في غمرة التحقيقات والمحاكمات التي تجري مع رموز النظام السابق بتهمة الفساد والتربح واستغلال النفوذ في الإثراء غير المشروع تتم محاولات تصفية حسابات يروح ضحيتها بعض صغار المسئولين الذين كانوا يتلقون أوامر شفهية أو غير شفهية من كبار المسئولين آنذاك. بعض صغار المسئولين هؤلاء وقفوا ضد محاولات خرق القوانين والنظم من جانب من كانوا يريدون استغلال عمليات النهب والاستيلاء بغير حق علي أراضي الدولة. وأصبحت في حلوقهم غصة. فانتهزوا هوجة الحديث عن الفساد وقدموا بلاغات مغرضة باتهامات لصغار المسئولين بقصد الانتقام منهم. وبالفعل يتم استدعاؤهم للتحقيق.. ولأن قضاءنا عادل.. وقضاتنا لا يأخذون الناس بالشبهات فسرعان ما يتم صرف من تم التحقيق معهم من جهاز الكسب غير المشروع. ولولا أن بعض هؤلاء الذين استعدوا للتحقيق كانوا يحتفظون بالمستندات التي تبرئ ساحتهم لوقعوا ضحية لأحقاد من أبلغوا عنهم.. ورغم ذلك يكفي الألم النفسي والتوتر العصبي الذي يشعر به هؤلاء الأبرياء من مجرد استدعائهم للمسثول أمام جهات التحقيق. هناك حالة استنفار غريبة ساعدت عليها أجواء غير صحية مستغلة الفوضي التي تمارس تحت اسم الحرية.. الكل يضرب في الكل.. والكل يتهم الكل.. هذا ثوري وذاك من الفلول.. وهذا يجب أن يزاح من مكانه لأن الآخر أولي به منه.. هذا كان من شلة فلان ولا يجب أن يبقي قريبا من علان. لماذا نكره بعضنا بعضنا لهذه الدرجة؟! هل هذه الظاهرة غير السوية موجودة في شعوب أخري؟! وإذا كانت موجودة فلا أظن أنها تصل إلي هذه الدرجة من الاحتقان والغل الكامن في النفوس. كثر الحديث.. ليس في هذه الأيام فقط.. وإنما من عشرات السنين عن المبيدات المسرطنة.. ولم يسلم منها أي وزير زراعة ابتداء من الدكتور يوسف والي ثم أحمد الليثي.. ثم أمين أباظة.. ثم أبوحديد.. والله أعلم هل يسلم من هذه التهمة الوزير الحالي أم لا؟! ورغم الاتهامات لهذه السلسلة من الوزراء لم يستطع أحد أن يثبت بطريقة علمية حتي الآن أن هناك مبيدات مسرطنة. هل تزايد مرضي السرطان في مصر وراءه ما يسمي بالمبيدات المسرطنة؟! وماذا عن مرضي السكر. ومرضي الربو الشعبي. وفيرس سي. وهشاشة العظام. والروماتيزم والروماتويد. وخشونة المفاصل. واللمباجو. وسلسلة الأمراض الطويلة المنتشرة في مصر؟! هل هذه كلها وراءها ما يسمي بالمبيدات المسرطنة؟! سؤال: هل يعقل أن يكون هناك مصري حتي ولو كان ملحدا أو كان منعدم الأخلاق يوافق علي استيراد مبيدات مسرطنة؟! أعتقد أن هذه الاتهام جزافي غرضه مجرد التشهير بالبعض وسط زفة الاتهامات المتبادلة الآن. نريد لجنة علمية علي أعلي مستوي. ومكونة من علماء أفاضل لا يقل عددهم عن عشرة أو 12 عالما يحسمون لنا موضوع المبيدات المسرطنة.. وعند إذاعة نتائج أبحاثها لكل حادث حديث. لابد أن يراجع كل منا نفسه ويسألها: هل هو صادق في أقواله وأفعاله؟! ثم يجيب عن نفسه وبنفسه وفقاً لما يرتضيه ضميره إذا كان هناك ضمير.