أكد فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر. أنَّ عَلاقةَ النَّاس والشعوبِ بعضها ببعضي في نصوص القرآن الواضحةِ. هي عَلاقةُ التَّعارف والتَّعاونِ والتَّآخي وتبادلِ المصالح والمنافع مِن أجل حياة الإنسانِ وإعمارِ الأرض. ولا مكانَ في فلسفة الإسلام الاجتماعيَّةِ لِعَلاقات الصِّراع والهيمنةِ الاقتصاديَّةِ والثَّقافيةِ والعسكريَّةِ بين الأمم والشُّعوب» لأنَّ منطقَ القرآن يقومُ علي تقرير حقيقةي ملموسةي. هي أنَّ الله خلقَ الناسَ مختلفينَ في عقائدِهم وأديَانِهم وألوانِهم ولغاتِهم حتَّي في بصماتِ أصابعِهم. وأنَّ من المستحيل أن يُحشَدَ الناسُ في عقيدة واحدة أو دين واحد أو ثقافة واحدة. وأنَّ أي محاولة من هذا القبيلِ محكومى عليها بالفشل الذَّريع» لأنها تسبحُ ضدَّ إرادة الله تعالي ومشيئته في خَلقِه. قال -خلال لقائه بالمشاركين في الملتقي الأول للشباب المسلم والمسيحي-إن الإسلامُ وإنْ كان هو خاتمةَ الأديان السَّماوية. إلا أنَّه يُعَدُّ مُكمِّلًا لرسالات الله في الأرض. وهو يؤمنُ بالدِّين الذي أُنزِل مِن قبله علي إبراهيمَ وموسي وعيسي عليهم السلام. ويُصدِّق بصحفِ إبراهيمَ. وتوراة موسي. وإنجيل عيسي. كما يصدِّق بالقرآن الكريم من غير فرقي. ويوجِّه الإسلامُ أتباعَه إلي الانفتاح علي أتباعِ موسي وعيسي عليهما السلام إلي درجة الزَّواجِ والمصاهَرةِ. وعَلاقة البرِّ والمودَّة والرحمة. كما أمرهم الإسلام بذلك. ويقرِّرُ القرآنُ أنَّ الله جعلَ في قلوبِ أتباع عيسي عليه السلام رأفةً ورحمةً إلي يوم القيامة. أضاف أن الدعوةُ إلي الله في دين الإسلام محددةى بأن تكون بطريق الحكمة والحوار الهادئ الذي لا يَجرَح الآخرَ ولا يسيءُ إليه أو إلي عقيدته. ويَبرأُ الإسلامُ في نشر عقيدته بقوَّة السلاح أو الإكراه أو الضغوطِ أيًّا كان نوعُها حتي لو كانت ضغوطًا في شكل إغراءي بالمال أو الجاه أو شراء القلوب والعقول» لأنَّه "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" ودور نبيِّ الإسلام كما حدَّده له القرآنُ هو دور المبلِّغِ والموضِّحِ لطريق الله. وأنه لا يسيطرُ علي الناس. ولا يُكرِهُهم. وإنما يَدَعُهم لله بعد أنْ يُبيِّنَ لهم طريقَ الحقِّ وطَريق الضلالِ. قال تعالي: "إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ". "لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِري". "أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّي يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ".