يحرص العديد من أهالي قري محافظة أسوان علي تزيين جدران منازل حجاج بيت الله الحرام برسومات الحج التي توثق هذه الزيارة المقدسة إلي الأراضي الحجازية. يقول الفنان أحمد يس علي الشهير بالحاج عيد السلواوي والذي يعتبر واحدا من أبرز رسامي جداريات الحج في أسوان علي الاطلاق انه يعمل في هذا المجال منذ عام 1965 وحتي الآن حيث يبدأ موسم رسم منازل الحجاج منذ السفر في يوم 25 من شهر ذي القعدة ويستمر لمدة شهر تقريبا أو 35 يوما ويستغرق رسم البيت الواحد يومين أو ثلاثة علي أقصي تقدير حسب جاهزية جدران المنزل للرسم. أضاف أن الرسومات علي الجدران تكون مماثلة لبرنامج المناسك التي يؤديها الحاج في الأراضي المقدسة بمعني انه يبدأ برسم الجمل باعتبارها وسيلة المواصلات الاساسية التي كان يستخدمها الحجاج في الماضي وبجوارها يتم رسم الطائرة التي يتم استخدامها حاليا للسفر بديلا عن الجمال ثم نرسم منظراً للكعبة المشرفة التي يذهب إليها الحاج في بداية المناسك وبعدها جبل عرفات ثم مني ورمي الجمرات والاضحية وفي النهاية نرسم مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي يزوره الحاج في نهاية رحلة الحج وبين هذه الرسومات نكتب الآيات القرآنية التي تعبر أو تشرح هذه المناسك. أوضح أنه يقوم أيضا برسم المهنئين الذين يقومون باستقبال الحاج عقب وصوله الي منزله وذلك في كلمة حج مبرور يتوسطها الحاج ورجل يستقبله ويهنئه وفي الداخل نرسم حاجة تستقبلها امرأة وللتهنئة بالعودة ولا نرسم أي سيدات علي الجدران الخارجية للبيت مراعاة للتقاليد الصعيدية مشيرا إلي انه يستخدم الخامات الطبيعية كأدوات للرسم مثل جريد النخيل أو الدوم ولا يستخدم أي فرشة صناعية بالاضافة لاستخدامه لبعض المواد الخام في الطبيعة كألوان طبيعية. ومن جانبه قال نجله "طه" 18 سنة انه يعمل مع والده في رسم جداريات الحج وهو وشقيقه منذ سنوات وابتكر عدة رسومات جديدة كنوع من التطوير عن طريق رسم المصحف الشريف علي الحائط أو رسم كسوة الكعبة وتصميم بعض الزخارف الاسلامية الأخري. أضاف انهم لا يشترطون الحصول علي مبلغ مالي محدد مقابل رسومات الحج واحيانا يتطوعون برسم هذه الجدرايات مجانا وبدون مقابل لبعض الأرامل اللاتي يذهبن إلي الحج.