عقب الجولة المكوكية التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو" لأربع دول من دول حوض النيل. وعلي وجه الخصوص في ظل التوتر الذي يشهده ملف "سد النهضة" بين مصر ودول حوض النيل كان هناك تساؤل. هل الهدف من الزيارة تقديم دعم إسرائيلي لدول حوض النيل والضغط بهذه الورقة علي مصر. وما هي التحركات التي يجب علي مصر أن تقوم بها في الوقت الراهن خاصة وأن إسرائيل باتت تتبع سياسة إستراتيجية جديدة بأفريقيا. كد الخبراء الاستراتيجيون أن إسرائيل تريد أن يكون لها مكان في أفريقيا لأنها تعلم تماماً أهمية الدول الأفريقية بالنسبة لها وبالنسبة لمصر. وإذا استطاعت إسرائيل أن تتحكم وتتوغل يمكنها الضغط علي مصر. وخاصة المحور المائي والأمن المائي لمصر وعلي مصر أن تدرك هذا الخطر الإسرائيلي الذي أستطاع أن يجد له موطن قدم بأفريقيا حينما رفعت مصر يدها علي أفريقيا وتركتها للآخرين. ولكن يمكن لمصر العودة مرة أخري لأفريقيا معتمدة علي العلاقات القديمة مع أفريقيا وتنميتها. وإرسال بعثات طبية وفنية وهندسية. وفتح مكاتب تجارية بها وتقديم معونات إقتصادية حتي بالرغم من الظروف الإقتصادية السيئة التي نمر بها. ولكن الأمن القومي المصري هو الأهم ولابد أن ندفع ثمن حمايته. * يقول د. أحمد عزالدين "خبير في الشئون الإستراتيجية": الأسباب المعلنة لزيارة "نتنياهو" الإفريقية بسبب مرور 40 عاماً علي الطائرة الإسرائيلية في "عنتيبي" ووفاة شقيق "نتنياهو" وبالطبع هو مبرر غير صحيح. من 20 عاماً مضت كان نتنياهو رئيس وزراء لإسرائيل ولم يفكر بهذه الزيارة لهذه المناسبة لماذا قام بها الآن. وهنا يأتي السؤال الأهم. هل لإسرائيل مصلحة إستراتيجية لتعيق دور مصر في أفريقيا؟! والإجابة.. بالتأكيد نعم. أن تحرك إسرائيل داخل القارة موجهة ضد المصالح الإستراتيجية لمصر. ومصر تدرك ذلك وعلي علم بأهداف الجانب الإسرائيلي. * أضاف: وبالرغم من المكاسب الإسرائيلية. إلا أن الإتحاد الأفريقي رفض إستقبال "نتنياهو" لأن القانون الداخلي للإتحاد يمنع إنضمام دولة تحتل دولة أخري بالإتحاد. ونحن نعلم أن إسرائيل لها أطماع بمياه النيل في أفريقيا. وينبغي إدراك الخطر وفهمه جيدا. ومن خلال 30 عاماً مضت من الحكم الأسبق. غاب تماما الدور المصري بأفريقيا ومصر الآن تحصد سياسة أفريقية خاطئة للحكم الأسبق. * مصر في وضع سياسي غير جيد. وتهديدات في جنوب السودان. وتاريخ مصر في افريقيا مجيد وبه العديد من المساعدات لكل دول القارة الافريقية وأقوي من الأهداف الإسرائيلية الخفية والمعلنة ويجب أن نعرف أن تغيير الإتجاه والعودة مرة أخري لأفريقيا لا يحدث في لحظة. ونستوعب جيدا الهدف من الصفقات الإسرائيلية التي قامت بها مع الدول الأفريقية. جميعها لها طابع عسكري. علي سبيل المثال "إرتيريا" فهناك قاعدة إسرائيلية ثابتة مقابل صفقة بمليار دولار. "محو التسليح" هو الهدف الأساسي بجانب التنمية الزراعية والمائية. ومصر لديها القدرة علي المنافسة. لأنها تملك الأساس القديم في أفريقيا وتستطيع أن تستكمل البناء مرة أخري. * اللواء نبيل فؤاد "أستاذ العلوم الإستراتيجية" قال: من المتعارف عليه أن أفريقيا هي "الفناء الخلفي لمصر ولها مصالح كثيرة مع الدول الأفريقية وإمتدادات كثيرة هنا وهناك. البحر الأحمر وإمتداده حتي باب المندب. ونهر النيل وإرتباطه بعدة دول أفريقية. والتجارة مع دول أفريقية. * أضاف: أفريقيا مهمة بالنسبة لمصر ولا يجب التفريط فيها أو تركها للآخرين. يكفي ما ضاع علي مصر منذ أن تركت يدها عن أفريقيا والآن هي تحاول أن تعود مرة أخري وإسرائيل تحاول أن تملأ هذا الفراغ المصري بأفريقيا. لأن أفريقيا سوق تجاري ضخم للمواد الخام وتجارة الألماس واليورانيوم. ولا يوجد أي مبرر لأي تحرك عسكري ولكن الهدف هو البحث عن موطأ قدم في أفريقيا. * ويجب أن نعلم تماما أن الأمن القومي المصري له ثمن ويجب أن ندفعه حتي لو الظروف الإقتصادية لا تسمح. والعودة مرة أخري لفترة الستينيات حينما كانت مصر تدعم الدول الأفريقية وهناك طرق كثيرة إقتصادية وبعثات للأطباء بأعداد كبيرة. ومكاتب تجارية مفتوحة بالدول الأفريقية. وتقديم المعونات أيضا فمصر حينما رفعت يدها من أفريقيا دخل الآخرين. * اللواء حمدي بخيت "الخبير العسكري والإستراتيجي" قال: بدون شك الزيارات الإسرائيلية لدول حوض النيل في الآونة الأخيرة كنوع من الضغط علي المصالح المصرية بالدول الأفريقية وعلي وجه الخصوص المحور المائي والأمن المائي لمصر في نفس الوقت لا يستطيع أحد أن يمنع إسرائيل من القيام بهذه الزيارات. لذلك علي الجانب المصري أن يتحرك مسرعاً لمواجهة هذه التصرفات. علي أن تكون تحركات دبلوماسية بالدرجة الأولي. والعمل علي تحسين العلاقات المصرية بالدول الأفريقية. * أضاف: مخطئ من يعتقد أن هذ الملف يتم حله عسكرياً هذا مرفوض شكلاً وموضوعاً. فأين هي الأسباب التي تجعلنا نقدم علي مثل هذا الأمر. دولة تقوم بعدد من الزيارات لبعض الدول وبالتأكيد كل زيارة لها أبعاد معلن وآخر خفي لذلك لابد من فتح علاقات قوية مع الدول الأفريقية وتأسيس لمصالح مشتركة بين مصر وبين هذه الدول.