* يسأل محمود عبدالخالق بالإدارة التعليمية بالمنصورة: لماذا أقسم الله تبارك بالبلد في قوله "لا أقسم بهذا البلد" وما هي البلد التي أقسم الله بها؟! ** يجيب: المراد بالبلد مكةالمكرمة وأقسم اللله بها لشرفها ومكانتها وحرمتها فهي البلد الامن والأمن فلا يستحل فيها دم ولقد أحللت لرسول الله صلي الله عليه وسلم ساعة من نهار أي وقت فتحها ثم حرمت. وقد ورد في حركة مكة عن أبي شريح رضي الله عنه أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلي مكة إئذن لي أيها الأمير أحدثك قولاً قام النبي صلي الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به حمد الله وأثني عليه ثم قال إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس فلا يحل لامريء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دماً ولا يعض بها شجرة إن أحد ترخص لقتال رسول الله صلي الله عليه وسلم فيها فقولوا إن الله قد أذن لرسوله ولم يأذن لكم وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار ثم عادت حرمتها. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما فتح الله عز وجل علي رسوله صلي الله عليه وسلم مكة قام في الناس فحمد الله وأثني عليه. ثم قال إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين وإنها لن تحل لأحد كان قبلي وإنها أحلت لي ساعة من نهار وإنها لن تحل لأحد بعدي فلا ينفر صيدها ولا يختلي شوكها ولا تحل ساقطتها إلا لمنشد ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما أن يفدي وإما أن يقتل فقال العباس إلا ذخر يا رسول الله فإنا نجعله في قبورنا وبيوتنا فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا إلا ذخر فقال أبو شاه: قال الوليد فقلت للأوزاعي ما قوله اكتبوا لي يا رسول الله قال هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله صلي الله عليه وسلم . * يسأل: عبدالسلام عثمان من مصر الجديدة بالقاهرة: هل أصبحت مكة بلداً آمناً منذ بداية الإسلام وبعثة النبي صلي الله عليه وسلم فقط أم كانت كذلك قبل بداية الإسلام؟ ** يجيب الشيخ إسماعيل نور الدين من عالماء الأزهر: قال الله تعالي: "فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً" يعني مكة دعا سيدنا إبراهيم برغد العيش وأمان هذه البقعة المباركة وما حولها كالطائف وغيرها وقد اختلف العلماء في مكة هل صارت حرماً آمناً بسؤال سيدنا إبراهيم أم كانت قبل ذلك علي قولين أحدهما أنها لم تزل حرماً من الجبابرة ومن الخوف والزلازل وسائر المهلكات التي تحل بالبلاد وجعل في النفوس ماصار به أهلها متميزين به بالأمن عن غيرهم من سائر أهل القري. وقد سأل سيدنا إبراهيم ربه أن يجعلها أمناً من القحط والجدب وأن يرزق أهلها من الثمرات وقال بعضهم ان كانت حلالاً قبل دعوة إبراهيم عليه السلام كسائر البلاد وبدعوته صارت حرماً آمناً كما صارت المدينة بتحريم رسول الله صلي الله عليه وسلم أمناً بعد أن كانت حلالاً. فعن أبي عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم الفتح أي فتح مكة إن هذا البلد حرمه الله تعالي يوم خلق السماوات والأرض فهو حرام بحرمة الله تعالي إلي يوم القيامة وأنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي ولم يحل لي إلا ساعة من نهار فهو حرام بحرمة الله إلي يوم القيامة لا يعضد شوكة ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها ولا يختلي خلاه فقيل له يا رسول الله إلا ذخر فإنه لقينهم ولبيوتهم فقال إلا إلا ذخر وهو نبات. وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال إن إبراهيم حرم مكة ودعا لأهلها وإني حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة وإني دعوت في صاعها ومدها بمثل ما دعا به إبراهيم لأهل مكة.