تحول اجتماع للجنة الاتصالات بمجلس النواب أمس في حضور وزير التموين الذي كان مخصصاً للاستماع للوزير حول ربط الالكترونيات بالسلع التموينية والتجارة الداخلية إلي تظاهرة مفاجئة تساند وزير التموين الدكتور خالد حنفي الذي يواجه خطر طرح الثقة واسقاطه من علي كرسي الوزارة استناداً إلي مسئوليته السياسية عن فساد منظومة القمح قبل أيام من مناقشة الاستجوابات التي تحمل أعلي مراتب الاتهام للحكومة وفي مقدمتها استجواب النائب مصطفي بكري. علم المحرر البرلماني أن وزير التموين يجري اتصالات هاتفية خاصة مع النواب لإنقاذ نفسه من مقصلة سقوطه بعد وصول التوقيعات بسحب الثقة منه إلي النصاب القانوني وأبدي المراقبون دهشتهم من تحول لجنة الاتصالات إلي بوق جديد لتمجيد وزير التموين. زاد من دهشة المراقبين هجوم البعض من النواب علي لجنة تقصي الحقائق المختصة بأزمة القمح وأبدوا سخريتهم من الإجراءات التي قامت بها اللجنة في مراحل كشفها عن الفساد في أزمة القمح وبدت علي الوزير علامات السعادة. جاء ذلك في الوقت الذي رفض فيه النائب عبدالحميد الشيخ الاتهامات الموجهة لوزير التموين من جانب لجنة تقصي الحقائق قائلاً: أنا علي يقين أنك لن تتستر علي فساد وهذا يكفيني. فأنت رجل فاهم وواعي ونشيط ومخلص في عملك. دافع النائب أحمد زيدان أمين السر بلجنة الاتصالات عن الدكتور خالد حنفي بعد الانتقادات الموجهة له قائلاً: انت علشان راجل ناجح هتقابلك عراقيل كتير. فالدولة بأكملها تحارب الفساد.. وقال صلاح عيسي: أول مرة أشوف وزير يشارك النواب في إدارة منظومة التموين وهذه بادرة طيبة يجب وضعها في الحسبان. دافع الدكتور خالد حنفي في كلمة له بلجنة الاتصالات عن نفسه بشأن الانتقادات الأخيرة قائلاً إنه حصل علي المركز الأول كوزارة تموين في استطلاع رأي رضاء المواطنين. خصوصاً فيما يتعلق بمنظومة التموين. قال الوزير: أنا مؤمن بالعلم تماماً ولا ينبغي أن يتقدم علي رأس المسئولية إلا من يؤمن به ويتعامل به.. مشدداً علي أن الفساد له وجهه الآخر وهو انك تكعبل واحد بيجري. أضاف "حنفي" خلال كلمته أنه سيتم عمل منظومة إلكترونية للسلع التي يصل قيمتها 38 ملياراً منها العيش والتموين ونهدف للسيطرة علي حركة تداول السلع في دخولها وخروجها من المصانع والتنبؤ بأي أزمات مبكراً في حالة نقص أي سلعة والقضاء علي أي شبهة إهدار مال عام. مؤكداً أن تلك المنظومة ستنتهي خلال عام. وحول أزمة القمح.. قال وزير التموين: إذا كان هناك سبب لوجود فساد في القمح فيرجع إلي وجود منظومة خاطئة من البداية.. لافتاً إلي أنه في عام 2014 تقدم بمذكرة لرئيس الوزراء لتغيير منظومة توريد القمح وكانت فكرته فصل مكون السعر عن مكون الدعم من خلال شراء الأقماح من المزارعين بالسعر العالمي ثم يتم دعمهم علي المساحة المنزرعة. وتابع: الآن ونحن نبني نظاماً جديداً لابد أن نجلس مع من أيدهم في الشغل وليس ممن لا يعرفون الشغل -في إشارة إلي لجنة تقصي حقائق توريد القمح الوهمي. أضاف "حنفي" خلال حديثه عن أهمية استخدام التكنولوجيا في استلام القمح موضحاً أنه كان يتم استلام 5 ملايين طن في شهرين من 3 ملايين مزارع. وكان في السابق يتم دخول البضائع خلال طريقة يدوية. وفي سياق آخر استعرض وزير التموين خطة الوزارة لتطوير منظومة التموين قائلاً: إن الوزارة تعاقدت مع شركة مايكروسوفت لعمل نظام الكتروني لربط جميع فروع المجتمعات الاستهلاكية والبقالين وفروع جمعيتي ومخازن شركات الجملة والمصانع والمنتجين والموردين بشركة إلكترونية موحدة وعمل باركود لجميع السلع التي يتم ضخها للمواطنين علي البطاقات التموينية.