اقبال نجوم السينما علي القيام ببطولة الأعمال الدرامية بعد تقلص الإنتاج السينمائي بشكل ملحوظ لم يكن فاتحة خير علي الدراما بأي حال من الأحوال. أجمع العاملون بصناعة الدراما علي ان صناعة الدراما حتما ستنهار هي الأخري إذا استمر نجوم السينما يتعاملون معها كوسيلة لجلب الملايين أو كوسيلة تفصل لكل منهم دوراً علي مقاسه.. اتهم القائمون علي صناعة "الفيديو" نجوم السينما بحلب بقرة الدراما حتي الموت كما فعلوا في السينما. تحدثت المخرجة رباب حسين باستياء شديد قائلة: الأزمة التي عصفت بالسينما في السنوات الأخيرة هي التي أدت لزحف النجوم إلي الدراما وأنا أقول لهم أهلاً بكم لو اضفتم لهذه الصناعة الكبيرة أما ان يكون هدفهم الرئيسي هو الحصول علي الأرقام الفلكية التي يطلبونها فأنا بدوري أقول لهم شكراً لكم وابتعدوا عن الدراما فمن أين لنا الانفاق علي باقي عناصر المسلسل بعدما استحوذ النجم علي أكثر من نصفها. المشكلة لم تقتصر فقط علي النجوم بل امتدت إلي مخرجي السينما والفنيين لأنهم هم الآخرون زحفوا إلي الفيديو ليت الأمر اقتصر علي هذا الحد بل ان معظم هؤلاء النجوم قدموا لنا دراما هزيلة لاصرارهم علي تقديم مسلسل يعتمد علي نجم واحد بالرغم من ان هناك أزمة اقتصادية يعرف تبعاتها القاصي والداني أدت إلي وجود مشكلات كثيرة تواجه جميع منافذ الإنتاج عند تسويقها لأي مسلسل والحل من وجهة نظري يكمن في الاعتماد علي الأعمال الجماعية التي تقدم أسماء غير رنانة لكن كل منهم نجم في أداء دوره. أبدت رباب حسين تعجبها من أن البعض يبدي سعادة بالغة لأن صورة المسلسلات أصبحت أقرب للصورة السينمائية وقالت: هناك فرق بين السينما والتليفزيون وعلينا ان نحترم خصوصية كل منهما فتصوير المسلسل بكاميرا واحدة كان يميز التليفزيون عن السينما بتواصل وتدفق إحساس الممثل وهذه الميزة كانت تجعل التليفزيون علي قدم وساق مع المسرح الذي يتميز بتواصل الفنان مع الجمهور من خلاله أما الاعتماد الآن علي التصوير بأكثر من كاميرا فانه إثر علي المخرج والممثل بالسلب لأنه يجبر المخرج علي تصوير المشهد من زواية واحدة ثم الأخري وهكذا مما يؤدي إلي مقاطعة اندماج الفنان في الدور. أوضحت إنها ليست ضد تطوير الفيديو علي الإطلاق لان التطوير لا يعني تحويل الفيديو لسينما بدليل ان السينما العالمية حالياً قائمة علي تصوير الأفلام علي طريقة الفيديو ومن ثم تحويلها علي شرائط سينما ونحن هنا نريد ان نتبع العكس بدلا من ان نركز علي تطوير ايقاع العمل والإضاءة وغيرها من الأمور المرتبطة بالعمل نفسه.. رباب حسين عرض لها في رمضان الماضي مسلسل "ماما في القسم".. اتفقت معها في الرأي الفنانة الشابة "رانيا محمود ياسين" التي قالت: اقتحام نجوم السينما للدراما لم يؤثر علي صناعتها فقط بل علي العاملين بها ولقد رأيت هذا الأمر بنفسي حينما شاركت في مسلسل "فتاة الليل" فوجئت بأن فريق العمل بالكامل سينمائي ابتداء من المخرج حتي عامل البلاتوه وهذا الأمر بالطبع اثر بالسلب علي نجوم ومخرجي وعمال الفيديو. أوضحت رانيا انها ليست ضد تقديم نجوم السينما لأعمال درامية وقالت: أهلاً بهم بالطبع وحتي لا يسيء أحد فهمي أنا لا أصنف نفسي كممثلة فيديو أو سينما لكنني أردت لفت النظر لهذه الظاهرة الجديدة التي تؤذي قطاعاً كبيراً من العاملين بالفيديو فلابد ان يكون هناك عدل في توزيع الأدوار لكن المشكلة هي ان المنتج لا يفكر في كل هذه الأمور. تقول الفنانة فردوس عبدالحميد: رد النجوم علي الاتهام الموجه إليهم بالمغالاة في أجورهم جاهز وهو ان المنتج لا يدفع لهم هذا الأجر إلا لأنه يعلم أنه سيكسب الضعف لكن هذا الدفاع مردود عليه بأن أجورهم تؤثر بالسلب علي الدراما ككل بدليل ان المنتج يوزع باقي الأدوار علي فنانين مغمورين بأجور زهيدة بدلا من توزيعها علي نجوم يضيفوا للعمل..أضافت: هناك خلل في العملية الإنتاجية ككل لأن الفضائيات أصبحت تركض خلف الأسماء الرنانة فقط بغض النظر عن وجود العمل نفسه وان جهات الإنتاج الحكومية هي القادرة علي إنقاذ الدراما المصرية فردوس عبدالحميد.. عرض لها في شهر رمضان الماضي المسلسل التليفزيوني "السائرون نياما". يقول الكاتب محسن رزق: هجرة نجوم السينما إلي الدراما أعادت إلي السطح ظاهرة "النجم الأوحد" واعتماد كل الأحداث عليه في حين أنني ككاتب أميل للبطولة الجماعية وإلي ان يكون كل ممثل في المسلسل نجماً في دوره..أشار رزق إلي ان نظام الإنتاج المتبع في مصر يختلف تماماً عن نظام الإنتاج المتبع في كل العالم بدليل أنه في سوريا وتركيا وغيرهما يتم تخصيص "80%" من ميزانية المسلسل للإنفاق علي الصورة في حين تخصص "20%" المتبقية لأجور كل الفنانين المشاركين في العمل وهو ما يعرف ب "Big pyoduction" أو الإنتاج الضخم لذلك تكون التقنيات وأماكن التصوير المستخدمه في مسلسلاتهم أفضل بكثير من المستخدمه في مسلسلاتنا.