عمرو الشيخ شاعر مصري. ولد بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة عام 1971. حصل علي ليسانس الآداب قسم اللغة العربية من جامعة الإسكندرية عام 1995.يعمل مدرسًا.صدر له ثلاث مجموعات شعرية هي قصائد تسعي وأخري تصل عام 2011 عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.والمملوك عام 2013 عن الهيئة العامة لقصور الثقافة أيضًا والمقامات عام 2015 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب . مؤخرا أصدر مجموعته الشعرية الرابعة بعنوان أساطير الآخرين عن دار الأدهم للنشر. يتكون الديوان من 130 صفحة.ويضم 28 قصيدة ذات أشكال شعرية مختلفة كتبت جميعها خلال أعوام قليلة مضت . التفاصيلُ حشودى ولصوصى تسرقُ الأحلامَ مِنَّا في نزيفي ما توقَّف الشاعر يخبرنا بأن التفاصيل اليومية والحياتية تستنزف الطاقات. وتضيّع الأوقات كلما تكلمنا عنها وشغلنا بها لأنها لا تخلو من الحكي عن اللصوص الذين مازالوا يسرقون أحلام وطموحات الناس. فالفعل المضارع يسرق وظّفه الشاعر ببراعة عندما قال تسرق الأحلام حيث يدل علي استمرارية وقوع الحدث وهو سرقة الأحلام. أيضًا في ظني أن توظيف الفعل المضارع أشمل وأبلغ وأدق من الفعل الماضي سرق للسبب الذي ذكرناه . لا تنتظري موسيقي / أو شعرًا / أو لوحاتي .. لنْ تنصفكِ أيُّ فنون هنا ألمح حوارًا شعريًا منفتحًا علي عوالم مختلفة.أصفه بالدرامية إن جاز هذا التعبير.فالفنون الثلاثة التي أوردها الشاعر رغم ما بها من جمال وإبداع لن تعطي للمتحدث عنها حقها.وقدرها الذي تستحقه.كما أن دخول لا الناهية علي الفعل في قوله لا تنتظري له مدلول جمالي رائع يدل علي استحالة أن تكون هذه الفنون منصفة لهذا المحبوب صاحب المكانة الرفيعة.والمزايا السامقة رغم ما تحمله تلك الفنون من جماليات.وما تتركه من معان سامية في نفس الإنسان . يا سيدةَ الوقتِ المنفي مازالَ ببابكِ منتظرًا وقتي الآتي يقول عباس محمود العقاد في كتابه اللغة الشاعرة إن الشاعر البليغ هو الذي تعرفه من كلامه وهذا القول ينطبق علي عمرو الشيخ.فلغته شاعرة وشعرية.إنها ذات جرس داخلي وخارجي واضح. يهدف إلي ترسيخ الإيقاع في أذن المتلقي أو القارئ.فضلا من أنني لا أشعر بتنافر بين حروف الكلمات والجمل داخل النص.بل ثمة تقارب جلي وملموس . ها هو القلبُ وهبتُ هلْ تراهُ القلبُ كافي ؟ يحلق بنا الشاعر. ويتجاوز بلغته السهلة العادي والمألوف.فالقلب هو أغلي ما يمتلكه.وهو علي أتم استعداد لأن يهبه لمن يحب.بل ويراه ليس بكفء.وغير كافي . د.هيثم الخواجة يقول إن وظيفة الصورة هي التقاط جماليات مؤثرة وأعتقد أن عمرو الشيخ بارع في هذا الأمر فهو يعلم ماذا يريد.حيث يبتعد عن الحكائية المفرطة.ولا يلهث وراء الألفاظ المقعرة.ولا يهمل التكثيف.والبناء عنده محكم. وجوهر الصياغة لا يتعارض مع الذات الشاعرة.ولا مع ما يجول بداخلها من أفكار . علِّقوني كيفَ شئتم واذبحوني كُلَّ حيني لنْ أموت صور هذا الشاعر طازجة.ومدهشة.ومختلفة.وتعبيراته المنتقاة سوف تجعل العلاقة بين الشعر والمتلقي باقية.وغير منقطعة.هنا حالة تسيطر علي الشاعر الرافض لكل ألوان الظلم.والفساد.والاضطهاد.والفوضي.والتهميش.حيث يخاطب في ثقة وبلا تردد من بيدهم مقاليد الأمور فمهما اختلفت أساليب تعذيبهم له ومهما بلغت الدموية والوحشية مداها فلن ينحني.ولن يموت.ولن يتخلي عن موقفه تجاه العملاء.والخائنين.وبائعي الوطن.إنه يذكِّرني بقول أمل دنقل معلقى أنا علي مشانقِ الصَّباحِ / وجبهتي بالموتِ محنيَّة / لأنَّني لمْ أحنها حيَّة . لماذا تخافينَ أن تحلمي أخبريني ؟ من أقوال صلاح عبدالصبور إن القصيدة ليست مجرد مجموعة من الخواطر.أو الصور.أو المعلومات.ولكنها بناء متدامج الأجزاء منظم تنظيمًا صارما وهذا ما يعيه عمرو الشيخ ويسطِّره في قصائده التي يقدِّسها..ولِمَ لا !! إنه الملهم.والمغامر.والفلسفي.والنحات.والمصور المحترف الذي لا يثبت علي حال.ولا يخضع لأحد.ولا يلتئم مع نظام . من حيثُ الكوثرِ جئتكِ كي أغسلَ قلبكِ مِنْ أثرِ النَّهشِ كي أنقذَ كُلَّ فراشاتي خجلي بفؤادكِ لقد جاء الشاعر ليغسل عاشقه من الأدران.ومن آثار الهزائم والكوارث المتلاحقة التي تحاصره.فهو المنقذ للفراشات الخجلي التي تسكن الفؤاد . من هنا وعبر هذه التجربة الممتلئة بالعديد من القراءات أري أن شعر عمرو الشيخ اكتمل ونضج.وأصبح له عالمه.وصوته.وخصوصيته.ولغته المتفردة التي تشبهه هو.وأنا أثق أنه قادر علي تحقيق المزيد.وعلي تخطِّي الكثير من العقبات.فطموحاته الكبيرة.وإحساسه بحجم موهبته وشاعريته الطاغية.ودأبه.وإخلاصه عوامل سوف تمنحه تجليات أخري لها بصمتها. وتأثيرها في شعرنا المعاصر .