المحاولة الحقيرة الفاشلة لاغتيال الدكتور علي جمعة مفتي الديار السابق.. لم تكن مفاجئة لنا لا من حيث اجرامها أو نوعها أو توقيتها.. كما لم نفاجأ ايضاً برد الفعل المزلزل للشيخ عقب نجاته من هذه المحاولة. * اجرامياً.. فهذه عادة الخوارج كلاب النار من الجماعة الارهابية وكل من خرجوا من تحت عباءتها بأسماء ما انزل الله بها من سلطان.. يختبئون هم أو ادواتهم الأجراء وراء جُدر أو بين الأشجار وينفذون جريمتهم في غياب تام عن العقل والدين الذي يتشدقون به كذباً وزوراً وبهتاناً. * ونوعياً.. انهم يختارون ضحيتهم من المشاهير الذين يناصبونهم العداء ويعرون افكهم وضلالهم للخلاص منه وبث الخوف في قلوب الغير وتلجيم الألسن.. ناسين أو متناسين ان العلماء ورثة الأنبياء لا يخافون في الله لومة لائم ولا كفر كافر بأنعم الله واوامره ونواهيه.. وقد تعود الارهابيون في مثل هذه الجرائم النوعية علي ان يضم الفريق المجرم قتلة تنفيذيين ومصوراً لتشيير الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت منابر اعلامية للارهاب والراعي الرسمي له.. وهو نفس ما حدث امس حيث تربص اربعة ارهابيين خلف اشجار ونخيل الحديقة الملاصقة لمسجد فاضل بمدينة 6 اكتوبر وانتظروا قدوم الشيخ علي جمعه من منزله الذي لا يبعد سوي 40 متراً عن المسجد وحاول ثلاثة منهم اغتياله في حين كان الرابع يصور مايجري ولكن الله سلم حيث تعاملت القوة الأمنية المرافقة للشيخ معهم ولم يصب سوي حارس واحد في قدمه وفر الجبناء هاربين. وتوقيتاً.. لضرب ثلاثة عصافير برصاصة واحدة : 1 - التغطية علي اغتيال ابنهم "ابو دعاء الأنصاري" زعيم تنظيم انصار بيت المقدس في هجوم كاسح ودقيق بالعريش نفذته قوات مكافحة الارهاب والطيران الحربي ثأراً لشهدائنا الأبرار.. فسقط هذا الكلب "نافقاً" ومعه 45 كلباً آخر من اتباعه بينهم عدد من أهم مساعديه.. وهي ضربة موجعة بحق للجماعة الارهابية واتباعها. 2- تحويل فرحة شعب مصر بقناة السويس الجديدة الي حزن وغم قبل يوم واحد من الذكري الأولي لافتتاحها اليوم والذي من المقرر ان يفتتح فيه الرئيس السيسي عدداً من المشروعات العملاقة الجديدة شرق القناة اهمها مدينة الاسماعيلية الجديدة وانفاق تحت القناة تربط سيناء بالدلتا. 3 - قطع لسان شرس في الحق حاد علي الباطل.. لسان عالم شهير اغتياله يكون مدوياً ونصراً كبيراً للارهابية واذنابها.. وفي نفس الوقت يظهرون الأمن المصري بأنه ضعيف ولا يستطيع حماية كبار الشخصيات. لقد طاشت رصاصات الغدر والقذارة.. ولم تصب أي عصفور من العصافير الثلاثة والحمد لله.. فشلوا كعادتهم التي جُبلوا عليها سواء في التغطية علي "نفوق" زعيم تنظيمهم الارهابي. وستكون فرحتنا اليوم فرحتين: فرحة بذكري افتتاح قناة السويس الجديدة وافتتاح مشروعاتها العملاقة وفرحة بنجاة العالم الجليل علي جمعة.. تري.. هل سيبادرون هذه المرة بتبني خيبتهم وفشلهم..؟؟ قلت في بداية المقال اننا لم نفاجأ ايضاً برد الفعل المزلزل للشيخ عقب محاولة اغتياله الفاشلة.. نعم.. فقد دخل المسجد بثبات وثقة في الله والنفس.. ولأنه لم يكن خطيب الجمعة امس فقد استأذن من الخطيب الأصلي والقي هو الخطبة وطمأن فيها المصلين علي سلامته واقام الصلاة كما هو معتاد.. واكد بعد انتهاء الصلاة اننا تعودنا من الخوارج كلاب النار مثل هذه الأحداث الصبيانية والحمد لله لم تمنعنا تلك الخزعبلات من اداء شعيرة الجمعة فخطبنا واقمنا الصلاة لأن منهجنا هو عمارة المسجد والكون وليس خراب الدنيا والآخرة وعقيدتنا هي التعمير لا التكفير والتدمير.. والله غالب علي امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.. ثم اعلن في لقاء مع قناة "سي بي سي اكسترا" التي غطت الحدث بحرفية ومهارة انه لن يتواني عن محاربة الارهابيين حتي يموت.. وانه ابتداء من اليوم سيبدأ في طبع كتبه التي تُعري بالأدلة ضحالة فكر هؤلاء الخوارج الذي يحاولون طمسه ولن يستطيعوا. سلمت من كل سوء فضيلة العالم الجليل.. حفظك المولي من غدر الغادرين.. نعم: سيهزم الجمع ويولون الدبر.. ونعم ايضاً: والله غالب علي امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.