الرعب والخوف والهلع والفزع كلها كلمات شعر بها "حسن سليمان" ابن قرية الجمصة التابعة لمركز ساحل سليم باسيوط هو واسرته واسرة شقيقته التي حاصرها الجن بالحرائق علي حد قولهم لما يزيد عن عشرين يوما متوالية.. الحرائق تنتقل وتشتعل من مكان إلي مكان من دولاب الملابس إلي دولاب المطبخ إلي الثلاجات إلي فوق الاشجار إلي عشش الطيور إلي زرائب الماشية إلي شون التبن بشكل متوال وبسرعة غريبة حتي ما ينتهو من اطفاء مكان إلا وتشتعل في مكان اخر حتي وصلت إلي جذوع نخيل واطراف أشجار الفاكهة حتي اصابهم الخجل من كثرة الاتصال بالمطافئ عدة مرات وما كان منهم إلا أن احضروا "موتور رش" الذي يستعملونه في رش المبيدات الزراعي ليكون حاضرا عند الخطر وهو الأمر الذي اعتادته الاسرة من صنيع الجن الذي لم يبق للاسرتين علي شيء من ملابس وخزين الغلال والمأكل والمشرب إلا أنه لم يقترب لأفراد الاسرتين بسوء .. روي عم حسني قصته مع الجن ل "المساء" قائلا: أعمل في مكتب بريد قرية "المطمر" وليس لي خلافات مع أحد وكذلك زوجتي وأولادي الستة "حنفي 20 عاماً يؤدي الخدمة العسكرية الآن وإسلام 18 عاما ومنار 16 عاما وحسام 15 عاما ومحمد 5 أعوام وندي 3 أعوام وزوجتي ونعيش في الحديقة التي ورثها والدي عن جدي بعيدا عن القرية ولم يسكن بجواري سوي شقيقتي وابنائها وليد "أخرس" وزوجته. وعن بداية الحرائق قال حدث ذلك يوم 28 اغسطس الماضي في بيت شقيقتي في إحدي الحجرات وحولنا الاطفال فلم نستطع وقمنا بالاتصال بالمطافئ التي حضرت علي الفور وساهمت في اطفاء الحريق وظننا أن الأمر انتهي علي ذلك إلا أن النيران اشتعلت بشكل مفاجئ داخل منزلي بشكل كثيف فقمنا بالاتصال بالمطافئ التي حضرت علي الفور وقمنا باطفاء الحريق فحمدنا الله أن احدا من افراد الاسرتين لم يمس بسوء وبدأنا نرتب في معيشتنا واحوالنا ولكن الامر كان علي خلاف ما نحسب أو نظن. واصل عم حسني حديثه ولما بدا الأمر غريبا بتعدد وتغير اشتعال الحريق بدأ الأهل والاصحاب يشكون في الأمر ان وراء تلك الحرائق "هو الجن" ولاسيما اشتعال النيران في الثلاجة وهي غير متصلة بالكهرباء او اشتعال كراسي الانتريه ونحن جالسون عليها فقمت باحضار المشايخ والمعالجين بالقرآن ولم تتوقف الحرائق حتي انتدبنا احد المشايخ ليقيم بالبيت ويلزم التلاوة والرقية الشرعية وما إلي ذلك ولم يزد الأمر إلا سوءا وندعو الله ان يفك كربنا.. أما زوجة عمي حسني قالت لو لم أر بعيني ما كنت أصدق ان الجن يفعل كل ذلك فبعد ان احترقت ملابسنا ذهب زوجي إلي مدينة الساحل واشتري لنا ملابس جديدة وهو ما دخل علينا بفرحة قبل أن يعطيها لنا اشتعلت النيران في اكياس الملابس ولم يتبق منها شيئا ولم نستطع اطفاءها. وتقول الحاجة أم وليد شقيقة عم حسن إن البيت اصبح خرابة وتحول إلي كومة تراب بعد ان احترقت الملابس والاثاث و"خزين الطعام" الغلال والدقيق والسمن والزيت والسكر وجميع المواد التموينية. واختتم عم حسن حديثه اصبحنا نعيش في العراء ولم نجد حلاً لمشكلتنا مع الجن علي حد قوله سوي الدعاء بأن يرحمنا الله برحمته الواسعة. الجدير بالذكر أن الشيخ محمد محمود ابوحطب وكيل وزارة الاوقاف بالمنيا ان السحر والجن مذكور في القرآن وجميع الاديان السماوية ولا يستطيع احد انكاره وهناك بعض الاشخاص يقومون باسناد تلك الحرائق إلي الجن والسحر فالاسلام هو دين العقل والمنطق بعيدا عن الخرافات فاكثر الآيات القرآنية تختم بعبارات لعلهم يتعقلون أو يتذكرون وكلها ايات تدعو للعقل والمنطق وليس كل الحرائق التي تحدث بفعل جن او سحر فهناك مشاكل تحدث داخل كل اسرة مما يزيد من حجمها فقد تكون بفعل فاعل فلابد من البحث عن الاسباب فقد تكون فنية ولابد ان نستعين بأهل الخبرة واهل الدين.