لولا ان أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تمسكه به ورفض نداءات الجمهوريين لاقالته. ورفضه ان يكون كبش فداء لتفاقم الدين الأمريكي العام. كان يمكن ان يكون وزير الخزانة تيموثي جايتنر أول ضحايا الإعلان المفاجيء لوكالة ستاندارد اند بور الأمريكية عن خفض التقييم الائتماني للولايات المتحدة. أدي هذا الإعلان إلي هزة مالية عنيفة في الولاياتالمتحدة والعالم وأنهال الهجوم من جانب الجمهوريين علي جايتنر مطالبين بإقالته باعتباره المسئول عن أوضاع الاقتصاد الأمريكي ولو ادبيا علي الأقل. واتهمه قادتهم باساءة إدارة الاقتصاد الفيدرالي وبأنه تسبب للولايات المتحدة في كارثة أحاقت بها "يقصد خفض التقييم الائتماني". وكانت بعض التقارير قد تحدثت عن عزمه الاستقالة من منصبه في أعقاب التوصل إلي اتفاق زيادة سقف الدين مع الجمهوريين لأنه يشعر بالارهاق من كثرة المسئوليات الملقاة علي عاتقه وتدعمت الشائعات في أعقاب عودة أسرته إلي نيويورك حيث يدرس ابنه في إحدي جامعاتها. وما حدث انه لم يستقل ولم يقله أوباما. الأمل موجود وبعد ان رفض أوباما إقالة جايتنر الذي يكمل عامه الخمسين هذا الشهر. وقف جايتنر يدافع عن نفسه معلناً أنه سوف يبقي في منصبه ويؤكد ان أوضاع الاقتصاد الأمريكي ليست قاتمة إلي هذه الدرجة. أو ان هناك شعاعاً من الأمل في نهاية النفق الذي يظنه كثيرون مظلماً. وقال ان المجال متاح لتحقيق نمو اقتصادي علي المدي القصير.. وأضاف: "في جميع دول العالم وليس في بلادنا وحدها هناك فرص عديدة لتحقيق النمو الاقتصادي علي المدي القصير. وتعهد بالقيام بما يلزم لبلوغ هذا الهدف. وأكد في أكثر من حديث ان الولاياتالمتحدة لن تعجز يوماً عن الوفاء بالتزاماتها "يقصد فوائد سندات الخزانة وتسييلها". ويشعر البعض بالتعاطف مع جايتنر. فهم يرون انه يتعرض للوم بسبب مشاكل لم يصنعها. فهو علي سبيل المثال غير مسئول عن احتلال العراق وأفغانستان وما تبعهما من نفقات طائلة فاقمت عجز الميزانية. تكنوقراط ويري هؤلاء ان جايتنر شخصية تكنوقراطية لا ينتمي إلي أي حزب فقد بدأ العمل في وزارة الخزانة وهو في السابعة والعشرين من عمره. وعمل أيضاً في مجلس العلاقات الخارجية وصندوق النقد الدولي. وفي الثانية والأربعين تم اختياره رئيساً للاحتياطي الفيدرالي لولاية نيويورك. وفي عام 2008 اختاره باراك أوباما وزيراً للخزانة. وكان قدره ان يشرف علي برنامج للانعاش الاقتصادي تكلف تريليون ونصف تريليون دولار. ويذكر ان جايتنر عاش جزءاً كبيراً من سنوات طفولته خارج الولاياتالمتحدة بحكم تنقل أبيه المتخصص في الشئون الآسيوية لدي مؤسسة فورد الخيرية ووكالة التنمية الأمريكية. وقد تنقل بين زامبيا وزيمبابوي والهند. كما ورث عن أبيه الاهتمام بالشئون الآسيوية حيث حصل علي شهادة فيها من جامعة دارتموث ودرس اللغتين اليابانية والصينية.