حج مبرور وذنب مغفور.. نورت دارك يا حاج.. ولله علي الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا بهذه الأقوال والآيات يستقبل بعض لأهالي أقرباءهم الحجاج برسوم جدارية علي منازل من يذهبون للحج . ابتهالا واحتفالا بأدائهم لهذه الشعيرة المقدسة فيها تسجيل لرحلة روحية مقدسة, عبر الزمان والمكان, وفيها تعبير عن الإبداع الشعبي الفطري بمصر, تضرب بجذورها الي عصور سحيقة, حيث تزخر جدران المعابد والمقابر بمدونات ورسومات ونقوش رائعة من هذا القبيل. ونجد أن المحتفلين بالحاج يزينون واجهة منزله بالرسومات وتلون بألوان مختلفة وإن كانت بدائية بعض الشيء ويأتي في اليوم التالي لوصوله الأقارب والجيران للتهنئة بالعودة وإتمام الشعيرة. ومن أهم الرسوم المتعلقة بالحج صورتا الكعبة والمحمل, فالأولي رسمت علي شكل مربع أسود, تحيط بها المساجد والحجاج, مزينة بالزخارف والآيات القرآنية, والثانية رسمت علي شكل مستطيل وهرمي, محمولا علي ظهر جمل, ترافقه البيارق والسناجق, مزخرفا بالألوان والأشكال, ومزينا بالكتابات الجميلة. ترجع روائع جداريات الحج الي القرن الثامن عشر وهي غنية بالعناصر الفنية كالنخيل والسفن والجمال, أما التي تعود الي منتصف هذا القرن فكانت عبارة عن أشكال نباتية وصور لمساجد ومآذن وزخارف تؤلف فيما بينها عملا موحدا. العمل في هذه الرسوم بأيدي فنانين شعبيين متطوعين يبدأون بدهان واجهة المنزل وكل منهم يستخدم الأسلوب الخاص به, موضحين بذلك بالوسائل الحديثة أو القديمة للانتقال التي سلكها الحاج للوصول الي الأراضي الحجازية. وإن كنا لا نري هذه الأشكال الفنية البديعة في أحياء المدن الجديدة منها والقديم إلا أنها لا تزال لها مكان في الريف وبالأخص في نجوع وقري الصعيد حيث يهتم أبناء هذا الجزء من الوطن بالاحتفال بمن ذهبوا لبيت الله الحرام وتختلف طرق الاحتفال من مكان لآخر إلا أنهم يشتركون في بقاء واجهات المنازل مزخرفة ومزينة لفترة بعد عودة ذويهم من الحج.