بعد وفاة رئيسها يواجه من سيقود أوزبكستان أيا كان تحديا يتمثل في السيطرة علي الإسلاميين المتشددين الذين انضموا إلي جماعات متشددة عالمية. ويشارك مقاتلون من الأوزبك بدور فاعل في أنشطة تنظيم داعش أو ما يطلق عليهم باطلا الدولة الإسلامية في العراقوسوريا ويحاربون مع حركة طالبان في أفغانستان ولهم مواقع سرية في كبريات المدن الروسية ويرتبطون بصلات بإسلاميين متشددين في الصين يرفضون حكم بكين. كان الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف الذي توفي الأسبوع الماضي إثر إصابته بجلطة دماغية يستخدم أساليب وحشية ويستعين بجهاز أمني ضخم لتحجيم الحركة المتشددة التي ولدت في تسعينيات القرن الماضي من رحم تمرد في أوزبكستان الجمهورية السوفيتية السابقة. وبعد وفاة كريموف وفي ظل الغموض الذي يحيط بمن سيخلفه علي الرغم من أن البرلمان عين رئيس الوزراء شوكت ميرزيوييف رئيسا مؤقتا أصبحت قدرة قوات الأمن علي احتواء المتشددين مسألة غير واضحة. لم يلق المتشددون الأوزبك نفس القدر من الاهتمام الإعلامي الذي حظيت به جماعات أخري في الحركة المتشددة العالمية. وفي حين أن مقاتلين من العراق وتونس وروسيا وغرب أوروبا يقودون وحدات وتفجيرات انتحارية فإن الأوزبك غالبا ما يكونون في الصف الثاني. لكن مقابلات أجرتها رويترز مع مسئولين أمنيين ومقاتلين متشددين وأسرهم تشير إلي أن أعداد المقاتلين الأوزبك بالآلاف وهم لديهم خبرة في القتال وبارعون في التواصل مع الجماعات المتشددة الأخري. ويصف المقاتلون السلطات الأوزبكية بأنها "الطاغوت" ويركز معظمهم الآن علي الجهاد في الخارج. لكن في تقرير صدر العام الماضي قالت مجموعة الأزمات الدولية إذا عاد قطاع كبير من هؤلاء المهاجرين المتشددين فإنهم سيمثلون تهديدا للأمن والاستقرار في أرجاء آسيا الوسطي. يمثل وادي فيرغانا مركز التشدد الإسلامي في آسيا الوسطي. وهو واد خصيب مكتظ بالسكان يمتد في أوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان وجالسا في فناء منزله في أوش وهي مدينة قرغيزية في وادي فيرجانا حيث ينحدر قسم كبير من السكان من أصول اوزبكية وصف الأوزبكي عبد الرسول يولداشيف "57 عاما" كيف ذهبت زوجته المنفصلة عنه إلي سوريا مع ابنهما وابنتيهما بينما كان هو يعمل بعيداً في روسيا. وفي سوريا انضم الابن محمد إسلام "19 عاما" إلي جماعة إسلامية. قال يولداشيف تلقيت يوما اتصالا من رقم مجهول تهانينا ابنك أصبح شهيداً وقال إنه صرخ فيهم وإنهم وصفوه بالكافر. وتلقت مالوخات ماماتادزهييفا "41 عاما" وهي أوزبكية تعيش في أوش اتصالا مماثلا في التاسع من يوليو من العام الماضي يبلغها بمقتل ابنها نور محمد..وقالت إنه كان ذهب إلي مدينة فلاديمير الروسية للعمل في مشروع للإنشاء لكنه أبلغها في نوفمبر الثاني 2014 إنه ذاهب إلي موقع ناء في روسيا للعمل. والمرة التالية التي تحدث فيها إليها كانت في مارس 2015 عندما اتصل بها من سوريا. .تشير قائمة مطلوبين من المتشددين نشرتها الأممالمتحدة إلي أن المنحدرين من أصل أوزبكي ينشطون في جماعات متشددة في أفغانستان وأجزاء من باكستان. ويقول مسئولون أمنيون إن للمتشددين علاقات أيضا بمتشددين من جماعة الويغور الصينية التي ترفض حكم بكين. قال جهاز أمن الدولة القرغيزي إن هجوما انتحاريا علي السفارة الصينية في قرغيزستان الشهر الماضي تم بأمر من جماعات الويغور وإن عددا من الأوزبك ساعدوا في تنظيمه. ووفقا لروسي قاتل معهم فإن الأوزبك يعملون في وحداتهم القتالية الخاصة في سوريا. قال المقاتل الذي غادر سوريا حالياً وطلب عدم نشر اسمه "كان هناك عدد لا بأس به منهم". واعتقل مسئولو أمن الدولة في أوش العام الماضي بضعة أشخاص لاتهامهم بأنهم قاتلوا إلي جانب متشددين في سوريا. وفي تسجيل مصور لتحقيق اطلعت عليه رويترز في ذلك الوقت في أوش قال أحدهم إنه ذهب إلي سوريا في أكتوبر وقاتل لثلاثة شهور مع جبهة النصرة التي كانت تابعة للقاعدة في ذلك الوقت..قال الرجل وهو أوزبكي إنه تلقي أوامر بالعودة إلي آسيا الوسطي لتنفيذ هجمات. ولم تتمكن رويترز من التأكد مما إذا كان أدلي بأقواله تحت إكراه.