أعلنت الحكومة العراقية الحداد ثلاثة أيام بعد التفجير الدامي الذي وقع في منطقة الكرادة وسط بغداد وأوقع 187 قتيلا و200 جريح وتبني تنظيم داعش الارهابي التفجير. قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان ان الحداد بدأ من أمس الأحد ولمدة ثلاثة أيام ووصف سقوط عدد كبير من الضحايا بالمصاب الجلل. وخلال الأربع والعشرين ساعة الماضية سعي مدنيون وفرق اسعاف لانتشال جثثاً من تحت انقاض مركز تجاري ومحال تجارية انهارت جزئيا أو كليا أو احترقت جراء التفجير الذي وقع في منطقة الكرادة بواسطة شاحنة تبريد ملغمة بينما كانت أسواقها ومقاهيها ومطاعمها مكتظة بالمتسوقين قبل حلول عيد الفطر. وانتشلت من داخل بعض المحال جثثا محترقة أو مشوهة لا يمكن التعرف علي أصحابها. وخلال عمليات البحث جاء نسوة ورجال يبحثون عن مفقودين من أقاربهم وكانت السلطات قد قطعت الطريق المؤدي إلي موقع التفجير بحثا عن مفقودين ولاطفاء الحرائق الكبيرة التي شبت في الشارع الرئيسي بالكرادة. قالت مصادر أمنية ان النيران حاصرت عشرات الشبان داخل المحال. وقد قتل بعضهم حرقا في حين تمكن آخرون من النجاة وغامر بعض الشبانبدخول محال تجارية حوصر فيها بعض أصدقائهم الباعة. وفقدت عائلة من وسط البلاد سبعة شبان دفعة واحدة جراء التفجير. انتشرت علي مواقع إلكترونية عراقية صور تظهر منطقة الكرداة قبل دقائق من حدوث التفجير وأظهرت الصور اكتظاظ المنطقة المحيطة بالمركز التجاري الذي استهدف الهجوم بالمدنيين اثناء تسوقهم في ظل الاستعدادات لاستقبال عيد الفطر. قال تنظيم داعش انه استهدف تجمعا للحشد الشعبي في المنطقة وقد توعد رئيس الوزراء العراقي ما سماها "الزمر الارهابية" كما تعهد مسئولون عراقيون بمعاقبة المسئولين عن الهجوم وبفارق بسيط عن تفجير الكرادة. انفجرت عبوة ناسفة في حي الشعب شمالي بغداد مما أسفر عن مقتل خمسة واصابة آخرين. وفي سياق ردود الفعل شجب البيت الأبيض الأمريكي في بيان تفجيرات بغداد وقال انها تضاعف عزم واشنطن علي دعم قوات الأمن العراقية في حربها ضد داعش وهو الموقف ذاته الذي عبرت عنه الخارجية الأمريكية في بيان منفصل. كما ندد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بما سماه "عمل مجرمين حقيرين" وأعلن مجددا عزم بلاده قتالهم في كل مكان. صدرت إدانة مماثلة عن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الذي أعلن تعاطفه مع الضحايا. وقال في تغريدة علي موقع تويتر: إن تنظيم داعش برهن مجددا علي أنه عدو لكل المسلمين. حسب تعبيره. وفي أنقرة قالت الخارجية التركية تقف إلي جانب العراق الشقيق والصديق في هذه الظروف. كما أدانت إيران الهجوم بشدة. وقالت انه يأتي بعد هزائم التنظيم في الفلوجة وغيرها. وأكدت وقوف طهران إلي جانب بغداد. أدان الهجوم أيضا بابا الفاتيكان فرانشيسكو الذي عبر عن تعاطفه مع الضحايا وعائلاتهم.