إذا سألت إبراهيم حسن لماذا اعتديت علي الحكم بالسب في مباراة فريقك أمام الطلائع فسيرد سريعاً بأنه شاهد ظلماً يقع علي لاعبيه فلم يتمالك نفسه فانتفض وثار ضد ما يراه ظلماً وفعل ما فعل.. وهذا الرد السريع من إبراهيم هو مواز لرد فعله علي قرار الحكم وهو تعبير عن شخصية إبراهيم التي تندفع للمشهد اللحظي الذي يعيشه ولا يري أكثر من ذلك. لم ير إبراهيم أن انفعاله لن يغير من الموقف شيئاً.. وأن الحكم سيقوم بطرده.. وقرار طرده لن يتغير وعقوبة الايقاف تنتظره ليجلس بجوار شقيقه المطرود أصلاً.. وأنه بات قائد الملعب بعد جلوس طارق سليمان في المدرجات. لم يدرك إبراهيم أنه يفقد المزيد من التعاطف وسيصبح غير مقبول عند العوام والخواص وصورته ستهتز بقوة مع حسام بسبب الانفعال المبالغ فيه خاصة أن طرد حسام حدث بسبب مشهد الموسم الماضي الذي أغضب الجميع. يظن إبراهيم أن ما يفعله سيزيد من رصيده عند جماهير بورسعيد التي تعشقه وشقيقه.. وأقول له إنه رهان خاسر.. من يراهن بانفعال وخطأ وعقوبة فهو خاسر.. الرهان علي جزء خسارة كبيرة.. جماهير الكرة لا تعرف سوي لغة الفوز والأهداف.. فإذا غابت الانتصارات ستنسي الجماهير كل شيء وستتذكر فقط أنك أخطأت وعوقبت بالطرد علي شيء لا يستحق.. فأضرار الطرد أكثر خطراً من خطأ ارتكبه حكم.. وإذا تعاطف معك البعض فيما فعلته فاحذرهم لأنهم الخطر الحقيقي.. هم إما يجاملونك أو يريدون فساداً في الأرض ويريدون اشعال الموقف.. وإذا أردت أن تراهن فليكن الرهان علي الدفاع عن مبدأ وقيمة حقيقية. انفعالك في وقت نطالب فيه الجماهير بضبط النفس حتي تعود للمدرجات هو ارباك للمشهد وضرب لكل ما نسعي إليه.. وأخطر ما فيه أنك ترفع من درجة حرارة شعب يعيش علي أحر من الجمر.. شعب بورسعيد القابل للانفجار بسبب ما حدث علي أرضه من المنفلتين في الحادثة الشهيرة.. شعب مشحون بطبيعته.. شعب ينتظر قرار عودة المباريات علي ملعبه.. وسواء كان حلماً مشروعاً ومقبولاً أو غير ذلك فهذا حلمهم ولكن بشحنهم سيكون اللعب في بورسعيد قرار بمثابة السراب ولو بعد حين. وأكرر الجماهير لن ترضي بغير الفوز فهي لن تفرح بصوت عال أو انفعال وطرد.. المصري قادم علي بطولة أفريقية ويحتاج للكثير. أما لو تركنا إبراهيم وذهبنا لحسام وسألناه: أنت واخد طارق سليمان معاك ليه في المدرجات.. فلا أعتقد أنه سيجيبك.. لأنه موقف مش مفهوم.. ومش أي كلام هايقوله هانعتبره إجابة.. فالطبيعي والمنطقي أن يتواجد طارق مع الفريق في الملعب وليس عماد المندوه.. يتواجد حتي ولو يفكر العميد.. أما أن يتواجد طارق في المدرجات فهذا معناه خطير للغاية.. وأبسط شيء هو الخوف من تعود اللاعبين علي سليمان.. فلا تكون هناك مشكلة إذا استغني النادي عن حسام.. ولا تحدث أي عثرات.. ويؤكد تلك الحقيقية حالة الصمت التي تظهر علي حسن مصطفي المدرب المساعد في الملعب.