كان من الطبيعي أن تسحب فضيحة "خناقة" أحمد شوبير وأحمد الطيب المذيع والمعلق علي الهواء مباشرة البساط من تحت أقدام مباراة اليوم بين منتخب الفراعنة مع نظيره التنزاني في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم بالجابون.. وأن تستحوذيا اهتمام الرأي العام فالفضيحة بجلاجل.. والمصيبة كبيرة والحدث جلل فمعهما سقطت إلي الأبد نظرية الإعلامي الرياضي بعد أن ضرب كل من شوبير والطيب ومعهما مقدم الحلقة وائل الأبراشي في برنامجه الفضائي بكل تقاليد ومباديء المهنة والرسالة الإعلامية عرض الحائط عندما قدموا لنا فاصلاً من الردح والتطاول والخوض في الأعراض علي مرآي ومسمع من ملايين المشاهدين وبلغت تلك المأساة الاعلامية ذروتها عندما تبادل شوبير والطيب الاشتباك بالايدي والضرب داخل الأستوديو في كارثة اخلاقية غير مسبوقة عشنا معها نموذجا صارخا لحالة البلطجة الإعلامية.. والانفلات الإعلامي والفوضي الإعلامية التي وصلنا إليها في الاعلام والمجتمع المصري منذ عدة سنوات بعد أن بات حفنة من التجار ورجال الاعمال يسيطرون علي القنوات فهؤلاء لا تشغلهم الرسالة الإعلامية النبيلة وأهدافها والتي تقوم علي التوعية والتثقيف والتسلية الايجابية ولكن ما يشغلهم هو الاستمرار في حصد الأموال وامتصاص دماء هذا الشعب المغلوب علي أمره مثلما سرقوا أراضيه بملاليم وباعوها له بالملايين في العهد البائد الفاسد هذا من ناحية ومن ناحية أخري نجد أن من يتصدرون للمشهد الاعلامي مجموعة من مقدمي البرامج غير المؤهلين ومنها الإعلام الرياضي فرغم أن اللاعب المشهور لا يستطيع ممارسة مهنة التدريب إلا بعد الحصول علي رخصة دراسته التدريبية ولكن الإعلام الرياضي أصبح وكالة من غير بواب كما يقول المثل الشعبي ومثل هذه النوعية كانت ومازالت سببا مباشرا في إذكاء روح التعصب بين الجماهير ويتحملون مسئولية كبيرة فيما وصلنا إليه من شغب وعنف وتطرف في التشجيع في ملاعبنا الخضراء لأنهم مثل أولياء نعمتهم من تجار الإعلام اصحاب القنوات الفضائية لا يشغلهم سوي تعلية الحلقة وبث أكبر قدر من الاثارة والتوتر خلالها لجذب الاعلانات فالكل يبحث عن السبوبة فقط وطبعا أما بناء الانسان المصري وحثه علي الأخلاق والالتزام والانضباط فآخر شيء يمكن أن يفكروا فيه حتي الإعلاميين المؤهلين في تلك الفضائيات ينتهجون نهج غير المؤهلين و ينفذون أجندة أولياء نعمتهم بدليل أن وائل الابراشي كان حريصاً علي سكب النار علي البنزين بين شوبير والطيب وإثارة الفتنة بينهما وتسخين كل منهما علي الآخر حتي وصلنا لتلك الفضيحة المدوية بعد أن نسي هؤلاء الثلاثة وهم يرتكبون تلك الجريمة الاعلامية الأخلاقية أن السواد الأعظم من الشعب المصري يستمد معلوماته وثقافته من الإعلام المرئي وبالتالي يتأثر به بشده بينما شبابنا يبحث عن القدوة والمثل الأعلي من خلال من يدعون النجومية فكان الله في عون شبابنا وأطفالنا وهم يرون هذه النماذج ليل نهار علي شاشات الفضائيات يتحدثون بما ليس فيهم في ظل هذا الانهيار والانفلات الاخلاقي الذي أصاب المجتمع منذ قيام ثورة يناير في مختلف قطاعاته بعد أن غاب المنطق والحجة والاحترام في الحوار والعلاقات الانسانية وباتت تحكمها مظاهر البلطجة والصوت العالي وأري أن الدولة أصبحت مطالبة بإصدار قانون لإعادة الانضباط والالتزام الإعلامي المصري المرئي ومعاقبة من يسيء استخدامه قانون يؤكد علي الرسالة الإعلامية الهادفة بسبب خطورته الشديدة وتأثيره السلبي المباشر علي بناء الشخصية المصرية وأرجو من التليفزيون المصري الوطني الرائد والملتزم بقيادة السيدة المحترمة صفاء حجازي أن يكون قرار حرمان شوبير والطيب من دخول الإذاعة مفعلاً مدي الحياة ويتم التأكيد علي هذا الحرمان حفاظا علي مكانة هذا الجهاز الوطني الذي لعب دورا تاريخيا في تشكيل وجدان وبناء المجتمع المصري قبل ظهور تجار الفضائيات!!