من فترة لأخري تصلني رسائل لآباء يعاني أبناؤهم من مرض التوحد أو "الاوتيزم" ويجمعهم مطلب واحد هو موافاتهم باسم الطبيبة التي كانت سبباً في إحداث طفرة كبيرة في علاج الطفل الذي أشرت إليه في رسالة "الرؤيا والمسطرة" تلك التي حققت أعلي نسبة تجاوب وتفاعل معها رغم ما يقرب من عام علي نشرها. وعبر الإيميل تلقيت هذه السطور من الأب A-H يقول ابني الصغير يعاني من درجة من درجات التوحد شخصها الأطباء في وقت سابق ب"متلازمة اسبرجر" وحين طالعت "الرؤيا والمسطرة" راودني الأمل في أن يجد ولدي مساراً جديداً في العلاج يضعه علي طريق الشفاء وأطمع منكم في موافاتي باسم الطبيبة التي باشرت حالة الطفل ذي الخمسة أعوام - وحققت تحسناً ملحوظاً في علاجه. المحررة : كان هذا هو مطلب القارئ الكريم الذي سيتبعه منا بإذن الله - استجابة لكن ولمن لا يعرف الكثير عن متلازمة "اسبرجر" فهي بحسب ما تشير الموسوعة الطبية من أحد اضطرابات طيف "التوحد" لكنها تختلف عن غيرها في أنها تحافظ نسبيا علي استمرارية تطوير الجوانب اللغوية والإدراكية عند المريض في حين قد يصحبه ضعف في المهارات الحركية.. وقد سميت بمتلازمة "اسبرجر" نسبة لطبيب الاطفال النسماوي "هانز اسبرجر" الذي قام عام 1944 بعمل توصيف للاطفال الذين يفتقرون لمهارات التواصل غير "اللفظي" ويظهرون تعاطفاً محدوداً مع أقرانهم ويتحركون بشكل مرتبك ويحمل الاطباء المتخصصون البشري للآباء بأن معظم المصابين بهذه "المتلازمة" يتحسنون مع الوقت ويعيشون حياة سعيدة إذا ما بدأ العلاج مبكراً. ** ورسالة اليوم ذكرتني بعبارة قالها والد الطفل في الرؤيا والمسطرة لكل أب مبتلي في ولده: "لا تجزع إن سمعت من الطبيب أن ابنك حالة ميئوس منها واسعي بكل ما أوتيت من أجل علاجه.. مثلما فعلت مع والدي حتي استعاد بفضل الله كثيراً من مهاراته الذهنية وتواصله مع الآخرين". قال لصديق العمر: كعادته في التجاوب الدائم مع المشكلات التي أتناولها عبر هذه النافذة أبدي الصديق "عادل زايد" من الإسكندرية استياءه من الموقف المتردد لصاحب رسالة "صديق العمر" وينصحه بإنهاء هذه الصداقة التي تتجرأ علي القيم والأخلاق.. ثم.. ثم يمضي ليذكره بما قاله الشاعر: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت. فإن همو ذهبت.. أخلاقهم ذهبوا ويمضي "زايد" في الاستشهاد شعراً لعل يستفيق كل غافل أو متساهل: "إذا أصيب القوم في أخلاقهم أقم عليهم مأتماً وعويلا. أو كما عبر أحد الشعراء بقوله: فليس بعامر بنيان قوم إذا أخلاقهم كانت خرابا: وينهي "زايد" مشاركته معاتبا الخطيبة المستسلمة لاستظراف زوج شقيقها دون أن تتخذ موقعا حاسما معه ثم يجدد تحذيره للخطيب الحائر بأن كثيراً من النيران تبدأ من مستصغر الشرر فليراجع موقفه بين هذه الخطبة وعنده من المبررات ما يكفي إن استمر الصديق علي تبسطه المخجل والتزمت خطيبته الصمت!!