* عبر الإيميل تلقيت رسالته التي لم تزد عن هذه الكلمات: "يعاني ابن أختي البالغ من العمر خمس سنوات من تشتت في الانتباه وفرط حركة وتبول لا إرادي.. وأجمع المتخصصون أنه بحاجة إلي تعديل سلوك وكل ما أطلبه موافاتي باسم الطبيبة المعالجة أستاذ الطب النفسي والوراثي التي جعلها الله سببا في شفاء ابن صاحب رسالة "الرؤيا والمسطرة" التي عرضتموها منذ عدة أشهر في هذا الباب". التوقيع: المهندس محمد محمد محمد الإسكندرية ** ولأن المسألة ليست مجرد موافاة قارئ متابع بهذا البيان أو ذاك خاصة وأنها تتعلق بمعاناة أسرة ابتلاها الله في أحد أبنائها فقد حرصت علي التواصل هاتفيا مع "الخال محمد" للوقوف أكثر علي ظروف ابن شقيقته الذي يشكو من كل أعراض مرض "التوحد" المعروف ب "الأوتيزم".. وباهتمام بالغ وانفعال صادق بدأ حديثه قائلا: أشعر بعجزي عن التخفيف عن شقيقتي الصغري التي كم أشفق عليها فمنذ زواجها وهي تقيم بمحافظة دمياط ما يجعلني بحكم إقامتي وأسرتي بالإسكندرية لا أستطيع تقديم كل العون اللازم لها فزوجها له ظروف صحية تحد من حركته ومن تحمل مشقة التنقل والسفر لذا صار عبء انتظام ولدهما المريض علي جلسات التخاطب.. وتعديل السلوك والدمج وغيرها واقعًا علي كاهل شقيقتي حيث تأتي به كل سبت للإسكندرية للحصول عليها خاصة وأن عيادات ومراكز علاج التوحد وتلك مشكلة أخري غير منتشرة بدمياط!!.. يواصل: لن أحدثكم عن الاستغلال المادي تلك العيادات لمحنة هؤلاء الأسر ومنهم أسرة أختي فالجلسة الواحدة تبدأ من 70 جنيها فما بالكم لو الطفل المريض يحتاج لثلاث جلسات مختلفة كل أسبوع؟! وأبواي موظفان "محدودا الدخل" بالطبع الأمر سيزداد تعقيدا!! وليت هذه العيادات التي مقرها في الغالب عبارة عن حجرة يعمل بها متدربون حاصلون علي كورسات في التخاطب وتعديل السلوك أقول ليتها تقدم تحسنا ملحوظا في حالات أولئك المرضي لهذا عندما طالعت رسالة "الرؤيا والمسطرة" تجدد الأمل في أن يجد ابن أختي الرعاية الطبية الصحيحة علي يد هذه المتخصصة خاصة أن حالته تتشابه مع ابن صاحب تلك الرسالة وانتهز الفرصة لأؤكد لكم كم كنت في انتظار مكالمتكم لأحمل هذا النداء لكل من يهمه الأمر بضرورة التدخل لتخفيف معاناة مئات الأسر التي لديها أطفال "متوحدون".. فآلامهم لا ينبغي الاتجار فيها لتتحول إلي "سبوبة" لمتعجلي الربح والمكسب. ومن خلال "بابكم" أتوجه لوزارة التربية والتعليم بهذا الاقتراح وهي أن تمتلك زمام المبادرة في ذلك فتفتح باب التعاقد أمام خريجي الجامعات الحاصلين علي كورسات في مجال التخاطب وتعديل السلوك والدمج.. و.. و... والأمر لا يحتاج سوي تخصيص فصل أو فصلين بكل مدرسة لاستقبال حالات "الأوتيزم" بمقابل اشتراك شهري في متناول أهل المريض. أن ما تكابده شقيقتي أسبوعيا من أجل تغطية قيمة الجلسات وأجرة السفر تجعلني أستصرخكم بألا تغلقوا أبواب الرحمة أمام هؤلاء.. مدوا لهم يد العون والمساعدة ولا تتركوهم فريسة لاستغلال أصحاب العيادات والمراكز الخاصة!! ** المحررة: انتهت مكالمتي مع المهندس "محمد" الذي أثبت بحق كم يكون الأخ سندا لأخته في الشدائد فلم تصرفه مسئولياته كرب أسرة عنها بل راح يسعي بكل ما أوتي من أجل التخفيف عنها والبحث عن مسارات أفضل في علاج ولدها وأقول للأخ "محمد" إن مثل شقيقتك وزوجها ممن ستتداركهم الرحمات في الدنيا والآخرة لأنهم وقفوا حياتهم كلها علي رعاية أبنائهم "المختلفين" عن أقرانهم.. وها أنا أرفع نداءك للمسئولين بالتربية والتعليم لعلهم يبحثون اقتراحك وينظرون إمكانية تطبيقه بصورة توقف معها كل أساليب الاستنزاف المادي لهؤلاء المبتلين في فلذات أكبادهم.. كذلك البحث وتلك مهمة وزارة الصحة عن أسباب تزايد حالات الأوتيزيم بين أطفالنا "الذكور" خاصة في العقد الأخير وكيفية تداركها.. القضية لم تنته وفي انتظار مشاركاتكم المفيدة حولها. * تصحيح.. وتنبيه حدث خطأ مطبعي غير مقصود في عنوان رسالة الأربعاء الماضي "4027 2016" والصحيح هو "عاجل للآباء" وليس "الأدباء".. لذا لزم التنويه والاعتذار لصاحبة القضية الاخصائية الاجتماعية س.ا.ج من الشرقية وأنتهز الفرصة لأجدد لها الشكر والتحية علي ما أثارته في رسالتها والذي يدق ناقوس الخطر للآباء مع تزايد حالات السرقة والعنف بين تلاميذ المرحلة الابتدائية رغم صغر سنهم والأخطر من هذا وذاك ظهور حالات تلامس بدني بين النوع الواحد"!!".. خطر يلزمه تكرار هذا النداء: انتبهوا أيها الآباء وتعاونوا مع الاخصائيين الاجتماعيين في التعرف علي أحوال أبنائكم داخل المدرسة قبل أن تأتيكم الشكوي منهم وأنتم في غفلة عنهم!!