لسويسرا شهرة عالمية في الشياكة والأناقة وعلاج العيون وصناعة الساعات الرولكس والبعد عن الصراعات والحروب والحفاظ علي البيئة. بالإضافة إلي نشاطها الأهم. وهو فتح الحسابات السرية لمن يشاء. دون تحر عن المصدر. ولأن سويسرا تأخذ منذ سنوات ببصمة الصوت. فقد ظل الكثير من الحسابات المودعة في بنوكها رهينة خزائنها. حتي ينتهي أجل إيداعها. فتصبح ملكاً للبنوك. عدد لا بأس به من حكام دول العالم الثالث - أذكر من وطننا العربي: صدام حسين وحسني مبارك وزين العابدين بن علي - أودعوا ثروات بلادهم المنهوبة خزائن البنوك السويسرية. ثم حال الإعدام أو الاغتيال أو الموت الطبيعي دون التعرف إلي بصمة الصوت. بما فرض الاستحالة علي الإفراج عن تلك الثروات. إذا جري الحديث عن المكان الأنسب لقضاء الاجازات. أو العيش بعيداً عن صخب العالم الذي نعيشه. فإن سويسرا هي أول ما يفد إلي الذهن. ولعل هذا هو السبب في اختيار الروائي الليبي إبراهيم الكوني سويسرا لإقامته. حتي يفرغ إلي القراءة والكتابة بعيداً عن وجع الدماغ. ما أعلنته وكالات الأنباء ألقي الكثير من الأوساخ علي الثوب الأبيض. بما يفرض إعادة النظر إلي الواقع السويسري. وتمييزه بإنشاء المنظمات الدولية المسئولة عن الثقافة والسلام في عاصمة البلاد. أدانت منظمة بيئية غير حكومية سويسرا بأنها تغزو دول افريقيا بالوقود السام. وهو وقود تخالطه مادة الكبريت 400 مرة أكثر من المسموح بتداوله في أوروبا. مما لا يقتصر تأثيره علي صحة الإنسان فحسب. بل إن التأثيرات تعجل بوفاة البشر الذين يحمل هواه بلادهم هذا الوقود. سواء كانوا من قائدي المركبات. أم السائرين في الشوارع. أو حتي المقيمين داخل بيوتهم. الدول الافريقية مثل السنغال وزامبيا وأنجولا وساحل العاج وموزمبيق وغيرها من دول القارة. والخطر يمتد فيشمل الأفق القريب. وكما يقول التقرير فحتي سنة 2030 سيحدث - نتيجة لهذا الوقود السام - الكثير من الوفيات بين أبناء افريقيا. أكثر ثلاث مرات من أعداد الوفيات في أوروبا والولايات المتحدة واليابان مجتمعة. الشاهد من أهلها. والمنظمة البيئية غير الحكومية هي التي تقصت. وناقشت. وحللت. وتوصلت إلي الحقائق التي يجب نشرها. إذا كانت قوات ليبية قد خلصت آبار النفط في بلادها من عصابات داعش. وسلمتها إلي فنيي المؤسسة الوطنية للنفط. لاستئناف عمليات التصدير. فإن حسابات الغرب الخاطئة دفعته إلي مطالبة القوات الليبية بالانسحاب. وإذا كانت خناقة بين سكان شارعين في العالم الثالث. تستدعي اجتماع مجلس الأمن للتهديد بقوات دولية. فإن البشر الذين تقتلهم عصابات ترتدي أقنعة المحبة والسلام يحتاجون إلي تصرف دولي حاسم. لانقاذهم من خطر الموت الذي ينتظرهم. بعد أن قتل كثيرون قبلهم. ويعد - لدواعي المكسب الحرام - إلي قتل المزيد.