منهج الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم هو التيسير علي الناس ما وسعه ذلك. فقد كان يتجوز في صلاته إشفاقاً علي بعض الناس من طول القراءة فيها. فروي عن أبي قتادة أن النبي صلي الله عليه وسلم: "إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها. فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق علي أمه". وروي عن أبي مسعود قال: "قال رجل يا رسول الله إني لأتأخر عن الصلاة في الفجر مما يطيل بنا فلان فيها. فغضب رسول الله صلي الله عليه وسلم ما رأيته غضب في موضع كان أشد غضباً منه يومئذ. ثم قال: يا أيها الناس إن منكم منفرين فمن أم الناس فليتجوز فإن خلفه الضعفيف والكبير وذا الحاجة". ومن مظاهر يسر هذا الدين كذلك: التخفيف في القراءة في قيام الليل بقراءة ما تيسر لمن يقومه من القرآن. وذلك للاعذار التي تكتنف من يقومونه. والتي تقتضي التخفيف عليهم في ذلك. وقد بينها الحق سبحانه بقوله: "إن ربك يعلم أنك تقوم أدني من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم ان لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم ان سيكون منكم مرضي وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه". أ.د. عبدالفتاح محمود إدريس أستاذ الفقه المقارن