضيفا أنه سيسعي لوضع تشريعات من شأنها أن تسمح للمواطنين الفرنسيين برفع دعاوي قضائية ضد الولاياتالمتحدة.