المطبات الصناعية.. آفة الطرق الزراعية.. الحقيقة أنها عشوائية بامتياز لا تراعي أي أصول هندسية ولا اعتبارات الحياة والموت والوقت الضائع.. تحولت المطبات في معظم الأحيان إلي كمائن ومصائد للموت تحصد الأرواح بينما الأجهزة الرسمية والمحلية تتفرج وأحياناً تشجع بل وتأخذ علي عاتقها مهمة نشر هذه المطبات القاتلة.. وكأن الحياة بلا ثمن بدعوي إجبار السائقين علي التهدئة في حين تثمر تلك الظاهرة عن سبع خطايا يري الأهالي والمختصون أنها تريق الدماء.. وتقتل الوقت.. وتحرق الأعصاب.. وتهلك الطرق.. وتشعل الغضب.. وتنشر الاستهانة بالقانون.. والعجيب أنه في ظل الصمت الرسمي اتخذ البعض من مطبات الطرق "سبوبة" أقاموا حولها الأسواق العشوائية لتزداد فداحة الظاهرة سوءاً. إن التصدي لهذه الظاهرة المؤسفة يتطلب مواجهة حاسمة مع الفساد الذي يعشش في الصفوف الخلفية للبيروقراطية والانفتاح علي أفكار جديدة في العمل والحياة. يشهد طريق الزقازيقبنها الزراعي موجة من التعديات ببناء محلات ومخازن لتصبح أمراً واقعاً وإنشاء المطبات العشوائية التي تعتبر مصيدة للسيارات تؤدي لوقوع حوادث يدفع ثمنها الأبرياء. يقول محمد علي: طريق الزقازيق منيا القمح شهد إقامة أكشاك للباعة الجائلين وورش للسيارات ومخازن زحفت علي الطريق العام وسط صمت المسئولين بالإضافة إلي قيام الغالبية منهم بسرقة التيار الكهربائي بل وصل الأمر إلي قيام أحد الأشخاص بإقامة مخزن أمامه زاوية صغيرة أطلق عليها اسم مسجد لتخويف المسئولين في حالة الإزالة وتصوير المشهد علي أنه إزالة مسجد وتحولت المنطقة وكأنها "مولد" حول المطب. حسين متولي: طريق بلبيس منيا القمح بنها يربط العاشر من رمضان قلعة الصناعة ببلبيس ويمر عليه الآلاف من العاملين والقادمين من محافظاتالشرقية والمنوفية والغربية والدقهلية ودمياط وبالرغم من ذلك شهد أعمال بناء هو الآخر لمحلات وورش لتصليح السيارات مما يجعل الاختناق المروري يفوق اختناقات القاهرة والإسكندرية المرورية إلي جانب المطبات الصناعية المقامة بطريقة عشوائية أهلكت السيارات وتتسبب في وقوع الحوادث. يقول محمود حمدان: طريق منيا القمح بنها أمام القرية الجديدة قام بعض الأشخاص بإقامة محلات تجارية والتعدي علي أملاك الدولة وحرم الطريق والسكة اللحديد وسرقة التيار الكهربائي والسهر حتي ساعات متأخرة من الليل وإحداثهم حالة من الفوضي علي الطريق وأصبح حرم الطريق في قبضتهم فضلاً عن التشاجر مع المعترضين من أهالي القرية المارين علي الطريق والغريب أنه تم إزالة بعض صور التعديات والباقي مازال محلك سر في انتظار الدراسات الأمنية. يشير صفوت علي إلي قيام البعض من الأشخاص بإقامة مقاه في حرم الطريق وسرقة الكهرباء عيني عينك بطرق فجة أمام قرية المساعدة علي نفس الطريق ولم يجد المخالفين أي رادع قانوني.. هذا إلي جانب إقامة المعتدين مطبات عشوائية وقطع حواجز الكتل الخرسانية وكأن الطريق ملك خاص لهم. يؤكد سلامة محمد إن سوء حالة الرصف ومرور سيارات النقل ذات الحمولة الكبيرة تؤدي إلي هبوط الأسفلت والإضرار بالطريق هذا إلي جانب انتشار الغرف الخاصة بالمشروعات الخدمية المختلفة والتي تكون بمنسوب أعلي أو أدني من الطريق وتشكل هي الأخري خطراً مؤكداً علي الإضرار بالسيارات ووقوع حوادث. يشير علاء حسانين إلي قيام الأهالي بإلقاء القمامة علي الطرق والتي يتم إشعال النار فيها مما تنتج عنها أدخنة كثيفة تحجب رؤية قائدي السيارات. يقول السيد لاشين: طريق أبو كبير كفر صقر عليه تعديات صارخة حيث قام العشرات بالتسابق في إقامة محلات علي الطرق وورش للكاوتش والسيارات وسرقة التيار الكهربائي فضلاً عن المطبات العشوائية أمام "الفروشات" الخاصة بالبائعين في محاولة للفت انتباههم إلي الشراء. يشير حسن مهدي إلي إنشاء عدة محلات داخل مدينة ههيا بالطريق العام في حرم السكة الحديد بعد كسر أسوار السكة الحديد والغريب أنه تم توصيل مرافق لهذه المحلات والتي خلقت حالة من الزحام المروري داخل المدينة إلي جانب انشاء أفران توك توك تعمل بالغاز مما يشكل قنابل موقوتة علي الطرق تتطلب مراجعة هذه المخالفات التي ارتكبت بعد ثورة 25 يناير. يشير محمد حسن إلي أن إقامة الأسواق الأسبوعية علي الطرق الرئيسية كارثة أيضاً مثل سوق الاثنين في منيا القمح والسبت في ههيا والأربعاء في أبو كبير مما يؤدي إلي اختناق مروري وإلقاء الباعة مخلفاتهم علي الطريق. يقول محسن حمدان: طريق بلبيس مسطرد الزراعي يشهد تشوينات ضخمة لأخشاب مكامير الفحم مما جعل الطريق بدون حرم ناهيك عن أدخنة الأخشاب التي تحجب الرؤية علي الطريق. من جانبه أكد اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية أنه أمهل رؤساء المراكز والمدن والأحياء أسبوعاً لرفع جميع الإشغالات علي الطرق الرئيسية ومداخل المدن لفتح الطريق أمام حركة السيارات ولعبور المواطنين وإزالة جميع اللوحات الضوئية غير المرخصة.