الزمالك نال ما يستحقه هذا الموسم. وفاز بكأس مصر للمرة 25 في تاريخ البطولة والرابعة علي التوالي حتي باتت هذه البطولة الأقدم. شبه احتكار للقلعة البيضاء. وجميل أن يكون اللقب علي حساب الخصم الأعظم. النادي الأهلي الذي خطف درع الدوري من الزمالك.. فما كان من الزمالك إلا أن أذاقه "الكأس المر" في واحدة من أقوي نهائيات الكئوس بين الفريقين.. فاستحق الزمالك الفوز 3/1. وكان يمكن أن يخرج بفوز أكبر.. أما الأهلي فلا عزاء له لأنه لعب باستهانة كبيرة في هذا اللقاء. وكأن الكأس في القلعة الحمراء ولن تخرج منها. فكان التشكيل غريبا. وأداء اللاعبين عقيما.. وكنت أتصور أن يلعب مارتن يول بالتشكيل المعدل الذي لعب به أمام إنبي في الدور نصف النهائي.. إلا أن العواطف أعادت الخواجة إلي الوراء. فأشرك غالي وعاشور اللذين كانا سبب عقم الأداء أمام إنبي. ولم يستطع الأهلي الفوز إلا بعد خروجهما. وقد خرجا في مباراة الزمالك. ولكن بعد فوات الأوان حيث خرج غالي مطرودا. ولحق به مطرودا أيضا أحمد فتحي. أما عاشور "المظلوم دائما" فقد خرج بعد أن أنهكه حسام غالي.. وعندما حاول يول أن يعالج أخطاء تشكيله كانت الثلاثية قد اكتملت وحدث خلل كبير في وسط الملعب لم تفلح معه أي محاولة للإصلاح وإنقاذ الموقف. المهم أن الزمالك فاز عن جدارة واستحقاق بفضل نجمه الساحر أيمن حفني ومن بعده الداهية مصطفي فتحي.. فمهارة هذين اللاعبين لعبت الدور الرئيسي في الأهداف الثلاثة واستغلا ثلاث من أربع فرص لاحت للزمالك علي مدار المباراة حتي أن الهدف الأول الذي خطفه باسم مرسي كان من تمريرة ذكية جدا من الحاوي حفني. ومن حق لاعبي الزمالك أن يفرحوا بهذه البطولة بعد أن حزنوا كثيرا خلال الموسم المنتهي. وكان أكبر أحزانهم مع ضياع بطولة الدوري. إلا أنهم عادوا سريعا للأفراح مع مدربهم الجديد مؤمن سليمان الذي سيكون أمامه فرصة لبطولة جديدة أمام الأهلي أيضا في السوبر المصري الذي سيقام بالإمارات في أكتوبر المقبل. وإذا نجح في تحقيق السوبر سيكون مدربا سوبر بمعني الكلمة لأنه حقق للأبيض بطولتين في ثلاثة شهور.. إذا لم يركب عليه مدرب أجنبي خلال الأيام القليلة المقبلة ليطيح به في أول أزمة. وبعد هذا النهائي لا يوجد أسعد من رئيس الزمالك مرتضي منصور الذي أوجد لنفسه لقبا جديدا وهو انه أول رئيس لنادي الزمالك يفوز بكأس مصر ثلاث مرات.. والذي يغيظ به رئيس الزمالك السابق ممدوح عباس الذي فاز بكأس مصر مرة واحدة.. وهذه المقارنة لا نفهمها كثيرا.. لأنها لو طبقت في أي كيان رياضي آخر فسيكون حسن حمدي أعظم من صالح سليم في الأهلي وسمير زاهر أقوي وأجمد من محمد أحمد والدهشوري حرب في اتحاد الكرة.. فالشيء الذي يكتب لرئيس الزمالك ومجلس إدارته أن صنع فريق بطولات استطاع أن يفوز في الموسم الماضي بثنائية الدوري والكأس واحتفظ ببطولة الكأس هذا الموسم. وأمامه فرصة قوية للمنافسة علي كأس افريقيا للأندية الأبطال. وتقديم أكبر عدد من لاعبي هذا الفريق لخدمة المنتخب المصري. وفتح باب الاحتراف لبعض نجومه المميزين مثل محمد عبدالشافي وعمر جابر وكهربا.. كل هذا يحسب لمرتضي منصور ومجلس إدارته. وليس له وحده.. فكل التحية لهذا المجلس وللاعبين وأعضاء الأجهزة الفنية المتعددة التي صنعت هذا الفريق. أما الأهلي.. فإن علي مجلسه "المعين" أن يدرس مع الخواجة بجد وبصراحة أسباب خيبة الفريق في افريقيا وفي سباق الكأس الذي خرج منه بدرع المركز الثاني.