كإصرار المدير الفني الشهير بيرزوت علي الاعتماد علي روسي مع سبق الاصرار والترصد في كأس العالم 1982. أصر المدير الفني كونتي علي إيدير في كأس أوروبا .2016 وصدق الحدس الفني لكل منهما. فأهداف روسي حققت بطولة كأس العالم لإيطاليا. ولقب هداف كأس العالم له وهدف الفوز غير المنتظر الذي جاء قبل دقيقتين علي نهاية لقاء السويد.. حمل إيطاليا إلي دور ثمن النهائي. فوز بمذاق طيب أتي بأقدام اللاعب إيدير بتسديدة عانقت الشباك كأنها جاءت من المدرب كونتي. بفضل الثقة التي وضعها في قائمة الفريق المكونة من 23 لاعباً علي الرغم من الاعتراضات التي واجهته من قبل البعض. وثقته الخاصة في اللاعب إيدير. الذي أبقاه علي أرضية الميدان برغم مردوده المتواضع. وايدير خلال نصف موسم قضاها مع فريق الانتر. لم يتمكن من تسجيل سوي هدف يتيم.. وحتي مباراة السويد. وقبل لحظات من تسجيله هدف الفوز الغالي. تلقي سباباً وانتقادات شديدة علي مواقع التواصل الاجتماعي. مثلما تلقي روسي في بداية كأس العالم باسبانيا. ونادت بعض الصحف الرياضية الإيطالية في مانشيت علي صفحتها الأولي: أعيدوا الكسيح إلي بيته! لكن المدرب كونتي كانت له وجهة نظر أخري بعيداً عن الأرقام والانتقادات. كما فعل المدرب بيرزوت من قبل. خلال مونديال 82 مع اللاعب باولو روسي. فقد راهن عليه خلال لقاء إيطاليا والبرازيل التاريخي لإيمانه بأنه المهاجم الأمثل لمنتخب قادر علي المنافسة. كذلك الحال بالنسبة لإيدير الذي وجد صعوبة في الوصول إلي مرمي المنافس. أخطأ في وقف الكرة. وفي التحرك.. لكنه لم يدخر قطرة عرق واحدة. بذل جهداً كبيراً في الضغط علي مدافعي المنتخب السويدي. المدرب كونتي أدخل في قلبه رغبة قوية في تحمل المسئولية. التضحية من أجل الفريق علي خلاف ميزته كمهاجم برازيلي الفطرة والمنشأ. كما كان يفعل البرتغالي مورينيو مع اللاعب الكاميروني صامويل ايتو. وتحمل إيدير الكثير من المشاق. لكنه يظل برازيلي الموهبة. وهو الأمر الذي ترجمه بتسديدة رائعة أعادت إلي الأذهان ذكريات أهداف اللاعب روبرتو باجيو. أهداف اللحظات الأخيرة أصبحت تمثل قانوناً في البطولة الحالية.. بطولة تتميز بالتوازن. فجميع المنتخبات لديها القدرة علي المنافسة بفضل التنظيم التكتيكي. الحضور البدني القوي. لكن عندما يتمكن التعب من الأقدام. فإن الفنيات تصنع الفارق. فليس مصادفة ان تلك الأهداف تأتي بتوقيع المواهب الأكثر جاذبية مثل بايت. ايدير وإينستا.. أمام السويد لم يتهدد مرمي جيجي بوفون بتسديدة واحدة. وهذا لم يحدث في تاريخ بطولات أوروبا. فأمام السويد. شكل الحارس بوفون وخط دفاعه المكون من بارزالي. بونوتشي وكيلليني حائطاً منيعاً يصعب اختراقه. وأدخل السلطان إبراهيموفيتش الرعب في قلوب الإيطاليين لكنه كان متسللاً. خط الدفاع والمهاجم إيدير هما الرقم السري لادخال السعادة والفرحة علي الإيطاليين. خاصة إذا ما تمكن اللاعب الإيطالي ذو الأصول البرازيلية من الاقناع بأنه استنساخ جديد لباولو روسي في مونديال .82 المنتخب الإيطالي يذهب بعيداً عندما يكون قادراً علي الأداء بشكل جيد. والإيطاليون يبدعون تحت ضغط الانتقاد. والدليل لقاء الافتتاح أمام بلجيكا. حينما يشعرون بالثقة فإن الأداء السييء يكون رد فعل طبيعي كما حدث خلال الشوط الأول من لقاء السويد. الأمر الذي تبدل مع بداية الشوط الثاني. استيقظ اللاعبون. بدأوا في الضغط علي خصومهم ونجحوا في افتكاك الكرة منهم. الاعتماد علي الكرات الطولية التي بلغت 100 كرة لم تؤت ثمارها. فقد انتهت تسعون منها لمصلحة المدافعين السويديين. ومع ذلك كان المدرب كونتي هادئاً علي غير العادة.. ثم جاء الخلاص النهائي بفضل العمل البطولي للاعب إيدير قبل النهاية بدقيقتين. الآن يتبقي أمام الإيطاليين مواجهة ايرلندا. والطريق إلي النهائي بباريس سيكون وعراً. فهناك كرواتيا أو اسبانيا في ثُمن النهائي.. ألمانيا في ربع النهائي وفرنسا في نصف النهائي إذا ما صدقت التوقعات.