خدع د. الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم كل أجهزة الدولة.. مدعيا انتهاء استعدادات العام الدراسي الجديد وانتهاء طباعة الكتب.. حيث سادت حالة من الارتباك بسبب قراراته العشوائية المتخبطة التي كان آخرها قبل انطلاق الدراسة ب 48 ساعة فقط.. وقد أكد المعلمون أن هذه القرارات تفتقد الحكمة والموضوعية. ثلاثة أشهر من بداية اجازة الفصل الدراسي الثاني ولم يغب الجدل عن الوزارة لا سيما مع كل قرار يتخذه د. الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم حيث اختار لنفسه عدم المواجهة مما دفعه لعدم مواجهة أي موقف مما دعاه أول أمس الخميس إلي أن يهرب من مواجهة أولياء الأمور ويفكر للدخول للوزارة من الجراج الخلفي للوزارة. قال المعلمون وقيادات الوزارة إن الوزير يعتمد علي التقارير التي ترد إليه من المسئولين بأنه "كله تمام" ولذلك كثيرا ما يضع نفسه في مواقف محرجة ولا يتراجع عن قراراته.. مبررا ذلك بأنه يتحمل المسئولية. قال النائب غريب حسان عضو لجنة التعليم بالبرلمان ان كثرة تراجع الوزير في قراراته يذكره بالجملة الشهيرة للفنان عبدالفتاح القصري في فيلم "ابن حميدو" "حتنزل المرة دي"!. أضاف ان الوزير عودنا علي اتخاذ قرارات والتراجع عنها. وآخر هذه القرارات "الميد تيرم" الذي ألغاه ثم تراجع وقرر الإبقاء عليه بعدما وجد هجوما عليه من أولياء الأمور. تبدأ الدراسة اليوم في جميع المحافظات حيث بدأت السبت في عشر محافظات. كشف مصدر مسئول بوزارة التربية والتعليم أننا نواجه أزمة حقيقية بسبب عدم طباعة كتب جديدة حيث تلاعب الوزير بكل المسئولين حيث التقي بالمهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء وسلمه تقريرا أكد فيه الانتهاء من طباعة 85% من كتب التعليم العام و95% من كتب التعليم الفني وكان ذلك يوم 13 سبتمبر وسيتم الانتهاء من تسليم باقي الكتب يوم الأحد 18 سبتمبر ولم يحدث أن سلمت الكتب للمدارس. ولكن يوم الاثنين 19 سبتمبر استعرض الوزير في مؤتمر صحفي استعدادات الوزارة لبداية العام الدراسي الجديد حيث أشار إلي أنه تم الانتهاء من 86% من كتب التعليم العام و91% من كتب التعليم الفني بينما في الحقيقة أنه حتي الآن لم تصل الكتب للمدارس. كشف مديرو المدارس والطلاب أن الكتب المسلمة لهم هي كتب الطبعة القديمة "2015/2016" وليست كتب "2016/2017" رغم إصدار الرئيس عبدالفتاح السيسي تعليمات لوزير التربية والتعليم في مارس الماضي يوم 9 مارس في الاحتفال بيوم الشباب بتشكيل اللجنة القومية لتطوير المناهج وبرغم تصريحات الوزير بأنه تم الانتهاء من تطوير 80% من الكتب الدراسية للعام الجديد وقد تم طباعتها إلا أننا فوجئنا بتوزيع الكتب القديمة. قال أيمن البيلي عضو جمعية تحرير المعلمين إن الكتب الدراسية التي تم توزيعها بمحافظات وجه قبلي والغربية والإسكندرية وشمال سيناء لم تشهد أي تغيير وأنها طباعة "2015/2016" وذلك بالمخالفة للقرار الصادر من رئيس الجمهورية بتغيير المناهج للعام الدراسي الجديد "2016/2017". الكارثة أن كتب التعليم الفني التي يتم توزيعها هي كتب "2013/2014".. إين التطوير.. فالطلاب سيدرسون مناهج قديمة.. ثم أين وعود الوزير وتصريحاته بأنه تم الانتهاء من تطوير 80% من الكتب وعلي من يكذب الوزير؟! شهدت المدارس في المحافظات التي بدأت بها الدراسة أمس ارتباكا شديدا ومشادات بين أولياء الأمور ومسئولي المدارس بسبب عدم الاستعداد وتزاحم أولياء الأمور مع أبنائهم لحجز المقاعد الأولي لأبنائهم. كشفت التقارير التي تلقتها غرفة العمليات بالوزارة عن سوء حالة الكثير من المدارس وغياب الصيانة إلي جانب ارتفاع الكثافات بالفصول وعدم تسليم الكتب للتلاميذ.. خلاف ما أعلنته المديريات والوزارة بأنه تم تسليم الكتب للطلاب قبل بداية العام الدراسي بأسبوع. سادت المظاهرات والوقفات الاحتجاجية بسبب الكثافات المرتفعة للفصول التي تقلل من قدرة الطالب علي الاستيعاب. أشار الطلاب إلي أن المدرسين المتميزين حصلوا علي اجازات دون مرتب للتفرغ للدروس الخصوصية.. وقد شهدت الإسكندرية العديد من الوقفات.. وردد المحتجون هتاف: "مش هنسكت مش هنخاف يا وزير التسريبات.. ياللي بتسأل إحنا مين إحنا الطلبة المظلومين". وفي مفاجأة من العيار الثقيل فجرت طالبة من محافظة بني سويف مفاجأة في جولة الوزير عندما دخل أحد الفصول لمتابعة أول يوم دراسي حيث قالت الطالبة للوزير هذا ليس فصلا بل هي مجموعة تقوية بالمدرسة الخيرية وبسعر 180 جنيها.. وكما تري سيادتك أكثر من 50 طالبة بينما الفرق بينهما وبين الدرس الخصوصي.. فقال الوزير لمدير المديرية: "لا تبتعد واسمع الكلام علشان تحل المشكلة".. فرد مدير المديرية أنا معين موجه مالي وإداري في كل مركز للمجموعات الدراسية.. واليوم سأتابع هذا الموضوع. فردت الطالبة: المدرسة مكسرة ولا يوجد بها صيانة أو ديسكات أو مراوح كما أعلنت سيادتك.. وهذه أحسن مدرسة في بني سويف!! وكان رد الوزير بعيد كل البعد عن حل المشكلة حيث قال: احنا بنعمل لمصلحتكم ولمصلحة أولياء الأمور والعملية التعليمية ولازم المجموعات تتم في المدرسة وتحت أعيننا لنشاهد ماذا يقدم لكم. قالت طالبة للوزير: ما رأيته اليوم كله عملية تجميلية.. المدارس سيئة ولو حضرت في زيارة سرية أو مفاجئة ستري عملية الشرح من المعلمين.. إذا حضروا أصلا وستري المدارس علي حقيقتها ومجموعات التقوية لا تفرق كثيرا عن الدروس الخصوصية لأن الفصول متكدسة ولا يوجد بها تهوية لكن في السنتر الخاص.. المجموعة لا تزيد علي 25 طالبة فقط وفي أماكن جيدة للجلوس والتهوية وأقل سعرا من مجموعات التقوية الاجبارية.