في شهر رمضان المبارك يلجأ المسلمون إلي الاستفسار عن أمور دينهم ودنياهم بعض الأسئلة عرضناها علي فضيلة الدكتور عبدالمنعم أحمد سلطان استاذ ورئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق- جامعة المنوفية فأجاب بالآتي: في شهر رمضان المبارك يلجأ المسلمون إلي الاستفسار عن أمور دينهم ودنياهم بعض الأسئلة عرضناها علي فضيلة الدكتور عبدالمنعم أحمد سلطان استاذ ورئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق- جامعة المنوفية فأجاب بالآتي: * تسأل "أ.م.أ": زوجي يؤدي فريضة الصوم غير انه يترك بعض الصلوات ويتهاون في أداء بعضها فهل هذا يفسد صومه ويكون سبباً في عدم قبوله؟ ** انه من الواجب علي المسلم أداء جميع الفرائض التي فرضها الله تعالي عليه حتي يصل إلي مقام الرضا من الله تعالي والرحمة منه وحتي يكون قربه من الله تعالي وزيادة ثوابه وقبوله أوفر ممن يؤدي بعض الفرائض ويترك اليوم الآخر ولكن الذي ينبغي بيانه والتنبيه اليه انه ليس هناك ارتباط بين اسقاط الفرائض التي يؤديها والفرائض التي يتهاون في أدائها فلكل ثوابه ولكل عقابه فمن صام ولم يصل سقط عنه فرض الصوم ولا يعاقبه الله عليه كما ان عليه وزر ترك الصلاة ويلقي جزاءه عند الله لكن ومما لا شك فيه ان ثواب الصائم المؤدي لجميع الفرائض والملتزم بحدود الله تعالي افضل من ثواب غيره فالأول يسقط الفروض ويرجي له الثواب الأوفي لحسن صلته بالله تعالي والثاني لا ينال من صيامه إلا اسقاط الفرض وليس له ثواب آخر إلا رحمة الله تعالي. وأخيراً فإن عقوبة ترك الصلاة شديدة ولا يجوز للمسلم الاقدام عليها وعلي هذا الانسان ان يبادر بالتوبة إلي الله تعالي لانه ترك عماد الدين. * يسأل مصطفي علي حسانين: نسمع ان هناك أموراً لا تفسد الصوم إذا فعلها الصائم نرجو بيان هذه الأمور؟ ** بين العلماء ان هناك أموراً إذا وقعت من الصائم لا تفسد صومه ويعد صومه صحيحاً ومنها المضمضة والاستنشاق واستعمال السواك ومعجون الاسنان ومن غلبه القئ فعن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلي عليه وسلم قال: "من ذرعه القئ وهو صائم فليس عليه قضاء" ولا يفسد الصوم بالحجامة وهي أخذ الدم من الرأس ومن احتلم أي رأي في المنام انه يجامع فأنزل "فلا شئ علي صيامه" قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لا يفطر من قاء ولا من احتلم ولا من احتجم" ومن أكل أو أشرب ناسيا فصيامه صحيح وكذلك اذا اغتسل الصائم من الحر أو غيره فهو جائز ولا يفسد الصوم وايضاً يرخص للصائم ان يصبح وهو جنب وكذا غبار الطريق والطحين والكحل والقطرة التي بالعين والاذن ما لم تصل إلي الجوف. * يسأل موسي محمود عيسي: ما الحكمة من اخفاء ليلة القدر وعدم تحديدها؟ ** ان من فضائل شهر رمضان ومزاياه اشتماله علي ليلة القدر التي مدحها الله تعالي بقوله "إنا انزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام حتي مطلع الفجر" وهذه الليلة تسمي بليلة القدر وليلة البركة وليلة السلام والذي أجمع عليه العلماء انها إحدي ليالي شهر رمضان والذي اتفق عليه معظم أهل العلم انها ليلة السابع والعشرين من رمضان والمأثور عن النبي صلي الله عليه وسلم انه كان يتحري ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ولعل السبب في اخفائها عن الناس ان العبد إذا لم يتيقن ليلة القدر واجتهد في العبادة رجاء ان يدركها يباهي الله تعالي به ملائكته ويقول: تقولون انهم يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء؟ هذا اجتهاد عبدي في الليلة المظنونة انها ليلة القدر فكيف لو جعلتها معلومة فأنا أعلم ما لا تعلمون. وعلي هذا فيجب علينا ان نجتهد في العشر الأواخر من هذا الشهر المبارك وان نتضرع إلي الله تعالي فيها يطلب العفو والمغفرة منه عز وجل وذلك لما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها انها قالت: قلت يارسول الله أرايت ان علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال صلي الله عليه وسلم قولي "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".