لست أدري.. كيف سمحت أسرة "ماسبيرو" لشاشة رمضان بعرض كل هذا الكم من الأعمال الدرامية وبرامج "المقالب" الهايفة.. الهابطة.. السطحية.. الساذجة.. المملة.. بنت الكلب.. حشيشت أحلي خلطة.. ومفردات أقل ما توصف به بأنها دون الحد الأدني من المستوي الأخلاقي.. بعيدة عن القيم المصرية.. دراما وبرامج تتحدث معظمها عن القتل والعلاقة بين الضابط والمجرم.. والجن والعفاريت والتحرش والعنف والدم والبلطجة والدعارة. وكأن حياتنا في مصر بلا قانون بينما السائد هو قانون الغابة والإنفلات واضح تماما في الكثير من الأعمال التي تشابهت أغلبها في موضوعاتها وديكوراتها ومناظرها ومعاركها ومطارداتها. حتي الاعلانات المصاحبة لعرض المسلسلات أفسدت متعة المشاهدة لكثرتها وسذاجة تنفيذها مما يشتت فكر المتلقي وتعمل علي تفكك العمل من مضمونه! خسارة كبيرة أن نترك الدراما المصرية الأصيلة.. العريقة.. بهذا الشكل ولا نعمل علي انقاذها من عثرتها.. ولا ننسي أنها الفن الوحيد الباقي علي قيد الحياة بعد تراجع كل الفنون الأخري وأهمها السينما والمسرح. لقد انتهي الماراثون الدرامي الرمضاني بسلبياته.. وسلبياته.. لأنني لم أشعر بايجابيات وكان لابد من وقفة ضد أهم الظواهر التي طرأت علي صناعة فن الدراما.. خاصة وان الدراما هي - في الحقيقة - وكما ذكرت الكاتبة والناقدة الكبيرة "خيرية البشلاوي" قضية أمن قومي وسلاح مهم في يد الدولة للتقدم وبناء الانسان والمجتمع علي السواء. والسؤال الذي أبحث له عن اجابة: متي نتخلص من الفساد والمفسدين في ماسبيرو الذين يقدمون فوضي "دراما وبرامج رمضان" وتحل مكانها الأعمال التي تناقش قضايا المجتمع المصري الحقيقية وتحترم آدمية المشاهد وعقله ووقته. باختصار.. نريد أعمالا تليق باسم مصر وشعبها صاحب الأصالة والشهامة والرجولة والعادات والقيم النبيلة والمبائ.. أعمالاً تشارك بفاعلية في مرحلة البناء التي نعيشها وتساهم حقيقة في تشكيل الوعي وغرس روح الانتماء والتفاعل مع قضايا المجتمع المختلفة.. خاصة وسط الظروف التي نمر بها الآن.. دراما تقدم النماذج المشرفة للمرأة المصرية وللعامل المصري.. وتقديم القدوة في كل المجالات.. وتسليط الضوء علي الايجابيات التي يصعب حصرها الآن ومنذ ثورة يناير التي هزت العالم.. فللأسف.. علي الرغم من اننا نعيش العام الخامس لهذه الثورة لم نجد ما يعكس في الدراما. وياليت النقابات الفنية الثلاث "السينمائية - التمثيلية - الموسيقية" تشارك في تصحيح صورة الدراما.. هذا المنتج الفني المصري الهام.. حفاظا علي هويتنا الفنية خاصة وأن أعضاء هذه النقابات يشاركون في صنع هذا المنتج. إلحقونا.. نحن الآن في حاجة ماسة الي من يعيد الدراما المصرية.. من جديد الي بر الأمان.. وسابق مجدها!