عن القرارات الصعبة والمطالبة بترشيد النفقات والاستهلاك استطلعت "المساء" آراء عدد من خبراء الاقتصاد الذين طالبوا بمنع استيراد السلع الاستفزازية تماماً والبدء في إنتاج ما يمكن ان نتميز به بين دول العالم واللجوء إلي البحث العلمي للوصول إلي حلول خارج الصندوق بعيداً عن جيوب الغلابة من المصريين بالاضافة إلي الاهتمام بالسياحة كقاطرة للتنمية والعمل علي تصدير الدواء كمصدر مهم للعملة الصعبة. سعاد الديب رئيس الاتحاد التعاوني لحماية المستهلك قالت ان من بين القرارات الصعبة التي من الممكن أن تلجأ إليها الحكومة زيادة سعر تذكرة المترو ورفع أسعار البنزين بجانب زيادة أسعار السلع التي ستواكب تطبيق ضريبة القيمة المضافة. أشارت إلي ان الحديث عن ارتفاع حجم المرتبات بعد دخول آلاف العاملين الجهاز الإداري للدولة بعد ثورتي يناير ويوليو وعلاج ذلك يتطلب تسريح عدد كبير من العمالة وبالتالي انضمامهم إلي طابور العاطلين في ظل نسبة بطالة بلغت 13%. قالت لابد من البحث عن مصادر بديلة لجيوب المصريين لأن الضغط عليهم أكثر من ذلك سيتسب في إصابتهم بأمراض نفسية وستزيد من الشرائح التي ستدخل تحت خط الفقر. طالبت باللجوء إلي البحث العلمي لاستخراج حلول تمنح البلد القيمة المضافة الحقيقية مشيرة إلي ان المواطنين ملوا من الحديث عن مشروعات تستهدف الاجيال القادمة ولسان حالهم يقول "عيشني النهاردة وموتني بكرة". د. محمد يوسف عبدالحليم "استاذ ورئيس قسم الاقتصاد بكلية التجارة جامعة الأزهر": القرارات الصعبة التي طالب بها الرئيس لها عدة زوايا أما ان يتم إلغاء الدعم أو ترشيده والالغاء في مصلحة الاقتصاد المصري علي ان لا يضر بشريحة كبيرة. أضاف قديما كان الدعم يصل لغير مستحقيه من الاثرياء ولكن الفقراء ومحدودي الدخل أقل فئة تستفيد مشدداً علي ضرورة ترشيد الواردات وليس حظرها لان هناك الكثير من الصناعات تستلزم مواد خام وسلعاً وسيطة من الخارج تتطلب النقد الأجنبي ويتآكل الاحتياطي الأجنبي بالبنك المركزي فعلي سبيل المثال في أحد التقارير الاقتصادية للسلع التي يتم استيرادها تم استيراد اكسسوار حريمي ب 498 مليون دولار ونستورد 8 أصناف من الفاكهة من الخارج ولحوم للقطط والكلاب لذلك كان هناك عجز في الميزان التجاري من الواردات وعجز في ميزان المدفوعات. أضاف مشكلة الإنتاج يجب ان يكون لها حل سريع مقارنة مع عدد السكان فنحن نمتلك اقتصاداً متنوعاً ومتصدراً من زراعة وصناعة وسياحة وقناة السويس وجبال من الرخام والجرانيت والذهب وبحيرات وموارد سمكية وموارد بشرية ورغم ذلك الإنتاج ضعيف والإنتاجية ضعيفة للفرد بالاضافة إلي ضرورة ان نقوم أداء العاملين والاهتمام بقضية التصدير علي ان يكون المنتج المصري المصدر يتمتع بميزة نسبية وقدرة تنافسية ومن أهم المنتجات التي يجب الاهتمام بتصديرها "الدواء" لان الطلب عليها غير مرن والطلب لن يتأثر مهما تم رفع سعر الدواء وعودة قطاع السياحة لسابق عهده علي ان يكون كل مواطن مصري سفيراً لبلده في الخارج ويساعدني في ترويج السياحة المصرية. د. محمد النجار أستاذ الاقتصاد جامعة بنها قال للأسف الترشيد لا يتحمله سوي المواطن الفقير والطبقة الكادحة والمتوسطة التي تستطيع بالكاد أن تكفي يومها وعلي مستوي الأفراد يجب ان يكون هناك دور لطبقة الأثرياء ومنع استيراد السلع الكمالية التي يستهلكها الأغنياء لمدة 6 أشهر لانها من أهم الموارد التي تستنزف مواردنا من العملة الصعبة والنقد الأجنبي. د. مختار الشريف خبير اقتصادي قال المطالبة بترشيد النفقات والاستهلاك تطبق علي الجميع دون استثناء سواء أفراد عاديون أو رجال أعمال أو موظف حكومي ولا نطالب بالترشيد بصورة مطلقة ولكن التقليل في الانفاق واستخدام المنطق والأسس العلمية ولابد ان تكون هناك توعية من خلال وسائل الإعلام المختلفة للمواطنين حتي يكون هناك توفير في التكاليف. أضاف هناك عناصر كثيرة يمكن استخدامها كنوع من ترشيد النفقات فمثلا تنظيم النسل من أنواع الترشيد لان الزيادة السكانية الرهيبة تؤثر في نمو أي مجتمع خاصة إذا لم يكن مجتمع منتج التوعية بترشيد استهلاك المياه الذي يكلف الدولة الكثير هذه النوعية لا تقف علي المؤسسات الحكومية ولكن تنصب في وجدان وثقافة المجتمع مثلا الإعلام بشتي أنواعه والمؤسسات الدينية والثقافية.