يسافر المسلم إلي الدول الأجنبية للدراسة أو العمل ويعود بتجربة غنية تظل في ذاكرته. يروي د. محمود بازرعة أستاذ التسويق وإدارة الأعمال وعميد كلية التجارة جامعة القاهرة الأسبق تجربته عندما قضي الشهر الكريم في الولاياتالمتحدةالأمريكية في ولاية "إلينوي" عام 1965 حيث سافر للدراسة والحصول علي درجتي الماجستير والدكتوراه في علم إدارة الأعمال. يقول: قضيت في الغربة 5 سنوات متتالية.. وكانت المرة الأولي التي أبعد فيها عن أسرتي وعن العزومات وتجمعات الأهل والأصدقاء بعد الافطار وحفلات السمر التي تحلو حتي أذان الفجر.. فلم أجد هناك أحداً أشاركه الافطار طوال أيام الشهر الكريم لأن الوافدين من المسلمين كانوا قلة ولم يكن يوجد في ذلك الوقت أي تواجد أو تجمعات للجاليات المسلمة أو العربية. كما هي الآن. يضيف ان الأمر تغير في السنوات التالية حيث حضرت زوجته للإقامة معه وكانت تبذل قصاري جهدها لإضفاء الأجواء الرمضانية في الغربة.. فكانت تصر علي أن نصلي معاً صلاة الجماعة. سواء المغرب أو العشاء والتراويح والتهجد والفجر.. في حين كان يصلي الظهر والعصر داخل الجامعة حيث كانت إدارة الجامعة تخصص مكاناً داخل المكتبة لإقامة الصلاة لأي مسلم يدرس بها. يتذكر ان شهر رمضان الذي جاء في السنة الأخيرة لدراسته بأمريكا تزايد فيه عدد الوافدين من طلبة الدراسات العليا من المسلمين سواء العرب أو الهنود والباكستانيين وكنا نتجمع في صلاة الجمعة لنصليها معاً داخل الجامعة حيث كان يوماً دراسياً.. وكذلك صلاة عيد الفطر حيث كنا نخرج في تجمعات بالمتنزهات العامة للإحساس بجو العيد ونشاهد فرحة الأطفال والبهجة علي وجوههم عند توزيع الهدايا عليهم. يقول الأمريكان والدارسين بالجامعة من غير المسلمين كانوا يحترمون مشاعرنا ويتجنبون تناول الأكل أو الشرب حين يعلمون أننا صائمون .. ويبدون دهشتهم واعجابهم بقدرة المسلم علي تحمل مشقة الصيام كعبادة للمولي سبحانه وتعالي. يضيف ان إدارة الجامعة التي يدرسها بما كانت تعيد تنظيم مواعيد بعض المحاضرات وحتي لا تتعارض مع موعد الافطار ويتذكر كيف تم تأجيل حفل تكريم طلبة الدراسات العليا الذي كان هو واحد منهم بعد حصولهم علي شهادة الدكتوراه لمدة ساعتين حتي نتمكن من تناول الافطار.