* يسأل محمد سكر موظف باتحاد الإذاعة والتليفزيون: هل يجوز الاشتراك مع آخرين في ذبح بقرة أو جمل بنية العقيقة للمولود؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: لقد اختلف العلماء في جواز تجزئة البقرة أو البدنة إلي حصص مختلفة. كأن يقصد بعضهم العقيقة والآخرين الهدي أو الأضحية أو غير ذلك من الأعمال. علي النحو التالي: ذهب أبوحنيفة وأبويوسف ومحمد إلي جواز اشتراك أكثر من شخص في البدنة الواحدة بشرط أن يكون الجميع قاصداً القربة فإن تخلفت نية أحدهم كأن أراد اللحم فقط لم يصح. وشدد زفر واشترط أن يكون الجميع مشتركاً في القربة نفسها. كأن يشترك الجميع في البدنة من أجل الأضحية أو من أجل العقيقة. وروي ايضا كراهة الاختلاف في القربة عند أبي حنيفة. وذهب المالكية والحنابلة إلي أنه لا يجزئ في العقيقة إلا بدنة كاملة أو بقرة كاملة. قال المالكية: "ولا تجزئ بدنة أو بقرة تذبح عقيقة إلا كاملة". وجاء في كتب الحنابلة: والبدنة والبقرة عن سبعة. يستثني من ذلك العقيقة. فإن البدنة لا تجزئ فيها إلا عن واحد فقط. أما الشافعية فأجازوا أن تكون العقيقة في سبع من بدنة أو من بقرة. وعلي هذا فيجوز جعل نصيباً لعقيقة الولدين وأقله السبعان. ونصيب الأضحية أقله السبع من البقرة. قال النووي - رحمه الله - في كتابه المجموع: "لو ذبح بقرة أو بدنة عن سبعة أولاد أو اشترك فيها جماعة جاز سواء أرادوا كلهم العقيقة أو أراد بعضهم العقيقة وبعضهم اللحم". وجاء ايضا في كتب الشافعية: "البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة.. ولو أراد بعضهم العقيقة وبعضهم غيرها جاز كما في الأضحية". ونري أن ما ذهب إليه الشافعية هو الأولي عملاً بعموم النص. وتيسيراً علي الناس في أمور دنياهم وأخراهم. * تسأل إيمان عبدالرحمن من أسيوط: ما معني الأمانة وما صورها في الإسلام؟ ** يجيب: لقد جعل الإسلام من الأمانة مفهوماً واسعاً لا يقف عند حصر من السلوك اليومي للإنسان. فالعامة من الناس فهموا الأمانة علي أنها تقتصر علي المعاملات المالية فقط. أما الإسلام فبين للدنيا بأن للأمانة دلالة أعمق وأشمل يمكن أن يجري استعمالها في كافة مناحي الحياة. ولقد أبرز الإسلام للأمانة صوراً عديدة. وعلي رأس قائمتها تأتي الأمانة الكبري التي أخذها الله علي الإنسانية عند بدء الخلق وهم في صلب أبيهم آدم "عليه السلام" واعترافهم بالربوبية لله. يقول الله تعالي: "وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم علي أنفسهم ألست بربكم قالوا بلي شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين" "الأعراف: آية 172". "فالاعتراف بربوبية الله وحده. فطرة في الكيان البشري. أودعها الخالق في هذه الكينونة. وشهدت بها علي نفسها بحكم وجودها ذاته. وحكم ما تستشعره في أعماقها من هذه الحقيقة.. إن التوحيد ميثاق معقود بين فطرة البشر وخالق البشر منذ كينونتهم الأولي. فلا حجة في نقض الميثاق". ومن صور الأمانات التي دعا الإسلام إلي حفظها. الأمانة في حفظ الأعراض. وتولي المناصب. والقيادات. والوظائف العامة. وحفظ الأسرار الأسرية. وأسرار المهنة. والأمانة في حفظ البيئة وحمايتها من التلوث. والمحافظة علي الصحة وعدم الإضرار بها. وحفظ العقل وعدم إضعافه أو تغييبه عن الوعي بأي مسكر أو مخدر. والأمانة في تبعة الحكم من حيث أداء الأمانات إلي أهلها. والحكم بين الناس بالعدل. يقول الله تعالي: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" "النساء آية 58". فهذه كلها أمانات ستسأل عنها الحواس الإنسانية. السمع. والبصر. والفؤاد. وكذا بقية الأعضاء حيث تسأل عما فعلت. فالحواس هي آلات النفس الإنسانية. والنفس الإنسانية كالقائد المستعمل لهذه الحواس في أغراضها ومصالحها. فإن استعملتها النفس في المعاصي استحقت العقاب يقول الله تعالي: "ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً". "الإسراء: آية 36".