منذ أن أعلنت وزارة الأوقاف بيانها الذي أشارت فيه إلي فكرة تعميم خطبة الجمعة مكتوبة وذلك من أجل الحفاظ علي هيبة المنبر وحمايته والأئمة والدعاة في تخبط فخرجت أصواتهم بين مؤيد ورافض لهذا الاقتراح فالمؤيدون يرون أنه في الصالح العامپويحدد وقت الخطبة وتناول الخطباء لموضوع واحد والبعد عن إثارة أي قضايا علي المنبر بينما يراه البعض الآخر إهانة للإمامة وتحويلهم إلي حناجر بلا عقول ويقتل فيهم الإبداع.. لذلك دشنت مجموعة من الأئمة خاصة في محافظة الشرقية حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمناهضة القرار تحت هاشتاج "لا للخطبة المكتوبة".. كما أجري عدد من الأئمة استطلاعاً علي صفحة "صوت الأئمة" علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أسفرت عن تصويت 167 إماماً وخطيباً علي رفض القرار. بينما صوَّت 4 لتأييد الخطبة المكتوبة. من جهتها شكلت وزارة الأوقاف لجنة علمية لإعداد وصياغة موضوعات خطب الجمعة بما يتوافق مع روح العصر من قضايا إيمانية وأخلاقية وإنسانية وحياتية مع الاستمرار في توحيدها وتعميمها مكتوبة.. وقالت الوزارة إن هذا الاقتراح ليس له أي اتجاه سياسي لكن كل ما في الأمر أن بعض الخطباء لا يملكون أنفسهم علي المنبر سواء بالإطالة التي تخالف سنة النبي "صلي الله عليه وسلم" أو بالخروج عن الموضوع إلي موضوعات أو جزئيات متناثرة لا علاقة لها بالخطبة بما يربك المصلين ويشتت ذهنهم. كما أن الخطيب أحيانا يتحدث في أمور سياسية أو حزبية لا علاقة لها بمضمون خطبة الجمعة.. لذلك فإن هذا القرار لو تم تطبيقه سوف يكون من باب التيسير والضبط وتحقيق الرسالة التي تهدف إليها خطبة الجمعة. يري الشيخ خالد أبوعيد الهاشمي القيادي الدعوي والنقابي بالصعيد أن لكل عصر ثقافته التي تتطور بتطور العصر والإسلام لا يعارض التطور بل يدعو إليه طالما أن هذا التطور وتلك الثقافة لا يمسان أساس الدين والدعوة والقائمين عليها من الأئمة.. والخطباء إذا أرادوا نجاح دعوتهم والتأثير في المجتمع عليهم مراعاة مقتضي الحال للمصلين أو السامعين والتطوير من أنفسهم ليواكبوا تطورات العصر لذلك نتساءل هل من الأفضل أن تكون خطبة الجمعة مرتجلة لتكون أصدق لهجة أم مكتوبة لتكون أكثر دقة؟.. وفي رأيي أن هذا الأمر يرجع إلي اختلاف القدرات والمهارات من خطيب لآخر فمن المعلوم أن هناك من الخطباء من يكون الارتجال معهم أفضل وذلك لما يمتلكونه من موهبة وعلم في الخطابة واستمالة المستمعين وغير ذلك من الأدوات التي يتأثر بها السامع وهناك أيضاً من الخطباء من تكون الخطبة المكتوبة معهم أفضل وذلك ليس تقليلا من شأنهم أو تشكيكا في موهبتهم وعلمهم وقدرتهم بل حفاظاً عليهم لأنهم قد لا يتمالكون أنفسهم فوق المنابر فيخرجون عن وحدة الموضوع فيشتت السامع ويتسبب في أمور تكون عكس ما يريد. أكد الهاشمي علي أن خطبة الجمعة ليست مجالا للاستعراض فهي أمانة تستوجب من جميع الدعاة الحفاظ عليها لأنها الشعيرة التي تجمع المسلمين كل أسبوع فالمستمع متعطش أن يسمع من شيخ المسجد ما يفيده في دينه ودنياه ولديه الثقة في الداعية الأزهري من نشر تعاليم الدين الصحيح وفي النهاية ليست المشكلة في أداء الخطبة ارتجالا أو مكتوبة وإنما في المضمون وكم المعلومات التي يعرضها الخطيب والتي ينبغي أن تكون متجددة ومحافظة علي ثوابت الدين وحتي يبتعد عن الابتداع ويحرص علي الإبداع لأن المستمع بحاجة إلي خطاب مستنير ومؤثر يحرك مشاعر الناس لتعم الفائدة وتصل الرسالة التي من أجلها تحملنا هذه الأمانة العظيمة