دار الافتاء المصرية مؤسسة عريقة هي أقدم مؤسسة إفتائية في العالم.. تأسست منذ 250 عاما بغرض إفتاء الناس في أمورهم الحياتية مستمدة خبرتها من الأزهر الشريف مناره العلم في العالم والمنهج الوسطي فهي تتحدث بلسان الدين الحنيف المعتمد علي الخبرة في العلوم الشرعية والدينية. "المساء" حرصت علي استضافة علماء الدار علي مائدتها ليتحدثوا عن آرائهم في الفتاوي المغلوطة التي يرددها البعض باستهتار مرة وبجهل مرات لتصحيح المفاهيم وايصال الحكم الشرعي الصحيح للمواطنين في كثير من الأمور. الدكتور خالد عمران أمين الفتوي بدار الافتاء المصرية.. مهمتنا تبصير المواطنين وتوعيتهم بالثقافة الدينية الصحيحة حتي لا تقعوا فريسة لفتاوي مغلوطة تثير البلبلة والجدل بلا عائد منها وآخر هذه الفتاوي التي آثارت جدلا مؤخراً هو توقيت آذان الفجر المعمول به في مصر حيث انتشرت شائعات مؤخراً نشرها البعض لتشكيك في توقيت آذان الفجر وخرج د. شوقي علام مفتي الجمهورية ليحسم الجدل حول صحة موعد آذان الفجر المعمول به في مصر بعد أن أدعي البعض بأنه متقدم علي وقته الحنيفي وانه هو التوقيت الصحيح شرعيا وفلكيا.. ونفس الوضع بخصوص صلاة التراويح التي شكك فيها البعض وأثاروا حولها الاقاويل. أضاف: مع التكنولوجيا الحديثة وتداول البعض المعلومات المغلوطة علي مواقع التواصل الاجتماعي نتابع ما ينشر ونتصدي لما ينسب للرسول بطريق الخطأ كما حدث أن تداول البعض أحاديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام يتحدث فيها عن فوائد البطيخ وهي أكاذيب وللاسف نسبت للرسول. قال ان علماء الافتاء متواجدون علي مدار الساعة حتي في الاجازات والمواسم والاعياد للرد علي استفسارات المواطنين سواء بالتليفون أو البريد العادي أو البريد الالكتروني من خلال 15 إدارة تابعة لدار الافتاء.. علي رأس هذه الادارات إدارة الفتوي الشفوية ويعمل بها 20 عالماً من علماء الفتوي مهمتهم الاجابة علي الاسئلة الشفوية للمواطنين وهم في حالة تواجد دائم علي مدار الساعة التاسعة صباحا وحتي الساعة الثامنة مساءً يستقبلون السائلين بطريقة مميكنه وبنظام الكتروني وبأرقام لتسهيل المهمة علي كل من طالب الفتوي والعالم الذي يقدم الفتوي وهي بالمناسبة خدمات مجانية بلا مقابل أو رسوم وبلغة الارقام قال استقبلنا أكثر من نصف مليون فتوي خلال عام 2015 معظمها تتعلق بالقضايا المجتمعية الطلاق والزواج والرضاعه وقضايا الميراث وفي هذا الصدد هناك احصائية مخيفة لابد الالتفات لها وهي أن 40% من حالات الزواج الحديث تنتهي بالطلاق وهو ما جعلنا نتبني برنامجا تدريبياً لتأهيل المقبلين علي الزواج للحد من الطلاق والتوضيح أن الزواج مسئولية والتزام وأن الطلاق يعني انهيار الأسرة والمجتمع وفوضي العلاقات الاجتماعية التي تضر بالمجتمع وتضعفه. أضاف: في بعض الاحيان يطلب المواطن فتوي موثقة ومكتوبة للاسترشاد بها ربما في الخارج خاصة وان دار الافتاء جهة مرجعية في الأممالمتحدة ودول الاتحاد الاوروبي وكثير من الاجانب يلجأون إلينا طلبا للفتوي فنساعدهم. قال لدينا أيضا خدمة الفتاوي بالبريد والمراسلات البريدية التي ترد إلينا من كافة الهيئات والمؤسسات الحكومية والتي تطورت الان وأضيف إليها الفتوي الالكترونية حيث ترد لنا فتاوي الكترونية عبر صفحتنا الرسمية علي "الفيس بوك" تماشيا مع التطور التكنولوجي في المجتمع وترد إلينا 900 فتوي الكترونية نراعي خلالها الحفاظ علي سرية وخصوصية المواطنين ونرد عليهم اما بالبريد أو عن طريق الايميلات أيضا. أضاف: نتلقي أيضا الفتاوي الهاتفية من خلال قسم مختص بذلك يعمل علي مدار 24 ساعة من خلال 20 خطاً مجانيا يحمل رقم "107" لاستقبال فتاوي المواطنين بالتليفون ويرد الينا ما لا يقل عن 150 استفسارا يومياً ومعظمها تتعلق بقضايا الاحوال الشخصية وأمور الأسرة. وعن خطر الالحاد الذي يهدد بعض الشباب قال استشعرنا بالمشكلة منذ عام 2004 والعام الماضي استحدثنا وحده للالحاد بعد احساسنا بالخطر ونستقبل حالات وهو عموما لا يرقي أن يكون ظاهرة وانما هو موجود ونحتاج لجهد لاستدراكه بين أوساط الشباب حتي لا يصبح ظاهرة. نحدث عن التعاون القائم بين دار الافتاء والعديد من المؤسسات البحثية وضرب مثلا بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية من خلال بروتوكول تعاون بين الطرفين يتم من خلاله دراسة القضايا الاجتماعية التي تهدد المجتمع علي سبيل المثال تنامي ظاهرة الطلاق ودراسة اسبابها وعدم الخبره الاسرية في التعامل مع المشاكل ويكون الحل الاسهل هو الطلاق ولذلك أنشأنا ادارة للابحاث الاجتماعية ونستعين بالابحاث الاجتماعية التي يجريها مركز البحوث الجنائية ويقدم لنا الاستشارات العلمية في الكثير من القضايا المجتمعية وأصدرنا موسوعة الاسرة تضم جزءين منذ 3 سنوات تضم تحليلاً للظواهر الاجتماعية المتعلقة بقضايا الاسرة من زواج وطلاق من الناحيتين الشرعية والاجتماعية وجاري اعداد أجزاء أخري لمتابعة ما يستجد من مشاكل يعيشها المجتمع ومن خلال خبراتنا مع المجتمع اري اننا في حاجة إلي تربية أسرية جديدة ورشيده تتماشي مع مستجدات المشاكل. أضاف: لدي مرصد للفتاوي الشاذة والتكفيرية من ابرزها فتاوي التكفير التي تصدرها داعش فضلا عن كل الفتاوي التي تسبب جدلاً في الشارع مثل الفتوي التي شككت المواطنين في توقيت صلاة الفجر والفتوي التي قالت ان صلاة التراويح حرام. ومن الفتاوي التي خلقت حالة من الجدل في الشارع المصري فتوي ارضاع الكبير وقام بالتصدي لها مجتمع البحوث الاسلامية. وتحدث محمود طحان باحث شرعي بدار الافتاء قال ان الدار تطورت في المبني والمعني وتحديداً منذ عام 2004 شهدت طفرة كبيرة في استقلالها المالي والاداري حيث كانت تابعة لوزارة العدل اما الان فالتبعية رسمية لوزارة العدل ولكنها مستقلة ماليا وادارياً. أشار إلي تغير منظومة الاخلاق في المجتمع المصري رغم أن ثلثي النصوص والسنة في الدين الاسلامي تحدثت عن الاخلاق والثلث الأخر تحدث عن العقائد والمعاملات. طالب بإعادة الثقة في اخلاقنا المصرية الاصيلة التي تربينا عليها وميزتنا دون غيرنا من الشعوب. تحدث عن مرض الاسلامو فوبيا والجرائم التي ترتكب ضد المسلمين في الغرب مهمته رصد هذه الجرائم وتحليلها واصدار توصيات لشأنها. قال تمشيا مع التكنولوجيا الحديثة والتواصل مع متعثرات العصر اهتممنا بالتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي ولدينا أكبر صفحة دينية علي الفيس بوك ويتابعنا أكثر من 4 ملايين مواطن تحت اسم الصفحة الرسمية لدار الافتاء المصرية.. ونتلقي اسئلة عبر هذه الصفحة ونقوم بالرد عليها ونقدم الارشادات والنصائح وأجرينا مؤخراً تطبيق علي جوجل بلاي ليحقق المزيد من التواصل مع الجمهور والرد علي استفساراتهم. وأعرب كل من أحمد إبراهيم وأحمد فضل وأحمد مهدي عن فخرهم لانتمائهم لدار الافتاء المصرية التي تعلم المواطنين صحيح الدين وتتصدي للفتاوي غير المسئولة التي تهدد المجتمع وتثير البلبلة.. وتتصدي للفكر المتشدد والمتطرف بالرأي العلمي والحجة والدليل الفني وتقدم وجبه إيمانيه للمواطنين لتوعيتهم في شئون الدنيا والدين