والتي سنسأل عنها يوم القيامة وصدق الله إذ يقول مخاطباً الحبيب صلي الله عليه وسلم "ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة". تسرع في غير أوانه يقول الشيخ زكريا الخطيب وكيل وزارة الأوقاف بالشرقية أن الأمر مازال قيد الدراسة في الوزارة وأنپحالة الغضب التي أعرب عنها بعض الأئمة والخطباء بالمحافظة في غير أوانها وأنهم تسرعوا قبل أن يعلموا ملابسات الأمر لافتا إلي أن وزير الاوقاف عندما يشرع هذه الفكرة إنما يدل علي أن هناك بعض الأخطاء الجسيمة مثل إطالة الخطبة والشرود عن موضوعها كما أن الأئمة مكلفين بإلقاء الدروس والقافلة ويترك لهم المجال يتحدث مع جمهور مسجده بما يلائم أهل القرية والمكان وليست خطبة الجمعة هي الوحيدة التي تلقي ولكن هناك دروس يترك له فيها الاجتهاد مع جمهوره كيف يشاء ويجب علي المعترضين علي هذا المقترح ألا يتعدوا حدود الأدب وأن يكون النقاش موضوعيا لا يتسبب في إثارة البلبلة والفتنة. أضاف الخطيب أن الإمام الممتاز لا يزيد علي الموضوع والفكرة المراد تطبيقها ليست حكم قراقوش فتقامپعلي مستوي الجمهورية ما يزيد علي 120 ألف خطبة جمعة كما أن المراد بذلك تقنين الوقت وعدم الشرود عن الموضوع وأن يبدأ بعنوان ولا ينتهي بعناوين تشرد السامعين. أكد الشيخ محمد العريني وكيل مديرية الأوقاف أن القيادة الدينية المتمثلة في وزير الأوقاف تعي تماما أبعاد توحيد الخطبة الدينية حيث إن هذه الخطبة إنما هي ثمار علماء يجتهدون في وضع الأنسب والأصلح زمانا ومكانا وعلي الإمام أن يبدع في موضوعاته في القوافل الدعوية والدروس الدينية وجميع اللقاءات الأخري والداعية عليه أن يتحري الدقة في كل هذه الموضوعات. أشار الشيخ محيي شتله المشرف العام علي الدعوة إلي أن المشكلة تتمثل في شرود بعض الأئمة واستخدام المنبر وخاصة في خطبة الجمعة لأغراض شخصية تتسبب في إثارة الفتن بين العائلات والأسر وتعتبر بمثابة منبر للهجوم علي الغير في نظر الإمام مما يجعل المنبر ليس دعويا ولكنه منبر للسب والقذف والتلميح في بعض الأحيان بالتصريح. يضعف قدرات الإمام تحفظ "أ. ع. م" من الأئمة بعد رفض ذكر اسمه علي القرار مؤكدا أنه يساوي بين الأئمة وبالتالي لا يوجد أي تميز بين خطيب وآخر كما أنه سيضعف قدرات الإمام المتميز مع مرور الوقت لأنه لن يشغل نفسه بالاطلاع لإلقاء خطبة جيدة طالما أنها جاهزة علي الورق مشيرا إلي أن حياتنا أصبحت "ديلفري" في كل شيء حتي خطبة الجمعة التي سوف تصل للأئمة حتي بيوتهم. قال إن العادات والتقاليد تختلف في مصر من محافظة لأخري ولا يجب أن يتم فرض خطبة لا تراعي ظروف كل محافظة فرسول الله صلي الله عليه وسلم قال "خاطبوا الناس علي قدر عقولهم" وليس من المقبول أن يخاطب الإمام كل الناس في كل مكان بنفس القول والموضوع والعظة فما يتلاءم مع مكان لا يتناسب مع الآخر. قرار مجحف أكد مصدر بوزارة الأوقاف رفض أيضا ذكر اسمه أن هذا القرار مجحف وتساءل أين دور الأزهر في هذا الموضوع؟.. فالدستور يمنح الأزهر سلطة إبداء رأيه في أي قضية دينية لأنه هو المسئول الأول عن كل ما يتعلق بالأمور الدينية في مصر.. فهل تم أخذ رأي الأزهر في ذلك ولماذا لم يتم التصويت عليه في مجلس النواب وما موقف الدكتور أسامة العبدرئيس اللجنة الدينية من هذه القضية؟. قال إنه كان من المفترض أن يتم مناقشة هذا الاقتراح والتصويت عليه في البرلمان قبل أن يتم تطبيقه علي أرض الواقع لأنه يتعارض مع تجديد الخطاب الديني الذي دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي.